رمز الخبر: ۱۱۱۲۹
تأريخ النشر: 15:04 - 07 March 2009

توسيع الاستيطان يبدد إمكانية السلام

عصر ایران - في الوقت الذي تنشغل فيه الأحزاب الاسرائيلية، وخاصة أحزاب اليمين المتطرف بالمشاورات التي يجريها بنيامين نتانياهو زعيم تكتل ليكود لتشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة، فانه لا يبدو مصادفة أبدا ان تستغل حكومة أولمرت ذلك من أجل توسيع عمليات الاستيطان في القدس، وذلك بالاعلان عن نيتها هدم عشرات المنازل وتهجير نحو ۱۵۰۰ مواطن فلسطيني من سكان القدس الى خارجها.


وفي حين تشير عملية الاستيطان الجديدة التي خططت لها اسرائيل، الى استمرار حكومة اولمرت في سياساتها التي تقوض أية فرص أو احتمالات لتنشيط عملية السلام في الفترة القادمة، فانه يبدو ان أولمرت وحزب كاديما يريدان اظهار درجة أكبر من التشدد والتطرف في التعامل مع الفلسطينيين خاصة فيما يتصل بعمليات الاستيطان والتهجير الطوعي والقسري لهم، ولا سيما ان الثمن سيدفعه الفلسطينيون انفسهم في النهاية.

وبينما شكل العنف الهمجي ضد قطاع غزة رسالة من كاديما الى الشارع الاسرائيلي قبل الانتخابات الاسرائيلية، فان توسيع الاستيطان في القدس هو رسالة أخرى من أجل محاولة الحفاظ على قدر من التأييد لكاديما ولقيادته الجديدة التي تمثلها تسيبي ليفني وزيرة الخارجية في حكومة أولمرت نظرا لما تمثله القدس من أهمية بالنسبة لاسرائيل. ولعل ما يعزز ذلك ان مشاورات تشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة لم تنته بعد، ولايزال نتانياهو يأمل في تشكيل حكومة وحدة وطنية مع ليفني برغم ما أعلنته عن نيتها الانضمام الى صفوف المعارضة الاسرائيلية.

على أية حال فانه من غير الممكن أيضا اغفال ان حكومة أولمرت سارعت بالاعلان عن عملية الهدم التي تطال ۸۸ منزلا في قرية سلوان في محيط القدس من اجل ان تضع الإدارة الأميركية الجديدة المساعي التي يحاول جورج ميتشيل مبعوث أوباما الى الشرق الأوسط القيام بها لتحريك عملية السلام في الشرق الأوسط مرة أخرى امام معضلة أخرى لن تتخلى عنها اسرائيل إلا بمقابل تطالب به الإدارة الأميركية الجديدة بالطبع. وهو ما يزيد من الصعوبات امام هذه الإدارة خلال الفترة القادمة.

وبغض النظر عن انه من غير المفيد التمييز بين هذا الحزب الاسرائيلي أو ذاك، فيما يتصل بالموقف من الفلسطينيين ومن عملية السلام ومن مستقبل حل الدولتين، إلا في حدود ضيقة، فان ما تقوم به حكومة اولمرت، وما ستقوم به الحكومة الاسرائيلية القادمة، سواء كانت حكومة يمين متطرف أو حكومة يشارك فيها حزب كاديما، يضع الفلسطينيين في الواقع امام تحد كبير ومباشر يتمثل في ضرورة العمل بكل السبل للاسراع في استعادة وحدة الصف الفلسطيني وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية حتى يمكن للفلسطينيين التعامل بشكل قوي وفعال، ليس فقط مع الممارسات الاسرائيلية العدوانية المتواصلة، ولكن أيضا مع ما يتجمع في الافق من احتمالات لأن تدفع الإدارة الأميركية نحو اعادة تنشيط عملية السلام مرة اخرى.

نعم يعرف الفلسطينيون بفصائلهم وقياداتهم المختلفة ما ينبغي عليهم القيام به، ولكن هناك منهم من لا يريد النظر ابعد من موضع قدميه الآن، بصرف النظر عن مصالح الشعب والقضية الفلسطينية. ولعل ذلك هو ما يشكل مصدر خطر كبير لكل الجهود التي بذلت لتجاوز الخلافات السابقة بينهم.

ومع وضع ذلك كله في الاعتبار، فلعل التقارب المتزايد بين الأشقاء وبناء مناخ افضل للعلاقات بين الدول العربية، وهو ما يظهر بشكل متزايد، لعل ذلك يساعد في الدفع من اجل مواقف اكثر قوة وتماسكا عربيا وفلسطينيا، وعندها يمكن لاسرائيل ان تعيد النظر فيما اعلنته بالنسبة لتوسيع الاستيطان في القدس، أو على الأقل تؤجله.
عمان - سلطنة عمان