رمز الخبر: ۱۱۳۶۵
تأريخ النشر: 13:06 - 14 March 2009

عصر ایران- ارنا ـ شدد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على الوحدة الإسلامية وعلى التقارب والتآلف والتعاون بين مختلف المذاهب الإسلامية, نافياً صحة ما يروج له عبر وسائل الإعلام عن وجود مشروع شيعي لتشييع أهل السنة في أي مکان من العالم.   

وقال في احتفال أقامه حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت الليلة الماضية لمناسبة ذکرى المولد النبوي الشريف: "أقول لکم لا حزب الله ولا أي حرکة إسلامية شيعية, واستطيع أن أقول بشکل جازم ولا نظام الجمهورية الإسلامية في إيران وعلى رأسه سماحة الإمام السيد الخامنئي (دام ظله الشريف), ولا أي من المرجعيات الشيعية الکبرى في العالم الإسلامي اليوم لديهم مشروع من هذا النوع أو في صدد القيام بعمل من هذا النوع".

و أضاف: "هذه کلها أمور متوهمة ولا أساس لها من الصحة , ومبالغ فيها في الحد الأدنى وغير دقيقة ويؤسس عليها معرکة لها أول وليس لها آخر , وترتفع فيها الأصوات التي يصمت بعضها عندما يقتل مثلا خلال 22 يوما في قطاع غزة ما يزيد على 1300 فلسطيني من أهل السنة والجماعة لا نجد عند بعض هذه أصوات غيرة على أهل السنة والجماعة".

وأعلن أن حزب الله "مع کل تلاقٍ عربي ومع کل تلاقٍ إسلامي" وأکد أن أي مصالحة عربية بين دولتين أو أکثر "هي مصالحة مطلوبة ويجب أن تدعم وتؤيد وتساند". وقال: "أي تلاقي عربي هو قوة لنا جميعا, أي مصالحة عربية هي قوة لنا جميعاً".

ودعا القادة العرب على أبواب القمة المقبلة في الدوحة "أن يمدوا أيديهم لبقية الدول والأقطار التي تساند الحقوق العربية , کإيران وترکيا", معرباً عن استغرابه من بعض العرب الذين يختلقون مشاريع عداوة وخصام وابتعاد مع من يأتي ليدعم قضاياهم, وينصر حقوقهم و بينما الواجب أن نبحث عمن يدعمنا".

وقال: "اليوم إيران في هذا الموقع وترکيا الجديدة هي في هذا الموقع, هناک دول في العالم هي في هذا الموقع وانأ أقول لکم بان هذه الدول سوف تزداد لم تتناقص إنشاء الله , ولکن نحن علينا کشعوب عربية وحکومات عربية أن نمد يد التعاون والصداقة والمساندة إلى هؤلاء , لا أن نبادلهم الدعم بالخصومة وبالاتهام".

وأکد أن الحوار الفلسطيني- الفلسطيني القائم في القاهرة هو موضع دعم وتأييد من حزب الله وجميع القوى العربية والإسلامية, معتبراً أن على الأخوة الفلسطينيين أن يعالجوا التعقيدات التي تعترضهم بالحکمة والشجاعة والمرونة, منتقداً أن ياتي البعض "ليوجه اتهامات من خلف البحار" لهذه الدولة أو تلک, بتعطيل الحوار, واصفاً هذا الاتهام بأنه " ظلم کبير".

وأکد أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسوريا لا تتدخلان بأي شکل من الأشکال في أمور قوى المعارضة الوطنية اللبنانية أو الفصائل الفلسطينية ولا تفرضان على أحد من هذه القوى أو الفصائل أي موقف أو قرار.

وأعرب عن أسفه الشديد لمحاولة بعض وسائل الإعلام العربية واللبنانية أن توجه الاتهام لحزب الله بالتدخل ببعض التفاصيل التي تجري في غزة وإطلاق بعض الصواريخ هناک, نافياً أن يکون لحزب الله أية تشکيلات عسکرية أو فصيل في قطاع غزة.

وقال: إن "أي دخول من أي احد على الخط هو تخريب للمصلحة الفلسطينية ونحن لسنا فقط ملتزمين بهذا الأمر بل نرى فيه خيانة ونرى فيه تخلفا عن الأمانة ونرى فيه حراماً شرعياً جهادياً".

وجدد إدانة حزب الله لقرار المحکمة الجنائية الدولية باعتقال الرئيس السوداني عمر البشير, وقال: "هذه المحکمة الجنائية الدولية لم تثبت في يوم من الأيام أنها محکمة عادلة وأنها محکمة تعمل خارج المعايير السياسية حتى يحترم أي احد منا قرارها".

ولفت إلى أن هذه المحکمة الجنائية الدولية لا تحتاج إلى تحقيق أو دليل في الجرائم التي ارتکبها العدو الصهيوني في حرب تموز عام 2006وفي حرب غزة عام 2009 وشاهدها العالم عبر شاشات التلفزة وقتل فيها النساء والأطفال والعجز ودمرت قرى بکاملها بأمر واضح من أولمرت وليفني وحالوتس ومع ذلک لم تحرک هذه المحکمة ساکناً.

ولفت إلى أن الجيش الأميرکي قتل خلال خمس سنوات مئات الآلاف من المدنيين العراقيين والأفغان والباکستانيين، ولم تتحرک هذه المحکمة الجنائية الدولية , متسائلاً: "هل هذه جهة أساساً هي جهة صالحة، هل هي جهة قضائية مستقلة حقيقية؟ أم هي واحدة من المؤسسات الدولية ذات الطابع الدولي التي يتم استخدامها لتصفية حسابات سياسية ولخدمة مشاريع سياسية کبرى في العالم".

