رمز الخبر: ۱۰۹۱۸
تأريخ النشر: 14:40 - 01 March 2009
زهير ماجد

بوشهر وإسرائيل

عصر ایران - مع ان اسرائيل تملك اكثر من مائتي رأس نووي الا انها تكاد تعتبر وجودها مرهونا بالقضاء على التجربة النووية الايرانية.. ورغم تفوق الدولة العبرية في هذا المجال، الا ان اعصاب قادتها لم تعد تتحمل رؤية مايجري في ايران،خصوصا بعد البدء بتجربة محطة بوشهر النووية، ويكاد الانزعاج الاسرائيلي أكثر مايكون من الحديث عن حوارات قد تجريها الولايات المتحدة مع ايران مما يعني ضمنا الاعتراف الاميركي بالملف الايراني وبما يمثله في المستقبل، اضافة الى الحديث عن تغيير في السياسة الاميركية ازاء الشرق الاوسط كما يقول الرئيس الاميركي اوباما، مما قد يعني ايضا التقليل من عبارات التهجم على (أذرعة) ايران كما يسميها نتنياهو وهي حزب الله وحماس، انطلاقا من الملاحظة التي أبداها مبعوث الرئيس الاميركي الى الشرق الاوسط جورج ميتشل من انه لابد من الحوار مع حماس.. تلك الحركة التي امضت يومين من الحوار مع حركة (فتح) من اجل رأب التصدع الفلسطيني، الذي جاء استعجالا لتأليف حكومة وحدة قبل الشهر المقبل، اي خلال ايام من الآن.


امام تلك الترتيبات والنظريات الجديدة وعودة الحياة الى التصالح العربي ومن ثم التقارب الى أبعد الحدود، فان الدولة العبرية التي تسعى لملاحقة العقول الايرانية داخل ايران والاطباق التجسسية على الحراك الايراني النووي، ستصبح بعد تأليف الوزارة على موقف وقرار من كيفية المواجهة مع طهران. فهل يحصل الامر بالتنسيق مع الولايات المتحدة ام يجري قطف ثمار المواجهة لوحدها؟ وفي كلتا الحالتين فان الاسرائيلي لن يتقدم خطوة باتجاه ايران دون اعلام الاميركي بغاياته كي لاتؤدي اية خطوة من قبله الى تخريب الانفتاح الذي تنظره اميركا بعد الانتخابات الايرانية الرئاسية والرهان على التغيير فيها، فاذا ماعاد محمد خاتمي الى رئاسة ايران تتفهم الولايات المتحدة ان طهران تسعى للتفاهم، اما التجديد للرئيس نجاد فقد تستعد له الادارة الاميركية كما لو انه يحصل من اجل اكتساب حوارات معها ايضا.

سيكون امام الاسرائيلي من الآن وصاعدا القيام بمفاجآت تتحسب لها طهران وتستعد لها كأنها حاصلة لامحالة.. لكن، هل ترتكب اسرائيل حماقة مدوية بالاعتداء على مفاعلها النووي والذي قد لايتقبله حتى الروس الذين قاموا ببنائه!

لن يقبل العالم أية خطوة اسرائيلية تمهد لكارثة في المنطقة، وقد يؤدي الاشتعال فيها الى البكاء على أطلال النفط، دون نسيان الحراك الذي قد يحصل في المنطقة المحيطة بالدولة العبرية، الأمر الذي سيعرض السلام العالمي الى أخطر مراحله.
الوطن - عمان