رمز الخبر: ۱۰۵۴۲
تأريخ النشر: 14:59 - 15 February 2009

عصر ایران -  (رويترز) - أصبحت الرومانسية تنتشر في اجواء بغداد بينما يحتفل العراقيون الذين أرهقتهم الحرب بعيد الحب بعد التراجع الحاد في اعمال العنف وهو ما سمح للاحباء بأن يسيروا متشابكي الايدي بحذر في الحدائق وان يتسوقوا لشراء الهدايا من اجل احبائهم.

وتزايد اظهار مشاعر المودة علانية وارتداء الملابس الجريئة من جانب النساء بعد سنوات من عدم التسامح المتنامي فيما قد يكون اشارة على ان التشدد الاسلامي والتيار المحافظ الذي اقترن بانزلاق العراق نحو اعمال العنف الطائفية بدأ يفقدان قبضتهما.

وقال اسامة عبد الوهاب خطاب الذي تخرج من الجامعة في الاونة الاخيرة وهو يجلس بجوار صديقته في احدى حدائق بغداد المطلة على أحد الانهار "لا يمكنك ان تتخيل مدى سعادتي اليوم."

وفي العام السابق كانت الحديقة تهتز نتيجة لاصوات نيران المدفعية التي امطرت مجمع المنطقة الخضراء الذي يضم البعثة الدبلوماسية الامريكية في الناحية الاخرى من النهر والتي كان يطلقها متشددون اسلاميون كانوا يفصلون بين النساء والرجال في المناطق التي يسيطرون عليها.

ورغم ان العراق بلد اسلامي الا ان الاحتفالات بعيد الحب أصبحت تتمتع بشعبية بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة وأطاح بالرئيس السابق صدام حسين في عام 2003 .

لكن الكثير من العراقيين فروا من اعمال العنف التي فجرها الغزو.

وعندما ذهب خطاب الى سوريا منذ بضع سنوات لم يترك فقط دراسته واصدقائه بل ترك أيضا صديقته ندى عصام التي كانت تجلس الان بجواره.

وعاد خطاب منذ عام وبدأ الاثنان يخرجان سويا للتنزه في المناطق الخضراء بجوار نهر دجلة أو على شاطيء بحيرة قريبة.

ومثل العراقيين الاخرين فانهما يشعران بالصراع بين الرغبة في مزيد من الحرية والتعبير عن مشاعر المودة والثقافة الاسلامية المحافظة التي أصبحت التيار المهيمن خلال ست سنوات من الحرب.

وقال عباس جواد انه عندما كان المتشدون الاسلاميون يسيطرون على مناطق في بغداد كان يتم جلد الرجال الذين يشاهدون مع فتيات قبل الزواج وكان يتم تسليم الفتيات الى ذويهن.

وقال "ابني يقضي عيد الحب مع صديقته. وهو يبلغ الان 16 عاما. وقبل ذلك ما كان يمكن لي ان أسمح له بأن يفعل ذلك."

والتكنولوجيا التي لم تكن متاحة أو غير موجودة في عهد صدام مكنت كثير من العراقيين من توسيع الدوائر الاجتماعية. وسمحت الهواتف المحمولة لهم بتبادل الرسائل مع اغراب يجلسون على مقربة.

حتى العلمانيين العراقيين الذين كانوا يرتدون ازياء محافظة لتجنب غضب المتشددين أصبحوا الان يرتدون ملابس ضيقة قصيرة بعد تراجع سيطرة المتشددين في اعقاب الحملات الصارمة ضدهم من جانب الحكومة.

والتقط حسام الدين علي تنورة قصيرة من قماش الساتان الاسود وبها حلى معدنية ذهبية وسلسلة معدنية طويلة من أحد أرفف العرض في احد متاجر الملابس الحريمي وعرضها كدليل على ان المرأة العراقية يمكنها الان ان ترتدي ملابس تساير الموضة.

وفي حي الكرادة ببغداد في عيد الحب هذا العام ازدحمت نوافذ العرض بالدبب الحمراء الضخمة والقلوب التي كتب عليه "حب الى الابد".

غير ان التغيرات الثقافية تحدث ببطء وبطريقة غير متساوية في العراق حيث يخشى الناس من تصاعد العنف وتتنوع الاتجاهات بشدة ازاء الرومانسية والزواج والجنس.

وفي احد متاجر العطور اخذ رجل في منتصف العمر ينظر بينما كان البائع يقوم بلف هدية اشتراها لزوجته. فالاوضاع ليست جيدة بدرجة كافية لاصطحابها في نزهة خارج المنزل في المساء. وقال "سنتناول العشاء في المنزل."