رمز الخبر: ۱۱۲۵۴
تأريخ النشر: 14:04 - 10 March 2009
ساطع نور الدين

فريق فيلتمان

عصر ایران - عاد جيفري فيلتمان الى بيروت التي تسبب لها في السنوات الثلاث الماضية من الاذى والضرر اكثر من اي مسؤول اميركي آخر، والتي يبدو انه سيتسبب لها بالمزيد من موقعه الجديد كمساعد لوزيرة الخارجية الاميركية، نتيجة تعلقه الشديد بلبنان وسيادته واستقلاله.. عن سوريا.


عاد فيلتمان هذه المرة من دمشق التي كلفته ادارته بمحاورتها، كي يوضح ان واشنطن لم تتخل عن هذا الموقف، الذي دفع لبنان ثمنه غاليا على مدى السنوات الاربع الماضية، ودفع حلفاؤها ثمنا اغلى بكثير.. نتيجة اخطاء وحماقات عدة ارتكبها ذلك السفير الاميركي السابق، وكانت تبدو في معظم الاحيان بمثابة خدمات اميركية مجانية لحلفاء سوريا الذين كانوا وما زالوا يسمون انفسهم معارضين لحكومة فيلتمان التي يشاركون فيها!

ليست عودته الحالية الى بيروت مظفرة. لم يكن لفيلتمان ان يدعي ان حواره الاول في سوريا كان بناء او مفيدا. المؤشرات الاولى توحي بالعكس تماما، بدليل امتناع الرئيس السوري بشار الاسد عن استقباله، في خطوة ترمز الى ان دمشق غير راضية عنه بالتحديد، وعن تكليفه بالملف اللبناني في وزارة الخارجية الاميركية. والكل يعرف كيف يمكن ان يترجم هذا الشعور السوري بعدم الرضا في المستقبل القريب!

بديهي القول ان واشنطن تعمدت اختيار فيلتمان بالذات تولي هذه المهمة الصعبة كي تبرهن على انها لا تقدم جائزة لدمشق، التي سبق ان دخلت مع السفير الاميركي السابق الكثير من المواجهات التي انتهت الى سلسلة من الهزائم الامنية والسياسية لفريق الغالبية اللبنانية.. وآخرها اتفاق الدوحة، الذي لم يوفر ادنى حماية لبيروت ولا لغيرها من مواقع انتشار حلفاء فيلتمان.

منذ ان عُين فيلتمان في لبنان قبل اربع سنوات حلت على البلد سلسلة لامتناهية من الكوارث التي بدأت باغتيال الرئيس رفيق الحريري، وبلغت حد الفتنة المذهبية الكامنة حاليا في مختلف شوارع بيروت واحيائها. كانت ثورة الارز التي صادرها الرئيس الاميركي السابق جورج بوش ووضعها في حسابه الشخصي ثم عمد الى استثمارها في علاقاته الصعبة مع دمشق، على الجبهة العراقية، مقدمة كي يتخذ، عبر سفيره السابق وبناء على نصيحته، سلسلة من الخطوات المثيرة للسخرية بينها ارسال المدمرة كول الى السواحل اللبنانية الذي كان احد اسباب الهجوم المضاد في السابع من ايار الماضي، وبينها ايضا حث فريق الغالبية على انتخاب الرئيس ميشال سليمان بغالبية النصف زائدا واحدا.. بعدما كان بوش قد راكم رصيداً لبنانياً مروّعاً مستمداً من قيادته المباشرة للحرب الاسرائيلية المدمرة على لبنان في العام .۲۰۰۶
عودة فيلتمان الى بيروت من دمشق بالذات هي حماقة اضافية ترتكبها واشنطن بحق لبنان، الذي لا يحتمل ان يوحي اي مسؤول اميركي انه يقوم بجولات وساطة مكوكية بينه وبين سوريا، ولا يود ان يكون تحت مظلة اميركية مثقوبة بالكثير من علامات الشك والارتياب.. ولا تؤدي الا الى استفزاز دمشق، واستدراجها للتعبير عن غضبها ضد فريق فيلتمان!
السفير - لبنان