وأوضح أن السودان ومنذ سنوات طويلة، السودان مستهدف في وحدته وخيراته ومياهه ونفطه وقال:"هذه فضيحة کبرى للمحکمة الجنائية الدولية وللمدعي العام، فضحية کبرى لأؤلئک الذين يغضون النظر عن المجازر التي يذهب ضحيتها مئات الآلاف في أکثر من بلد عربي ومسلم ويلاحقون رئيسا بتهم لم تثبت وبتحقيقات لم يعلم ما مدى صحتها وما شاکل".

وتطرق إلى موضوع التحضير للانتخابات النيابية في لبنان فأکد إصرار قوى المعارضة على إجرائها ورفض تعطيلها, نافياً بذلک الاتهامات التي يروجها بعض قوى 14 آذار, لقوى المعارضة بارتکاب بعض الحوادث الأمنية بهدف تعطيل الانتخابات, موضحاً أن إجراء هذه الانتخابات هو من مصلحة المعارضة التي هي الآن ليست أکثرية نيابية , وقال: "الذي يساق له الاتهام هو من يمکن أن يخسر شيئا لو خسر، وليست المعارضة، أنتم اليوم الأکثرية البرلمانية وأنتم السلطة، وإذا حصلت انتخابات وخسرت الأکثرية فأنتم ستخسرون".

وأعلن رفضه للموقف الأميرکي الداعي إلى إجراء حوار مع حزب الله وحماس مقابل اعترافهما بالکيان الصهيوني و"نبذ العنف" (المقاومة). مؤکداً أن المبادرة الأميرکية لا تنطلق من دواع أخلاقية وإنما بسبب فشل الولايات المتحدة في مشاريعها في المنطقة، وفشل محاولاتها لعزل سوريا وتغيير نظامها , وفشلها في محاولاتها ضد إيران.

وقال: "إيران عمرها 30 سنة، ثمان سنوات 8 حرب و22 سنة حصار ولکنها تزداد قوة ومنعة وحضور وتصعد إلى الفضاء وتصنع احتياجاتها المدنية والعسکرية ويخشى من إمکانياتها النووية، عزل إيران ومحاربتها والضغط عليها لم يجِد نفعا".

و أضاف: " تريدون الحديث في المنطقة عليکم الحديث مع کل هذه الدول الموجودة والمؤثرة والتي من جملتها إيران و سوريا. والمکابرة من الواضح أنها تأخذکم إلى الفشل. هکذا في موضوع الدول وهکذا أيضا في موضوع القوى السياسية والحرکات السياسية وبالخصوص حرکات المقاومة ".

ورأى أن الولايات المتحدة جاهزة لتجاوز وشطب کل الاتهامات التي کانت توجهها لحزب الله وقوى المقاومة في لبنان وفلسطين شرط "الاعتراف باسرائيل ونبذ المقاومة".
وشدد على أن الأميرکيين ليست لديهم صداقات دائمة أو عداوات دائمة ولا قيم أخلاقية حاکمة وإنما مصالح فقط.

وقال: "السؤال أولا وقبل أن تضع أمريکا شروطا على حزب الله لکي تجري حوارا معه، علينا السؤال هل حزب الله حاضر لإجراء حوارا مع الأمريکيين ؟ وإذا حاضر لذلک، ذلک بدون شروط أم هناک شروط أيضا؟ ! أمّا الشروط الأمريکية فهي مردودة".

و أضاف: "اليوم وغدأ وبعد سنة وبعد مئة وبعد ألف سنة، إلى قيام الساعة ، نحن وأولادنا وأحفادنا وأجيالنا ، طالما نحن حزب الله لا يمکن أن نعترف بإسرائيل. ماذا يعني إسرائيل، إسرائيل کيان غاصب ودولة غير قانونية وغير شرعية، دولة عنصرية ودولة معتدية ودولة إرهابية"، متسائلاً: "بأي معيار يمکن لإنسان مسلم أو عربي أنّ يعترف بکيان من هذا النوع وأن يأتي ببساطة ويقول نعم هذه هي إسرائيل وثلاثة أرباعها أو أکثر أعطوه لشذاذ آفاق جيء بهم من کل أنحاء الدنيا، أمّا أصحاب الحق الشرعيون وأهل الأرض وأهل الديار وأهل المقدسات من الشعب الفلسطيني مسلمين ومسيحيين هؤلاء يجب أن يترکوا وأن يخرجوا وأن يستسلموا وأن يخضعوا! دلوني ما المعيار، في الدين ما المعيار، في الأخلاق ما المعيار، في الإنسانية ما المعيار، في الوطنية ما المعيار، في القومية ما المعيار، على أي معيار؟.

وخلص إلى اعتبار "أن المعيار الوحيد الذي يدفع للاعتراف بإسرائيل هو الشعور بالهزيمة والحقارة لدى أي إنسان يعترف أو يعتبر نفسه عاجزا، فقط".

وختم مؤکداً أننا " قادرون وأقوياء إذا وقفنا على أقدامنا وشحذنا هممنا ووضعنا کفا بکف وکتف بکتف نحن قادرون أن نهزم هذا الکيان بل قادرون على أن نزيله من الوجود".