رمز الخبر: ۱۰۸۷۰
تأريخ النشر: 12:40 - 28 February 2009

عصر ایران - ارنا-اعتبر الکاتب والمحلل الفلسطيني المقيم في لبنان وليد محمد علي أن الإساءة إلى المقدسات والرموز الدينية وتوهينها والاستهزاء بها هي "ثقافة أصيلة في الفکر العنصري الصهيوني تجاه کل الديانات بما فيها الديانة اليهودية نفسها".   

وقال في حديث لوکالة الجمهورية الإسلامية للأنباء : "هذا الأمر ثابت لدى العنصرية الصهيونية لکن السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا الآن يرتکب الصهاينة هذه الإساءات التي طاولت النبي محمد (ص) والسيد المسيح وأمه مريم العذراء؟".

أضاف موضحاً: "يعتقد الصهاينة أنهم أصبحوا في موقع القوي الذي لا يخافون فيه من ردة فعل الغرب المسيحي ويرون أن الشرق الإسلامي ليس في حالة من القوة بحيث يستطيع معها مواجهة هذه الأفکار فضلاً عن سيطرتهم على وسائل الإعلام ومراکز الدراسات التي يطلق عليها دبابات الفکر في الغرب والولايات المتحدة , ما جعلهم يعتقدون أنهم قادرون على احتواء أية ردة فعل إسلامية أو مسيحية".

وقال وليد محمد علي: "ومن جانب آخر هناک حالة تراجع لما يسمى بالصهيونية العلمانية وتجذّر لما يطلق عليه الصهيونية الدينية أو الصهيونية اليهودية وهذا يستدعي منهم تصعيداً ضد الديانات الأخرى عبر التجديف ورفض نبوة الأنبياء والتطاول على المقدسات والتشکيک في بعض المعتقدات وقداستها", متوقعاً مزيداً من هذه الجرائم وتصعيداً صهيونياً جديداً .

وانتقد عدم صدور رد فعل قوي يتناسب مع مستوى الجريمة الصهيونية بحق المقدسات والرموز الدينية لا سيما على المستوى المسيحي, وتحديداً من بابا الفاتيکان معتبراً ذلک مؤشر على "مدى
تغلل الصهيونية المسيحية والأفکار الصهيونية في کثير من الأوساط بما يمنع البابا من اتخاذ موقف واضح دفاعاً عن أقدس رموز الديانة المسيحية", داعياً المسيحية المشرقية التي وصفها بالمسيحية الحقيقية إلى أخذ دورها في التصدي لهذه الجرائم".

ووضع محمد علي مخطط تهجير العائلات المقدسية والاستيلاء على منازلهم في حي سلوان بالقدس المحتلة في إطار مخطط "تهويد وأسرلة فلسطين" بعدما عجز الصهاينة عن تطويع فلسطينيي 1948وفلسطينيي القدس وفشلوا في استخدامهم کأدوات لمشروعهم الصهيوني".

وقال وليد محمد علي: "لذلک وصل الصهاينة إلى قناعة بأن الخطر المدق بالکيان الصهيوني ومشروعهم الصهيوني هو في بقاء الفلسطينيين في أرضهم ".

وأوضح أن سلطات الاحتلال الصهيوني تنفذ مشروعها هذا عبر خطط تکتيکية ومنها مخطط "مشروع القدس عام 2020" الهادف إلى تقليل عدد المقدسيين واقتلاع المزيد منهم حتى لا تکون هناک أرجحية للمسلمين على اليهود في العام 2020.

وقال: "لذلک هم يريدون تهويد السکان بعدما هودوا جزءاً کبيراً من الأرض, ونجحوا في تهويد غالبية جغرافية القدس بفعل الوضع الفلسطيني وعجز العرب والتراجع العربي والإسلامي في الفاعل مع قضية القدس".

أضاف: "الآن ينطلقون في هذه الخطوة (تهجير العائلات المقدسية) لاستکمال تهويد ديموغرافية القدس , بمعنى أنهم کما سيطروا على جغرافياً على الأرض هم الآن يحاولون السيطرة ديموغرافياً عبر اقتلاع المزيد من السکان الفلسطينيين وزيادة عدد المستوطنين اليهود في القدس".

وخلص وليد محمد علي إلى التأکيد على أن المقصود من تهجير عائلات حي السلوان وحي البستان, هو إفراغ القدس من أهلها تمهيداً لتنفيذ مشروع "الدولة اليهودية" ما يؤکد أن القدس وفلسطين عموماً والأمة کلها في دائرة الخطر الصهيوني".