رمز الخبر: ۱۰۲۵۶
تأريخ النشر: 11:54 - 07 February 2009
عصر ایران - أعتبر رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني نزعة التسلط والإرهاب وجهان لعملة واحدة, مؤكدا أن العالم بحاجة الى رؤية نزع الأسلحة النووية لدى بعض الدول العظمى.

 وأفاد مراسل وكالة مهر للانباء الموفد الى المانيا, أن لاريجاني ألقى مساء الجمعة كلمة في مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن, إبتدأها بالرد على ادعاءات وزير الخارجية الاميركي السابق هنري كيسنجر الذي سبقه بكلمة في هذا المؤتمر, قائلا "لقد طرحت هنا قضايا مرتبطة بالشأن النووي, في حين أنكم تعلمون أن أميركا البلد الوحيد الذي أستخدم الأسلحة النووية وذلك في هيروشيما وناكازاكي ".

 وأضاف, "ولقد شهدنا ايضا في الاعوام الاخيرة ان اميركا ليس لديها اعتراض على البرنامج النووي الاسرائيلي, وبناء على هذا لا يمكن تصديق اميركا في كلامها عن نزع الأسلحة (النووية) ".

 ولفت رئيس مجلس الشورى الإسلامي الى ان الأميركان لم يفرضوا عقوبات على دول تجري اختبارات على أسلحة نووية, موضحا "ان الهند صديقة لنا وليس لدينا مشكلة مع الحكومة الهندية, الا ان ازدواجية التعامل الأميركية أثارت القلق, والمثال الثاني هو باكستان التي أجرت اختبارات على الأسلحة النووية, ولو اننا ليس لدينا مشكلة مع الحكومة الباكستانية, الا انه باعتقادنا أن الموضوع النووي ينبغي ان يبحث في أجواء أوسع ".

 وأشارلاريجاني في كلمته الى ان منطقة الشرق الأوسط كانت خلال العقود الثلاث الماضية مسرحا لأكثر الحروب, مثل دفع الغرب صدام لمهاجمة ايران على مدى ثمان سنوات, وبعدها حربين للغرب ضد صدام بسبب عداونه على الكويت واحتلال العراق الذي كلف الشعب العراقي أكثر من 800 ألف قتيل وجريح, إضافة الى حرب افغانستان وحرب اسرائيل على لبنان وأخيرا حرب اسرائيل ضد اهل غزة الابطال المظلومين, موضحا ان هذه الحروب جرت تحت ذرائع متعددة الا انه يمكن تلخيصها في عاملين هما محاربة الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل.

 واردف, السؤال الهام هنا هو هل ان كل هذه الحروب التي كلفت ايران فقط في فترة الدفاع المقدس أكثر من 250 ألف شهيد, تمكنت من تحسين امن المنطقة؟ أو هل تمكنت من تحجيم الإرهاب؟ أو هل عثر على اسلحة نووية في العراق؟

 واوضح ان اميركا ادعت في حربها ضد افغانستان أنها بصدد محاربة الارهاب والقبض على زعماء الإرهاب, فإي الهدفين تحقق؟ لقد كان انتاج المخدرات عند احتلال افغانستان عام 2001 يقدر بـ 200 طن في حين أصبح عام 2008 يتجاوز الـ 8000 طن.

 واستعرض لاريجاني في كلمته مواقف اميركا المعادية للشعب الايراني منذ قيامها عام 1953, المتمثلة بالإطاحة بحكومة مصدق الوطنية وإعادتها الشاه الى ايران مرة اخرى, والمؤامرة الانقلابية التي تلتها عام 1979 , وقيام السفارة الاميركية بطهران بالتدخل وتشجيع الحركات الانفصالية والتخطيط وتوجيه عمليات الاغتيال لشخصيات الثورة الموثقة جميعها, وقيام اميركا بدفع صدام لمهاجمة ايران ودعمه عسكريا, علاوة على مصادرة أموال ايران في بداية انتصار الثورة الاسلامية, والغاء اميركا عقدها النووي مع ايران وعدم الوفاء بالتزاماتها بتحويل الوقود النووي لمفاعل طهران الذري.

 واعتبر لاريجاني أن نزعة التسلط والإرهاب وجهان لعملة واحدة, منوها الى ان نظرة سيادة الغرب على  الشرق قد ولت وأن الإنسان الشرقي لم يعد إنسانا من الدرجة الثانية, مؤكدا ان قضية محاربة الارهاب وأحداث الهند وباكستان وافغانستان تدلل على ان استراتيجية التصدي للإرهاب خاطئة وقد حولت هذه الأساليب المنطقة الى برميل من البارود.

 وانتقد لاريجاني اتهام حركة حماس بالإرهاب, مؤكدا ان هذا الاتهام لا يمكنه أن يغير من الواقع شيئا, لقد فازت حماس بآراء الشعب بانتخابات صحيحة جرت تحت اشراف مراقبين دوليين, في حين قوبلت هذه الحركة بتصرف غير المعقول من قبل بعض الدول الغربية.

وأكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي ان ايران مستعدة وقادرة على التعاون مع سائر البلدان في اطار أفكار معقولة من أجل فتح نوافذ جديدة لإرساء سلام وأمن شاملين في المنطقة, مضيفا "نحن نعتقد بوجود مصالح مشتركة طويلة الامد في التعاون مع سائر البلدان في مجالات الاقتصاد والطاقة والأمن ".

 وانتقد الدكتور لاريجاني سياسة اميركا في التشبث بإنعدام الأمن في منطقة الشرق الأوسط, مقدما للإدارة الأميركية الجديدة نصيحة بشأن أربع نقاط تمثل الأسس التي ينبغي عليها ان تتبعها من أجل احداث تغيير استراتيجي في سياستها.

 1- عليها ان تتحول من السياسة الأحادية المقيتة الى سياسة العمل الجماعي.
 2- عليها الاهتمام بنظرية الأمن الجماعي ضمن اطار النظام الدولي بدلا من التسابق في التسلح بأسلحة الدمار الشامل.

 3- فيما يتعلق بأمن المنطقة ينبغي عليها ان تركز على العوامل المحلية لاستتباب الأمن لا زيادة عديد القوات وإنشاء القواعد العسكرية في دول المنطقة.

 4- عليها ان تحترم خصائص المنطقة بما فيها الثقافية والاقتصادية والسياسية, في تعاملها مع قوى المنطقة بدلا من فرض نماذج لا تتلائم مع الواقع في هذه المنطقة.