رمز الخبر: ۱۰۱۴۷
تأريخ النشر: 14:27 - 02 February 2009
غسان يوسف

هل يفلح أوباما في تبييض وجه أميركا!؟

 

عصر ایران - في كتابه نهاية التاريخ يرى فرانسيس فكوياما أن الموعودين بجنة نهاية التاريخ هم (القبيلة البيضاء الشقراء وحدها وربما الصفراء كذلك) لكن يبدو أن وصول باراك حسين أوباما الأميركي من أصل إفريقي إلى البيت الأبيض قد نسف هذه النظرية التي دافع عنها الكثير في الغرب أمثال صموئيل هنتغتون وغيره من المنظرين لصدام الحضارات أو من عرفوا ب (المحافظون الجدد) الذين كان لهم الأثر الأكبر في سياسات جورج دبليو بوش خلال السنوات الثماني الماضية، ما أدى إلى تشويه سمعة أميركا في العالم وازدياد الكره تجاهها لما ارتكبته من أفعال عسكرية بحق المدنيين والدول الرافضة لسياستها متخذة من هجمات الحادي عشر من أيلول - المشكوك في مخططيها ومنفذيها - منطلقاً لتنفيذ ما تريد أن تحققه وكأنها بذلك تعيدنا إلى خطة (نورث وودز) التي وضعتها الاستخبارات الأميركية في الأيام الأخيرة من الولاية الثانية للرئيس الأميركي ايزنهاور عام ۱۹۶۱ واعتمدتها رسمياً رئاسة هيئة الأركان المشتركة للقوات الأميركية والتي كانت تقضي بالقيام بأعمال إرهابية ضد الولايات المتحدة كإطلاق النار في شوارع المدن الأميركية، وخطف الطائرات وإغراق زوارق اللاجئين الكوبيين المتجهة إلى أميركا، واتهام حكومة كاسترو بالوقوف وراء تلك الأحداث بهدف خلق رأي عام داخلي يبرر العدوان على كوبا!.

لكن يبدو أن القرارات التي اتخذها الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما فور وصوله إلى البيت الأبيض كإغلاق معتقل (غوانتانامو) وتقييد تجاوزات وكالة الاستخبارات الأميركية (سي. آي. إيه) تهدف بالدرجة الأولى إلى تبييض وجه الولايات المتحدة الذي اسود كثيراً في عهد الرئيس السابق جورج بوش الذي تميز بالعدوانية والعنصرية والحماقات والأكاذيب وانتهاك حقوق الإنسان.

قرارات الرئيس الأميركي الجديد تدخل الولايات المتحدة الأميركية في عهد جديد قد يكون مختلفاً عن العهد السابق أو العهود السابقة لكنها قد لاتختلف كثيراً في التطبيق، خصوصاً إذا ما توقفنا عند التصريحات الصادرة عنه وعن إدارته بشأن ما يسمى (عملية السلام في الشرق الأوسط).

وبهذا يكون أوباما قد سار على خطا الرؤساء الأميركيين السابقين الذين لم يتركوا فرصة إلا وأكدوا التعهد بحماية أمن إسرائيل دون النظر بموضوعية لمعاناة الشعب الفلسطيني وتطلعاته لاسترجاع أرضه وحقوقه.

لكن مايميز اليوم عن أمس هو الانتصاران اللذان حققهما كل من حزب الله في لبنان، وحماس في فلسطين، على إسرائيل، حيث شعرت الأخيرة بالعجز والهزيمة أمام شعب متمسك بأرضه وحقوقه، ما اضطرها إلى الاعتراف ولو بشكل ضمني بعجزها وعدم استطاعتها تحقيق ماتريد بالقوة، لابل إنها قد لا تفكر مرة أخرى بشن حروب جديدة على العرب سواء في لبنان أم فلسطين أم أي بلد عربي آخر.

ومن هنا يمكن القول: إن سياسة الرئيس الأميركي الجديد قد تركز على الوضع الداخلي الأميركي الذي يعاني من مشاكل عديدة كالانهيار الاقتصادي، والتفكك الاجتماعي،وانتشار الجريمة، إضافة إلى تورط قواته في عدد من بلدان العالم كالعراق وأفغانستان والصعود المتنامي للقوى الراديكالية في أميركا اللاتينية التي تعتبرها الولايات المتحدة بمثابة الحديقة الخلفية لها.

أوباما يدرك أن الرئيس الأميركي السابق جورج بوش قد ترك له إرثاً ثقيلاً صعباً، وقد أشار إلى ذلك خلال كلمته التي ألقاها في حفل التنصيب دون أن يقول ذلك بشكل مباشر.

لكن هذا لايقلل من إمكانيات الرئيس الجديد العلمية والشخصية والإدارية في تغيير حقيقي يطول أميركا في سياستيها الداخلية والخارجية، فالذين غيروا مسيرة التاريخ ربما كانوا أقل موهبة وذكاء من باراك حسين أوباما الذي يجمع صفات عديدة قد لا نجدها في شخص آخر.

الثوره - سوريا