رمز الخبر: ۱۱۰۱۵
تأريخ النشر: 10:36 - 04 March 2009

عصر ایران - (رويترز) - قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون يوم الثلاثاء انها ستسعى جاهدة لاقامة دولة فلسطينية مما يضع واشنطن في مسار تصادمي على الارجح مع رئيس الوزراء الاسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو.

وأضافت - مشيرة الى قيام دولة فلسطينية جنبا لجنب مع اسرائيل - في مؤتمر صحفي مع وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني "نؤمن بأن التحرك صوب حل الدولتين هو في صالح اسرائيل... في تقديرنا أن بنهاية الامر هناك حتمية لا مفر منها للعمل تجاه حل الدولتين."

وكان نتنياهو - الذي اجتمعت معه كلينتون في وقت لاحق يوم الثلاثاء - تحدث عن حكومة حكم ذاتي فلسطيني ولكنه تفادى الحديث عن تأييد اقامة دولتين كحل لصراع الشرق الاوسط.

وخلال محادثات أجرتها في القدس بعد حضور مؤتمر المانحين الدوليين في مصر أكدت كلينتون رؤية الادارة الامريكية برئاسة باراك أوباما فيما يتعلق باحلال السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين.

وقالت كلينتون التي تقوم بأول زيارة للمنطقة كوزيرة للخارجية "ستتابع الولايات المتحدة بنشاط حل الدولتين... نعترف بأن الطريق أمامنا سيكون صعبا ولكن ليس هناك وقت لكي نضيعه."

ولم يشر نتنياهو وهو يتحدث الى الصحفيين الى دعوة كلينتون بشأن حل الدولتين. وقالت دينا ليبستر وهي متحدثة باسم نتنياهو ان "الموضوع لم يطرح" في الاجتماع. وأضافت "لم يبحثا ذلك".

وقال نتنياهو اثناء المحادثات مع كلينتون انه ووزيرة الخارجية الامريكية عبرا عن رغبة قوية بشأن التعاون في المستقبل واتفقا على ان هناك حاجة الى "فكر خلاق" في التحرك نحو السلام.

وفي وقت سابق في المؤتمر الصحفي قالت كلينتون ان ادارة أوباما ستوفد اثنين من المسؤولين الامريكيين الى سوريا لاجراء محادثات تمهيدية بشأن تحسين العلاقات بين واشنطن ودمشق التي دخلت في محادثات غير مباشرة مع اسرائيل في العام الماضي.

واستطردت "سنوفد اثنين من المسؤولين الى سوريا. هناك عدد من القضايا بين سوريا والولايات المتحدة بالاضافة الى النقاط الاقليمية مثار القلق التي تشكلها سوريا بوضوح."

وعندما سئلت بشأن البرنامج النووي الايراني وامكانية اجراء حوار امريكي مع طهران قالت كلينتون ان الولايات المتحدة "ستفعل كل شيء ممكن لضمان أمن اسرائيل" وستتشاور عن قرب بشأن القضية الايرانية مع الزعماء الاسرائيليين.

وقالت ان الولايات المتحدة تشارك اسرائيل قلقها "بشأن سعي ايران (لامتلاك) اسلحة نووية". وتقول ايران ان برنامجها لتخصيب اليورانيوم يهدف الى توليد الكهرباء.

وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي المستقيل ايهود اولمرت قبل عشاء عمل مع كلينتون في مقر اقامته ان الاثنين سيبحثان سبل منع ايران من الحصول على سلاح نووي وكيفية دفع عملية السلام في المنطقة.

وقال اولمرت "لا يمكن لاسرائيل ان تسمح بامتلاك ايران اسلحة نووية".

وكلف الرئيس الاٍسرائيلي شمعون بيريس بعد الانتخابات البرلمانية التي جرت الشهر الماضي نتنياهو بمحاولة تشكيل حكومة. وكثيرا ما اختلف نتنياهو مع الادارة الامريكية بقيادة الرئيس الاسبق بيل كلينتون زوج وزيرة الخارجية.

ويتمتع نتنياهو بدعم برلماني كاف لتشكيل حكومة يمينية الا أن جهوده لتشكيل ائتلاف موسع يضم حزب كديما الوسطي الذي يمكن أن يقلل فرص حدوث خلاف مع الولايات المتحدة باءت بالفشل حتى الان.

ويؤيد نتنياهو توسيع المستوطنات اليهودية القائمة حاليا في الضفة الغربية المحتلة وهي سياسة تعارضها واشنطن ويقول فلسطينيون انها يمكن أن تحرمهم من قيام دولة ذات مقومات البقاء.

وواجهت ادارة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش انتقادات لتأخرها في بدء محاولات احراز تقدم في عملية السلام في الشرق الاوسط. وكان أوباما قال انه سيعطي الاولوية لهذه العملية وتعهدت كلينتون بالمضي قدما "على العديد من الجبهات" مبكرا.

والولايات المتحدة حليف رئيسي لاسرائيل. وستبلغ المساعدات الامريكية لاسرائيل 2.55 مليار دولار في عام 2009 .

ومحادثات السلام الاسرائيلية الفلسطينية التي كانت استؤنفت بنهاية عام 2007 توقفت من جراء أعمال العنف وبناء المستوطنات ونزاعات تتعلق بالقضايا الاساسية الاخرى مثل مستقبل القدس واللاجئين الفلسطينيين.

وعلقت السلطة الفلسطينية المفاوضات بعد أن بدأت اسرائيل هجوما على قطاع غزة في ديسمبر كانون الاول استمر لمدة 22 يوما بهدف معلن وهو وقف الصواريخ التي يطلقها نشطاء في قطاع غزة الواقع تحت سيطرة حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس).

وفي قطاع غزة قال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم ان تصريحات كلينتون أعطت لاسرائيل الضوء الاخضر لمواصلة الهجوم على المدنيين. وقصفت اسرائيل مرة اخرى الانفاق أسفل الحدود بين غزة ومصر يوم الثلاثاء.

وتزور كلينتون يوم الاربعاء الضفة الغربية للقاء عباس ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض وعلى عكس أسلوب الدبلوماسية الاكثر رسمية لوزيرة الخارجية الامريكية السابقة كوندوليزا رايس تعتزم كلينتون القاء كلمة أمام طلبة في مدرسة بالضفة الغربية.