رمز الخبر: ۱۰۹۶۵
تأريخ النشر: 08:58 - 03 March 2009

عصر ایران -  (رويترز) - تعهد مانحون دوليون يوم الاثنين بتقديم 4.481 مليار دولار لمساعدة الاقتصاد الفلسطيني واعمار قطاع غزة بعد الهجوم الاسرائيلي الذي استمر ثلاثة أسابيع لكن المانحين أصروا على تجنب حركة حماس التي تحكم القطاع المطل على البحر المتوسط.

وقال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في بيان عن أعمال المؤتمر ألقاه في بداية مؤتمر صحفي إن التعهدات ستدفع على مدى العامين القادمين.

وقال في شرم الشيخ حيث عقد مؤتمر المانحين الذي دعت اليه مصر "تعهد المشاركون بمبلغ أربعة مليارات و481 مليون دولار أمريكي للعامين القادمين وهي كلها أموال جديدة منحت اليوم وتم التبرع بها اليوم."

وأضاف "اذا ما أضفنا لهذا الرقم الارقام التي أعادت بعض الدول تأكيدها على استمرارها في تحمل التزاماتها في هذا الصدد يصل المبلغ الى خمسة مليارات و200 مليون دولار وهو مبلغ أعتقد انه تجاوز الكثير من حساباتنا."

وكانت السلطة الفلسطينية تأمل في جمع 2.78 مليار دولار خلال المؤتمر الذي استمر يوما واحدا منها 1.33 مليار لاصلاح الدمار الذي وقع في قطاع غزة.

وتقول الامم المتحدة ووكالات الاغاثة ان مشاكل سياسية ومشاكل خاصة بالامداد والتموين مثل الحصار الاسرائيلي لقطاع غزة يرجح أن تجعل جهود استخدام الاموال التي تم جمعها خلال المؤتمر لاعمار القطاع الساحلي مهمة شاقة.

وقال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون لمؤتمر المانحين "الموقف عند المعابر غير محتمل. لا يتمكن موظفو المعونة من الدخول. ولا تدخل السلع الاساسية."

وأضاف "ولذلك هدفنا الاول الذي لا غنى عنه هو فتح المعابر. ومن نفس المنطلق من الضروري ضمان عدم دخول أسلحة غير مشروعة الى غزة."

وقالت حماس التي تجري حوار وحدة وطنية مع حركة فتح المهيمنة على السلطة الفلسطينية التي يرأسها الرئيس محمود عباس ان المقاطعة لها ستقوض الجهود الدولية لاعادة اعمار قطاع غزة.

وردا على سؤال بشأن استمرار اسرائيل في اغلاق المعابر الامر الذي يمكن أن يجعل التعهدات تبقى مجرد تعهدات قال أبو الغيط "هذا بالضبط هو ما طالب به المجتمع الدولي اليوم. هناك حاجة لفتح المعابر.. لتحقيق وقف اطلاق نار مستقر ومستديم."

وانتقد موقف اسرائيل الذي أعلنته في الاونة الاخيرة عن ربط وقف اطلاق النار الدائم مع الفصائل في قطاع غزة باطلاق سراح الجندي الاسرائيلي جلعاد شليط.

وقال ابو الغيط "يجب أن نعلم أيضا أن هناك أحد عشر ألفا من الفلسطينيين موجودون في السجون الاسرائيلية."

وتطالب حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تحكم قطاع غزة باطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين مقابل شليط الذي أسره نشطاء فلسطينيون في عملية حدودية عام 2006.

وقال دبلوماسيون غربيون ان المانحين تعهدوا عام 2007 بمبلغ 7.7 مليار دولار لكن الفلسطينيين اشتكوا من أنهم لم يحصلوا الا على قدر ضئيل من الاموال التي تم التعهد بها.

وقدمت دول الخليج العربية والولايات المتحدة واللجنة الاوروبية تعهدات مالية كبيرة في المؤتمر الذي عقد يوم الاثنين بينما تعهدت دول أخرى بينها تركيا وايطاليا وألمانيا والجزائر بمساهمات أيضا.

