رمز الخبر: ۱۰۸۳۲
تأريخ النشر: 13:46 - 27 February 2009

عصر ایران - ایلاف - خصصت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية في عددها الصادر اليوم الخميس تقريرا تحليليا للمشهد السياسي المحتدم الذي تشهده إيران خلال هذه الأثناء مع بدء العد التنازلي للانتخابات التي ستحتضنها البلاد خلال شهر يونيو المقبل. وقالت في بداية التقرير أن الإصلاحيين المحاصرين في إيران يعملون خلال هذه الأثناء علي إعادة تغليف صورة رئيسهم السابق الذي كان يحظي بقدر كبير من الجماهيرية وهو الرئيس محمد خاتمي من أجل التأهب بشكل جيد لخوض التحدي مع الحزب اليميني الذي يهيمن علي المشهد السياسي في البلاد خلال انتخابات شهر يونيو المقبل.

ومن خلال تهليلهم لما يطلقون عليه " خاتمي الجديد"، فإن القائمين علي العملية الإصلاحية في البلاد – الذين هبطوا إلي ساحة إيران السياسية علي مدار السنين – يأملون أن تساعد حملة السيد خاتمي علي تخليصه من السمعة التي التصقت به علي أن شخصية ضعيفة بالإضافة لإحياء روح وافرة من أجل التغيير التي أحضرت انتصارات رجال الدين بأغلبية ساحقة في عامي 1997 و 2001. وأشارت الصحيفة إلي أنه حتي ما يقوله معظم أنصار خاتمي بأنه لن يكون من السهل الإطاحة بالرئيس محمود أحمدي نجاد وكذلك المعاهد المحافظة للجمهورية الإسلامية التي تصطف لتأييده، أو مرشح متشدد آخر، رغم الحالة الاقتصادية المتردية التي تعاني منها البلاد وكذلك موقفها مع الغرب.

كما أكدت الصحيفة علي أن الانتخابات التنافسية التي ستقام في الثاني عشر من شهر يونيو المقبل تنذر بأنها ستكون مواجهة حاسمة، حيث ستعمل علي تأليب الاتجاهين المتناحرين الذين لم يعملا فقط علي تشكيل المشهد السياسي في إيران لأكثر من عقد، لكن أيضا ً ما يعني دولة ثورية في عصر حديث تصبغ عليه ظاهرة العولمة. وقالت الصحيفة أن الشد والجذب الرئاسي بدأ منذ أسبوعين، عندما دشن تواجد خاتمي في احدي المناسبات للاحتفال بالذكري الثلاثين للثورة الإسلامية مواجهة صاخبة بين الأنصار المتنافسين. كما تم غلق اثنين من المواقع المؤيدة لحملة خاتمي الانتخابية هذا الأسبوع.

ونقلت الصحيفة عن إيراج جامشيدي، محرر الأخبار بصحيفة العالم الاقتصادي اليومية في طهران قوله :" هذه هي المرة الأولي علي مدار ثلاثين عاما ً التي يتواجد فيها أمام الشعب الإيراني مرشحين حقيقيين. لكل منهما موقفه المختلف تماما ً بشأن السياسة الداخلية والخارجية، وكلاهما معروفين ". لكن الصحيفة نوهت في الوقت ذاته علي أن كلا المرشحين لا زالا بانتظار قبول ترشحهما بشكل رسمي. لكن نجاد ترك مسألة ترشحه من عدمها لمساعديه  كي يقرروا له إذا ما كان سيترشح لفترة ولاية ثانية أم لا، رغم أنه قضي معظم فترته الرئاسية في وضعية انتخابية فعلية، فقد كان يسافر بصفة متكررة إلي خارج البلاد، ويقدم الدعم النقدي ويقوم بتنفيذ المشروعات، ويصنع وعودا ً.

وأشارت الصحيفة أيضا ً إلي أن التحدي المثبط للهمم الذي يواجهه الإصلاحيون اليوم هو ما أوضحته برقية دبلوماسية بريطانية في طهران خلال شهر ديسمبر الماضي، حيث تحدثت عن أنهم "مقيدون" ويخضعون للمراقبة. وجاء في تلك البرقية أيضا ً :" يري المتشددون هؤلاء الإصلاحيون علي أنهم سذج علي أقصي تدريج، وجواسيس لليهود والأميركان والإنكليز علي أسوأ تقدير. وعندما يكونون في السلطة، أهمل الإصلاحيون الاقتصاد ، كما أنهم افتقروا ولازالوا يفتقرون للشبكات والمنظمات التي يعتمد عليها المتشددون والمحافظون: مثل ميليشيات الباسيج والمساجد. كما أن قاعدة السلطة الخاصة بالإصلاحيين صغيرة، وتركز علي المدنيين المثقفين المنتمين للطبقة المتوسطة، وهم أقلية للغاية في إيران. ليس هذا فحسب، بل أن الإصلاحيين غير منظمين أيضا ً، ويعتمدون علي شخص طوطمي: هو خاتمي نفسه. لكن يشك الإصلاحيون المتشائمون في أن المتشددين لن يسمحوا مجددا بتحقيق فوز للإصلاحيين".

واختتم جامشيدي حديثه بالقول :" لا يزال يأمل الإصلاحيون إلي الآن بأن يتمكن خاتمي من إعادة شحن همم الناخبين المشوشين. وسبق لقوات الباسيج وأفراد الحرس الثوري الإيراني أن جاهروا بموقف بصورة واضحة، وبكل تأكيد لن يكونوا في صف خاتمي. وبرغم أنهم أصحاب نفوذ، إلا أنهم ليسوا كل القوة. وإذا أعطي 30 إلي 40 مليون ناخب أصواتهم لخاتمي، فإنهم لن يستطيعوا فعل أي شيء – وعليهم أن ينتظروا. وليس بمقدورهم انتقاد الموقف الآن، لأنه من صنعهم. فبداية ً من الطعام وحتي الإيجار، شهدت الأسعار ارتفاعا كبيرا، بالتزامن مع التضخم والبطالة. وكل ذلك يحدث في الوقت الذي تتلقي فيه الحكومة الحالية المزيد من ريع النفط عن أي وقت مضي في تاريخ إيران، وهذا يمثل علامة استفهام كبري أمام أحمدي نجاد، الذي من شأنه أن يزيد من صعوبة الانتخابات ".