رمز الخبر: ۱۰۵۹۲
تأريخ النشر: 15:55 - 17 February 2009

عصر ایران - ارنا -  اعتبرت صحيفة "الوطن" السورية الخاصة اليوم الثلاثاء، ان العلاقات الترکية - الإسرائيلية تواجه أزمة حقيقية، على خلفية الموقف الترکي المندد بالعدوان الصهيوني على قطاع غزة.   

وقالت الصحفية في مقال لها "أدلى الجنرال الإسرائيلي آفي مزراحي قائد القوات البرية في الجيش الإسرائيلي بتصريحات هاجم فيها ترکيا على انتقاداتها لقصف قطاع غزة المدمر".

وکان مرزاحي قال تصريحاته إنه "ليس من حق ترکيا أن تنتقد إسرائيل، فهي تحمل في رقبتها
جرائم کبيرة نفذها الجيش الترکي على مدى تاريخه، ولا يزال، من مذبحة الأرمن في فترة الحرب العالمية الأولى إلى مذابح الأکراد"، وفي الوقت نفسه، اتهم مزراحي ترکيا بأنها "تحتل القسم الشمالي من قبرص".

ورداً على کلام أردوغان لطرد "إسرائيل" من الأمم المتحدة، قال مزراحي "في هذه الحال على ترکيا أن تلحق بإسرائيل"، وتهجّم على رئيس الحکومة الترکية بشکل شخصي.
واوضحت "الوطن" ان هذه الأقوال اثارت صدى واسعاً في وسائل الإعلام الترکية، في اشارة الى استدعاء مدير عام الخارجية الترکية سفير "إسرائيل" في أنقرة غابي ليفي وتسليمه مذکرة احتجاج شديدة اللهجة.

وذکرت "الوطن"، ان الصحافة الترکية نشرت تصريحات هجومية عديدة احتوت على مطالبة الجيش والحکومة بطرد السفير الإسرائيلي وقطع العلاقات.

وقالت : ان "الرد الأعنف والأول على هذه التصريحات جاء من جانب المؤسسة العسکرية الترکية تلاها بيان وزارة الخارجية".

واوضحت الصحيفة، ان "هذه هي المرة الأولى التي تشهد العلاقات الثنائية سجالاً
بين المؤسسة العسکرية في الدولتين، ما يعکس عمق الجراح التي أحدثها مزراحي في المزاج والوعي الترکي، وخصوصاً أن الاتهامات لم تقتصر على التهجم الشخصي على أردوغان بل طالت ثوابت قومية في ترکيا، في ما يتعلق بالقضية الأم قبرص وبالمسألة الأرمنية فضلاً عن قضية تحظى بشبه إجماع في الداخل مثل مکافحة حزب العمال الکردستاني".

وأشارت الصحيفة الى، ان من "أهم ما تطرق إليه بيان الجيش الترکي هو إشارته العلنية للمرة الأولى إلى الضرر الذي قد تلحقه هذه التصريحات بالمصالح القومية لکلتا الدولتين".

ولفتت الصحيفة الى ان محللين أتراک يرون أن "تصريحات مزراحي هي نتيجة طبيعية للانتخابات الإسرائيلية التي منح فيها الإسرائيليون أصواتهم للمتطرفين، وإن مقاربات مزراحي کلها أخطاء، فالمسألة الفلسطينية لا تشبه أبداً المسألة الأرمنية، وفي قبرص قامت ترکيا بتحرک وفق القوانين الدولية التي کانت تحکم قبرص ومن ثم فإن وجود الجيش الترکي ليس احتلالاً، وکذلک الأمر لا يمکن المقارنة بين ما حدث في غزة وحرب ترکيا على الإرهاب
الکردي".

وقالت "لفت الانتباه أن معظم التعليقات الفورية للکتّاب الأتراک جاءت من جانب کتاب علمانيين ومقربين من المؤسسة العسکرية.

واضافت : انه "وفي وقت عولجت بالکامل ذيول حادثة منتدى دافوس جاءت تصريحات مزراحي لتخلق أزمة في العلاقات الثنائية".

واوضحت، انه "وبعد رد الحکومة ورئاسة الأرکان الترکيتين على تصريحات مزراحي، تنتظر أنقرة توضيحاً من تل أبيب، وإلا فإن الدولتين في طريقهما لأزمة جديدة".

وختمت "الوطن" بالقول انه "وإذا کانت إسرائيل ردّت بلسان الناطق باسم الجيش معتبرة تصريحات مزراحي بأنها "شخصية" لکن من دون التراجع عنها، فمن غير المعروف إذا ما کان ذلک سيعتبر کافياً من جانب الدولة الترکية لاعتبار الأزمة الجديدة منتهية".