رمز الخبر: ۱۱۵۲۲
تأريخ النشر: 08:34 - 26 March 2009

عصرایران - (رويترز) - قالت منظمة هيومان رايتس ووتش يوم الاربعاء ان الجيش الاسرائيلي أطلق قذائف الفوسفور الأبيض بصورة غير مشروعة على مناطق ذات كثافة سُكانية عالية في قطاع غزة خلال هجومه الأخير علي القطاع مما أسفر عن مقتل وإصابة مدنيين بصورة غير ضرورية.

وقالت المنظمة مستشهدة باستخدام اسرائيل للفوسفور الابيض كدليل على ارتكاب جرائم حرب ان الجيش كان على علم بأن الذخائر تهدد مدنيين لكنه واصل استخدامها "عن عمد أو إهمال"حتى الأيام الأخيرة من العملية التي جرت بين 27 ديسمبر كانون الاول و18 يناير كانون الثاني "في انتهاك لقوانين الحرب".

ودعا تقرير المنظمة ومقرها نيويورك الى تحميل كبار قادة الجيش الاسرائيلي المسؤولية عن ذلك وحثت الولايات المتحدة التي أمدت اسرائيل بهذه القذائف على اجراء تحقيق خاص من جانبها. وتقرير هيومان رايتس ووتش واحد من تقارير عديدة أصدرتها منظمات غير حكومية دولية توجه انتقادات حادة لسلوك اسرائيل.

وكان الجيش الاسرائيلي أعلن عن اجراء تحقيق داخلي لم تكشف عن نتائجه بعد.

وقالت الميجر أفيتال ليبوفيتش المتحدثة باسم الجيش الاسرائيلي "نتحقق من صحة المزاعم التي تلقيناها من منظمات غير حكومية مختلفة... عن استخدام قذائف الفوسفور الابيض بطريقة غير مشروعة وهذا ما نحقق فيه."

ويشتعل الفوسفور الابيض عند اتصاله بالأكسيجين ويواصل الاشتعال الى درجة حرارة تصل الى 816 مئوية حتى تنفد الكمية أو يمنع عنه الاكسيجين. وعادة ما يستخدم لاطلاق ستائر من الدخان ولكن قد يستخدم أيضا كسلاح ويسبب حروقا بالغة اذا ما لامس الجلد.

ويسمح القانون الدولي باستخدام ذخائر الفوسفور الابيض في الاماكن المفتوحة.

ولكن هيومان رايتس ووتش ذكرت ان اسرائيل اطلقتها "بصورة غير مشروعة" على أحياء سكانية فقتلت وأصابت مدنيين ودمرت ابنية مدنية بينها مدرسة وسوق ومخزن للمساعدات الانسانية ومستشفى.

وقال فريد ابراهامز الباحث في المنظمة "في غزة لم يستخدم الجيش الاسرائيلي الفوسفور الابيض في الاماكن المفتوحة فقط كغطاء لقواته بل أطلق قذائف الفوسفور الابيض مرارا على مناطق ذات كثافة سكانية عالية حتى عندما لم تكن قواته في المنطقة ومع توفر قذائف دخان أكثر أمانا.. ونتيجة لذلك اصيب وقتل مدنيون بصورة غير ضرورية."

ولم تقدم المنظمة ارقاما محددة للخسائر البشرية مستشهدة بصعوبة تحديد كل حالة نتجت فيها الحروق عن قذائف الفوسفور الابيض.

وعثر باحثو المنظمة على فوارغ قذائف وأجزاء من المواد المبطنة للذخائر وعشرات من قطع اللباد المحترق التي تحتوي على الفوسفور الابيض في شوارع المدينة وأسطح المنازل وأفنية سكنية وفي مدرسة تابعة للامم المتحدة.

ووثق التقرير لعدة هجمات بالفوسفور الابيض بينها هجوم وقع يوم الرابع من يناير كانون الثاني أسفر عن مقتل خمسة من أفراد عائلة أحمد أبو حليمة في شمال غزة. وأكد التقرير انه عثر على بقايا المادة في منزلهم.

وقال أبو حليمة (22 عاما) " كنت أتحدث مع والدي عندما سقطت القذيفة. أصابت والدي مباشرة وفصلت رأسه."

وذكرت المنظمة ان الجيش كان على علم بأن الفوسفور الابيض يهدد المدنيين مستشهدة بتقرير طبي داخلي عن مخاطر "الاصابة البالغة والوفاة عند ملامسته للجلد أو استنشاقه أو ابتلاعه."

وأردفت انه اذا كان هدف الجيش الاسرائيلي هو استخدام قذائف فوسفور أبيض لاطلاق ستار من الدخان فكان يمكنه الاستعانة بقذائف دخان غير قاتلة تنتجها شركة اسرائيلية.

وشنت اسرائيل الهجوم على غزة بهدف معلن هو وقف اطلاق نشطاء لصواريخ عبر الحدود من القطاع الذي تديره حركة المقاومة الاسلامية (حماس) والذي يعيش فيه 1.5 مليون نسمة.

وقال المركز الفلسطيني لحقوق الانسان انه على مدى 22 يوما قتل 1417 فلسطينيا بينهم 926 مدنيا.

وتشكك اسرائيل في صحة هذه الارقام وتتهم حماس بتعريض المدنيين للخطر باستخدامهم "كدروع بشرية".

وقال اللفتنانت كولونيل المتقاعد شين كوهين وهو خبير في المدفعية في افادة عن الفوسفور الابيض الذي يستخدمه الجيش الاسرائيلي ان الذخائر تستخدم لعمل ستار من الدخان للجنود "ولم تكن سلاحا فعالا."

وأضاف "عندما أطلقناها فاننا لم نطلقها على مدنيين."

وقال اللفتنانت كولونيل المتقاعد ديفيد بنيامين وهو خبير في القانون الدولي "حتى لو كانت هناك مساحة للجدل هنا بخصوص قانونية استخدام هذه الذخائر وملابسات استخدام هذه الذخائر فاننا لا نزال بعيدين عن أي حديث عن جرائم الحرب. وذلك لان جرائم الحرب تتعامل انتهاكات جسيمة للقانون الدولي."