رمز الخبر: ۱۱۲۷۷
تأريخ النشر: 09:43 - 11 March 2009
ولم يسمح وقتها للصحافيين أو المشاهدين الرجال بحضور المباراة. ولم يعرف بعد ما إذا كانت إيران ستصر على حظر دخول الرجال للمباراة المحتملة في ألمانيا أيضا أم لا.

عصر ایران - يعتزم منتخب كرة القدم النسائي الإيراني خوض مباراة ودية أمام فريق ألماني مع الإلتزام بالزي الإسلامي خلال المباراة. واذا ما تسنى تحقيق رغبة الفريق الايراني فان هذا سيكون سابقة تنجزها ايران في قلعة من قلاع الرفض الاوروبي للحجاب (المانيا).


وكانت ألمانيا تعرضت مؤخراً لانتقادات شديدة على خلفية قرار اتخذته بحظر ارتداء الحجاب على المدرسات في المدارس الابتدائية، الامر الذي أثار حفيظة منظمات حقوق الانسان، فيما اعتبرته هيومان رايتس ووتش استهدافاً واضحاً للحجاب 'تضطر معه النساء اللواتي يرتدينه الى الاختيار بين وظيفتهن اومعتقداتهن الدينية'.

وقالت اللاعبة شجاعي في مقابلة مع وكالة أنباء الطلبة الإيرانية 'إسنا' أمس الثلاثاء: 'المباراة في ألمانيا ليست اختبارا جيدا من الناحية الكروية فحسب بل إنها فرصة لنا لإظهار ثقافتنا'.

يذكر أن لاعبات المنتخب الإيراني لكرة القدم يلتزمن بالزي الإسلامي إذ يضعن غطاء الرأس ويرتدين فانيلات واسعة وسراويل طويلة أثناء اللعب. وعن هذا الأمر قالت شجاعي:'نرغب بشدة في اللعب أمام فريق أوروبي مهم يحترم طريقة ملابسنا'.

ولم يتحدد بعد الفريق الالماني الذي سيلعب المنتخب الايراني النسائي أمامه. وكان المنتخب الإيراني النسائي لكرة القدم قد خاض في نيسان (أبريل) 2006 مباراة أمام فريق برليني.

وكان هذا اللقاء هو الأول من نوعه على الأرض الايرانية وانتهى بتعادل الفريقين بهدفين لكل منهما. ولم يسمح وقتها للصحافيين أو المشاهدين الرجال بحضور المباراة. ولم يعرف بعد ما إذا كانت إيران ستصر على حظر دخول الرجال للمباراة المحتملة في ألمانيا أيضا أم لا.

ولا تنفرد ألمانيا بموقف الرافض للحجاب، فقد سبق وأن اتخذت دول أوروبية أخرى قرارات مشابهة للحد من انتشار الحجاب الذي يزداد الاقبال عليه مع تنامي الجاليات المسلمة في أوروبا، الامر الذي يثير جدلاً حامي الوطيس بين الفينة والاخرى سيما وأن للأمر علاقته بموضوع 'اندماج' الاقليات المسلمة في المجتمعات الاوروبية.

وكانت الحكومة الهولندية وافقت قبل أكثر من عام على حظر كامل لارتداء النقاب أو الحجاب معللة الامر بدواعٍ أمنية، أما فرنسا ففرضت حظراً على الحجاب والازياء الدينية الاخرى في مدارسها الحكومية منذ العام 2004، في حين لا ترحب دوائر الهجرة الايطالية بارتداء النقاب الذي يغطي الوجوه. وفي بريطانيا وبعد عدد من الجولات الاعلامية في هذا الخصوص تقرر ترك الامر للسلطات المحلية كي تتخذ قراراً في منع الحجاب أو السماح به رغم أن أكثر من مليون ونصف المليون مسلم يعيشون في بريطانيا ويحتاجون حماية القانون لحرية اختياراتهم.

ومع ذلك فقد رفض الاتحاد الاوروبي العام الماضي مقترحاً بفرض حظر شامل على الحجاب في المدارس الابتدائية في كل دول الاتحاد. ولا يثير الحجاب الجدل في أوروبا وحسب بل في بعض الدول العربية والاسلامية التي يرى المعارضون فيها لارتداء الحجاب انه علامةً على تفشي التيار الاسلامي أكثر من أي وقت مضى.

ويتجدد الجدل حول الحجاب بين الفينة والاخرى في تركيا مثلاً التي يشكل المسلمون فيها نسبة 99'، أما في تونس فقد تم حظر ارتداء الحجاب في الجامعات قبل نحو عامين، الامر الذي خلف موجة من الاستياء.

ولا يزال أمر الحجاب غير محسوم في ايران نفسها التي تفرض الحكومة فيها قانوناً بنوع معين من الحجاب يغطي الرأس على نحوٍ كامل، الامر الذي لا يلقى القبول في أوساط النساء الايرانيات سيما الشابات منهن اللواتي يعمدن الى الالتفاف على الوصف القانوني للحجاب مع تفضيل الالوان الزاهية له فيما يتعارف عليه على أنه شكل من أشكال التمرد على النظام.