ولم تشارك اسرائيل وحماس في المؤتمر. وتقول اسرائيل انها تؤيد جهود مساعدة الفلسطينيين في غزة ولكنها تريد ضمان ألا تصل الاموال لحماس.

وقال مارك ريجيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت "بكل تأكيد لا نريد أن تستغل حماس النوايا الطيبة للمجتمع الدولي لخدمة أغراضها المتطرفة."

وقال "لذا من الضروري وضع اليات لضمان وصول المال للجهة المقصودة.. شعب غزة."

وقتل 1300 فلسطيني في الهجوم الاسرائيلي على غزة كما قتل 13 اسرائيليا.

ويتجنب الغرب التعامل مع حماس لرفضها الاعتراف باسرائيل ونبذ العنف والالتزام باتفاقيات السلام المؤقتة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية.

وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس في القطاع الذي تسيطر عليه الحركة ان تخطي "السلطة الشرعية في قطاع غزة" هو خطوة في الاتجاه الخطأ ويقوض عن عمد اعادة الاعمار.

وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون للمؤتمر ان هناك حاجة لتحرك عاجل لتحويل الازمة الى "فرصة تقربنا أكثر من أهدافنا المشتركة".

وصرحت بأن الهدف هو قيام دولة فلسطينية تكون "شريكا مسؤولا يعيش في سلام مع اسرائيل وجيرانها العرب ويحاسبه الشعب."

وأعلنت كلينتون التعهد بملبغ 300 مليون دولار لاعمار غزة و600 مليون دولار لسد العجز في ميزانية السلطة الفلسطينية ودعم الاصلاحات الاقتصادية والامن ومشروعات القطاع الخاص التي تديرها السلطة.

وأوضحت كلينتون أن حماس التي تسيطر على القطاع لن تحصل علي أي من هذه الاموال. وتصف الولايات المتحدة حماس بأنها منظمة ارهابية.

وقالت "عملنا مع السلطة الفلسطينية لوضع ضمانات لاستخدام أموالنا في المكان وللاشخاص المستهدفين فقط كي لا ينتهي بها المطاف في الايدي الخطأ."

وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية روبرت وود بأن المال المخصص لغزة سيحول من خلال الامم المتحدة ومنظمات أخرى وليس لحماس.

وقال للصحفيين في شرم الشيخ في ساعة متأخرة من مساء الاحد "لن تحصل حماس على أي من هذه الاموال."

وفي الاسبوع الماضي أعلنت المفوضية الاوروبية عزمها التعهد بتقديم مبلغ 436 مليون يورو (552.6 مليون دولار). وسيخصص المبلغ لغزة واصلاحات السلطة الفلسطينية.

كما أعلنت دول الخليج عن مساعدات تبلغ 1.65 مليار دولار على مدار خمس سنوات لاعمار غزة. وقالت انه يمكن لدول عربية أخرى المشاركة في خطتها لاعادة الاعمار.

ولكن لم يتضح ما اذا كانت اسرائيل ستفتح المعابر أمام مرور كميات كبيرة من الامدادات مثل الاسمنت والحديد اللازمين لاعادة البناء. وترفض اسرائيل دخول هذه المواد قائلة ان النشطاء يمكن أن يستخدموها في تصنيع صواريخ ومنصات اطلاق.

وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من خلال مترجم "يجب ألا تكون غزة مجرد سجن كبير بسماء مفتوحة."

وأحكمت اسرائيل قبضتها على معابر غزة الحدودية بعد أن سيطرت حماس على القطاع في يونيو حزيران عام 2007 وتقول اسرائيل انها ستدير عمليات اعادة اعمار غزة عن كثب من خلال موافقتها على كل مشروع على حدة وضمانات بألا تفيد المشاريع حماس.

كما تقيد مصر التي لها أيضا حدود مشتركة مع غزة حركة المرور في معبر رفح وترفض فتحه أمام الحركة المعتادة.

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند ان هناك حاجة الى ضمان انفاق وصيانة الاموال التي تصل الى قطاع غزة.

وقال "خلاف ذلك ستستمر وتستمر ملحمة اعادة البناء واعادة الدمار."

(شارك في التغطية ويل راسموسين في شرم الشيخ ونضال المغربي في غزة ومحمد السعدي في رام الله)