رمز الخبر: ۱۰۶۵۳
تأريخ النشر: 10:07 - 21 February 2009
عصر ایران - كلف الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس الجمعة زعيم اليمين بنيامين نتنياهو، المناهض لقيام دولة فلسطينية مستقلة، تشكيل الحكومة الجديدة المنبثقة عن الانتخابات التشريعية التي جرت في 10 شباط (فبراير). وخلف هذا التكليف مزيدا من التشاؤم في الأوساط الفلسطينية.

وبحسب التقليد المتبع استقبل بيريس في مقر الرئاسة في القدس نتنياهو (59 عاما) وسلمه رسالة تكليفه بتشكيل الحكومة، وبدوره سلم زعيم حزب الليكود الرئيس رسالة يعلمه فيها بقبوله رسميا التكليف.

وعلى الفور وضع رئيس الحكومة المكلف ايران على رأس التحديات التي تواجه الدولة العبرية.
وقال ان 'اسرائيل تجتاز مرحلة مصيرية وعليها مواجهة تحديات هائلة. ايران تسعى الى امتلاك السلاح النووي وتشكل التهديد الاكبر لوجودنا'، في 1948 تاريخ قيام دولة اسرائيل.

وندد نتنياهو كذلك بـ'قوى الارهاب الايرانية التي تهددنا في الشمال' في اشارة الى حزب الله اللبناني وسورية، حلفاء ايران.

واضاف 'منذ عقود لم تواجه اسرائيل تحديات على هذا القدر من الخطورة. ان مسؤوليتنا هي توفير الامن لبلادنا والسلام مع جيراننا والوحدة في صفوفنا'.

ولم يأت نتنياهو على ذكر الفلسطينيين ولا مبدأ 'دولتين لشعبين' الذي تدعمه الولايات المتحدة.

ورأى مراقبون فلسطينيون ان تكليف نتنياهو يظهر تحول المجتمع الاسرائيلي أكثر الى اليمين والتطرف والعنف ووضع العراقيل أمام العملية السياسة في المنطقة.

وحذرت السلطة الفلسطينية من خطورة تشكيل أي حكومة جديدة في اسرائيل لا تلتزم بعملية السلام والاستيطان والعدوان على الشعب الفلسطيني.

وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة بعد تكليف نتنياهو ' القيادة الفلسطينية لن تتعامل مع الحكومة الاسرائيلية الجديدة اذا لم تلتزم السلام'.

وأضاف ابو ردينة، في بيان، 'سنتعامل مع أي حكومة إسرائيلية إذا التزمت بحل الدولتين والاتفاقات السابقة وبوقف الاستيطان وبالشرعية الدولية'.

وقالت الفصائل الفلسطينية إنها 'لا تفرق بين الأحزاب في اسرائيل فجميعهم مارسوا العدوان على الشعب الفلسطيني وجميعهم لا يقرون بحقوقه'.

من ناحيتها اعتبرت حركة حماس ان تكليف نتنياهو تشكيل الحكومة الاسرائيلية يشكل اتجاها الى 'الاكثر تطرفا' و'لا يبشر بمرحلة من الامن والاستقرار في المنطقة'.

من جانبه ، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ نافذ عزام 'نتنياهو ليس أكثر تطرفا من أولمرت وليفني وباراك ولن تختلف السياسية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين'.
وكالة الأنباء الفلسطينية المحلية (معا) عن عزام قوله 'ستقوم سياسة نتنياهو على التضييق والحصار والقتل ضد الشعب الفلسطيني ..ستدخل مسيرة التسوية في سبات عميق'.

بدوره ، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية صالح زيدان 'تكليف نتنياهو يعني إضفاء مزيد من التطرف على السياسة وتعقيدا في العملية السياسية'.

وأضاف زيدان 'ستنتهج الحكومة الإسرائيلية القادمة طريق توسيع الاستيطان وتحمل في طياتها استمرار العدوان ضد الشعب الفلسطيني'.

واتفق مع هذا الرأي عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية كايد الغول الذي قال ' تكليف نتنياهو يعني مزيدا من المواقف الإسرائيلية المتشددة مع الفلسطينيين وسيقطع الطريق على أي أوهام بشأن وصول المفاوضات مع إسرائيل إلى طريق تأمين الحقوق الوطنية للفلسطينيين'.

واعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية ان واشنطن ستتعاون مع الحكومة الاسرائيلية الجديدة ايا كانت تركيبتها ،مؤكدا ان واشنطن تبقى 'متفائلة' بالنسبة الى عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية.

وقال غوردن دوغيد ردا على سؤال خلال مؤتمر صحافي حول اعلان تكليف زعيم اليمين في اسرائيل بنيامين نتنياهو المعارض لقيام دولة فلسطينية، تشكيل حكومة جديدة ان 'الولايات المتحدة دولة حليفة لاسرائيل منذ زمن بعيد'.

واضاف 'سنعمل مع الحكومة الاسرائيلية الجديدة ايا كانت تركيبتها وسنتعاون معها حول القضايا الثنائية والاقليمية'.

وبحسب القانون الاسرائيلي، امام نتنياهو الذي يضمن اغلبية من 65 نائبا من اعضاء البرلمان الـ120 بفضل دعم احزاب اقصى اليمين والاحزاب الدينية، مهلة 28 يوما اعتبارا من تاريخ تكليفه للحصول على موافقة الكنيست على تشكيلته الحكومية المقبلة، ويمكن تمديد هذه المهلة مرة واحدة لاربعة عشر يوما.

غير ان نتنياهو جدد التأكيد انه يفضل تشكيل 'اوسع حكومة وحدة وطنية ممكنة'.

وقال زعيم الليكود (27 نائبا) 'اوجه نداء الى تسيبي ليفني وايهود باراك زعيمي كاديما (28 نائبا) والعمل (13 نائبا) لرص الصفوف والعمل سويا. ستكونان اول من سألتقيهم (لتشكيل الائتلاف الحكومي) من اجل تشكيل اوسع حكومة وحدة وطنية ممكنة'.

وبحسب الاذاعة الاسرائيلية فان نتنياهو وليفني اتفقا خلال اتصال هاتفي على الاجتماع الاحد.

وحتى الساعة لا يزال كل من ليفني وباراك يرفضان الانضمام الى حكومة يرأسها زعيم الليكود.