رمز الخبر: ۱۱۳۲۴
تأريخ النشر: 09:09 - 12 March 2009

عصر ایران - كتب بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر رسالة إلى أساقفة الكنيسة يعترف فيها بإساءة التصرف في مسألة الأسقف البريطاني ريتشارد وليامسون الذي ينكر المحرقة النازية، ويحذر من أن الكنيسة تخاطر بالتهام نفسها من خلال التشاحن الداخلي.

 

وقال البابا في رسالته إلى أساقفة العالم التي ينشرها الفاتيكان الخميس إنه شعر بالألم لانتقاد الكاثوليكيين له، ولأن الفاتيكان كان من الممكن أن يتوقع المشاكل لو أنه زاد من استخدامه للإنترنت، مشيرا إلى أنه استوعب الدرس وأنه ينبغي للفاتيكان في المستقبل أن يبدي اهتماما أكبر بهذا المصدر للمعلومات.

 

ويقول البابا إن المسألة أثارت عاصفة من الاحتداد وآلمته بشدة خصوصا لأن معظم الانتقادات جاءت من جانب كاثوليكيين، مضيفا بأنه ما كان له أن يتوقع أن تطغى مسألة وليامسون على نيته إعادة الوحدة إلى صفوف الكنيسة برفع الحرمان الكنسي عن الأساقفة المنتمين إلى جمعية القديس بيوس العاشر.

 

ويقول أيضا إن الفاتيكان لم يشرح بشكل كاف هدفه من رفع الحرمان الكنسي، وشكا عدد من كبار مسؤولي الفاتيكان علنا آنذاك من أنه لم يطلعهم على نواياه.

   

يشار إلى أنه من النادر جدا في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية أن يضطر أحد البابوات إلى تفسير أعماله لأساقفته بعد القيام بها وأن يعترف بارتكاب أخطاء.

 

وقال أسقف إيطالي تسلم الرسالة وناقشها مشترطا عدم ذكر اسمه إن الرسالة شخصية للغاية وتفيض ألما لكنها شديدة الصدق.


وكان البابا قد رفع الحرمان الكنسي يوم 24 يناير/كانون الثاني الماضي عن الأسقف وليامسون وثلاثة أساقفة آخرين، محاولا إنهاء انقسام يرجع إلى عشرين عاما بدأ بحرمانهم من الكنيسة لتنصيبهم دون إذن من البابا الراحل يوحنا بولس الثاني.

 

وقال وليامسون في مقابلة أذيعت قبل ذلك بعدة أيام إنه لا يعتقد أنه كانت هناك أفران للغاز، وإن عدد اليهود الذين قتلوا في معسكرات الاعتقال النازية لا يزيد عن ثلاثمائة ألف.

 

وأدت تصريحات وليامسون وقرار البابا رفع الحرمان الكنسي عنه إلى انقسام شديد في العلاقات الكاثوليكية اليهودية. ودان القرار الناجون من المحرقة وبعض الكاثوليكيين وكبير الحاخامات في إسرائيل وزعماء اليهود في العالم والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

 

وقال الفاتيكان في ذلك الوقت إنه لم يكن يعرف أن وليامسون ينكر المحرقة، لكن المنتقدين قالوا إن بحثا بسيطا على الإنترنت كان سيكشف عن تصريحاته.

 

وقال أحد المنتقدين الكاثوليكيين البارزين آنذاك "ألم يسمع الفاتيكان عن موقع بحث اسمه غوغل".

ولم يستجب الأسقف وليامسون حتى الآن لطلب الفاتيكان بالتراجع علنا عن آرائه.