رمز الخبر: ۱۰۲۹۴
تأريخ النشر: 09:24 - 08 February 2009

عصر ایران - ميونيخ (المانيا) (رويترز) - أعلن نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن تغييرات في السياسة الخارجية الأمريكية يوم السبت تؤكد على اللجوء للدبلوماسية أكثر من القوة العسكرية لكنها حثت أيضا الحلفاء على تحمل مزيد من الأعباء في معالجة الأزمات العالمية.

وقال بايدن في مؤتمر للأمن يعقد في ميونيخ بألمانيا "حضرت الى أوروبا نيابة عن إدارة جديدة مُصِرة على وضع نهج جديد في واشنطن وفي العلاقات الأمريكية بشتى أنحاء العالم."

وقال "سوف نشارك. وسوف ننصت. وسوف نتشاور. أمريكا تحتاج الى العالم مثلما أعتقد ان العالم يحتاج الى أمريكا."

وندد بايدن وهو يلقي أول كلمة مهمة لادارة الرئيس باراك اوباما بشأن السياسة الخارجية بالسياسة الخارجية التي كان ينتهجها الرئيس السابق جورج بوش والتي تمثلت في ان "من ليس معنا فهو ضدنا". وحاولت كلمة بايدن أيضا طي صفحة الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق وشكوك بوش بشأن التغير المناخي التي أسفرت عن ابتعاد العديد من الاوروبيين.

لكن بايدن أوضح ان الولايات المتحدة مازالت مُستعدة لاستخدام القوة العسكرية لحماية أمنها القومي.

وقال "لا يوجد تناقض بين أمننا ومثالياتنا. انهما يدعمان بعضهما البعض. قوة السلاح حققت لنا الاستقلال وعلى امتداد التاريخ كانت قوة السلاح تحمي حريتنا. وهذا لن يتغير."

ومع الوعد بأن واشنطن ستتشاور وتنصت أكثر لحلفائها قال انها ستطلب منهم ايضا المزيد وعلى سبيل المثال من خلال أخذ سجناء من المحتجزين في سجن جوانتانامو العسكري الامريكي في كوبا الذي قال الرئيس باراك اوباما انه سيغلق خلال عام.

وقال بايدن "ستقدم الولايات المتحدة المزيد ولكن أمريكا ستطلب المزيد من شركائنا."

وأضاف "المخاطر التي نواجهها لا تحترم الحدود. لا يوجد بلد واحد مهما بلغت قوته يمكنه ان يواجهها بمفرده."

وفي الكلمة التي تناولت موضوعات عديدة دعا بايدن الى التزام أكبر من جانب أعضاء حلف شمال الاطلسي في أفغانستان والى توحيد الجهود لإجبار ايران على إلغاء برنامجها النووي وإجراء خفض كبير في ترسانات الاسلحة النووية ووقف ما وصفه "بالتحول الخطير" في العلاقات مع روسيا.

وخلت كلمة بايدن من أي اعلان لكن محللين قالوا سلفا ان مجرد ظهور نائب الرئيس في المؤتمر الذي يحضره عادة وزير الدفاع الامريكي بعث باشارة مُهمة الى اوروبا بأن ادارة اوباما كانت حريصة على إعادة بناء العلاقات المتوترة.

وكانت توجد تكهنات كثيرة قبل المؤتمر بأن بايدن سيعلن عن تعليق أو مراجعة خطط إدارة بوش السابقة لاقامة الدرع الصاروخية في شرق اوروبا وهو اجراء أغضب روسيا.

وقال بايدن في الاجتماع الذي يحضره خبراء أمن وزعماء اوروبيون " سنستمر في تطوير الدفاعات الصاروخية لمواجهة قدرة ايران المتنامية طالما أثبتت التكنولوجيا فاعليتها وأنها ذات جدوى اقتصادية."

لكنه قال بطريقة جازمة "سوف نفعل ذلك بالتشاور مع الشركاء في حلف شمال الاطلسي وروسيا."

ومن المقرر ان يجري بايدن محادثات مع نائب رئيس الوزراء الروسي سيرجي ايفانوف يوم الاحد قبل ان يعود الى واشنطن وهي المحادثات التي ستضم أكبر مسؤولين بين موسكو وادارة اوباما الجديدة.

وفيما يتعلق بايران قال بايدن انه يجب ان تكون هناك جهود موحدة من جانب المجتمع الدولي لاقناع ايران بالتخلي عن برنامجها النووي الذي يعتقد الغرب انه ستار لصنع قنبلة نووية وتصر طهران على انه لغرض سلمي هو توليد الكهرباء.

واستطرد "نحن مستعدون للحديث مع ايران وعرض خيار واضح للغاية.. الاستمرار في المسار الحالي وسيكون هناك ضغط وعزلة أو التخلي عن البرنامج النووي غير المشروع ودعم الارهاب وستكون هناك حوافز ذات معنى."

كما تناول بايدن واحدا من أكثر القضايا حساسية في المؤتمر وهو دور حلف شمال الاطلسي في أفغانستان بعد ثماني سنوات من الغزو الذي قادته القوات الامريكية للاطاحة بحكومة حركة طالبان الاسلامية.

وقال بايدن "النتيجة يجب ان تكون استراتيجية شاملة نتحمل فيها جميعا المسؤولية التي تجمع مواردنا المدنية والعسكرية معا للحيلولة دون أن تصبح أفغانستان ملاذا آمنا للمتشددين الاسلاميين ولمساعدة الافغان في تطوير قدراتهم لتأمين مستقبلهم."