رمز الخبر: ۱۱۵۲۹
تأريخ النشر: 08:45 - 26 March 2009

عصرایران ـ رفضت السلطات المغربية تجديد اعتماد مصور صحافي اسباني يعمل لصالح وكالة رويترز لمخالفته ما أسمته "القوانين والأعراف"، واعتبر الصحافيون الإسبان القرار بمثابة طرد مقنع بينما ترفض رويترز تبريرات الرباط.

ويتعلق الأمر بالمصور الصحافي رافائيل مارشانتي الذي يعمل لصالح وكالة رويترز منذ ثلاث سنوات في المغرب، والذي تلقى خلال الأيام الماضية قرارا من وزارة الاتصال (الإعلام) بعدم تجديد اعتماده.

وبررت زارة الاتصال المغربية قرارها بأن مارشانتي تصدر عنه "ممارسات تتنافى والصحافي المعتمد"، مشيرة الى تعبير "سلوكه المهني الذي لا يتفق مع التشريع القانوني المغربي"، لكنها لم تعط أمثلة واكتفت بحقها في عدم تجديد اعتماده.

وعادت الوزارة أمس الاربعاء لتصدر بيانا جديدا يؤكد أن المصور يعمل لعدد من الجهات دون الإخبار بذلك في خرق للبند 19 المنظم للاعتماد الصحافي الأجنبي. كما اتهمته بممارسات سياسية تحت غطاء صحافي، وهذا ربما تلميح الى اهتمام مارشانتي بموضوع الصحراء الغربية المتنازع عليها.

وأصدرت وكالة رويترز بيانا الثلاثاء قالت فيه انها راجعت أعمال مارشانتي منذ سنة 2006 واعتبرتها مناسبة لكونها تركز على تغطية جميع جوانب الحياة المغربية من مجتمع وثقافة وسياسة ورياضة.

من جهته أصدر مارشانتي بيانا قال فيه ان دوره يكمن في الالتزام بالعمل الصحافي، مضيفا أنه تعرض أربع مرات لاعتداءات من قوات الأمن خلال تغطيته بعض التظاهرات الاحتجاجية وأنها صادرت معدات العمل التي قال ان قيمتها تقدر بحوالي ستة آلاف يورو لم يستردها حتى الآن.

وطلب مارشانتي من الوزارة أن تقدم دلائل ملموسة بشأن المخالفات التي ارتكبها وعدم الاكتفاء بالاتهامات بدون تدقيق.

في غضون ذلك، يرى الصحافيون الإسبان أن الأمر يتعلق بعملية طرد مقنعة كما كتبت صحيفتا "آ بي سي" و"الباييس" وأنها الأولى من نوعها التي يتعرض لها صحافي اسباني، علما بأن صحافيين غربيين آخرين كانوا قد تعرضوا للطرد.
من جهتها تشدد السلطات المغربية على أنه لا يوجد طرد بل فقط عدم تجديد الاعتماد.

وبين موقف هذا وذاك، يأتي هذا الحادث ليبرز العلاقة الشائكة بين المغرب والصحافة الغربية وبالخصوص الاسبانية. فالرباط تعتبر الصحافة الاسبانية غير منصفة في تقاريرها وتركز فقط على ما هو سلبي، بينما يبرز بعض الصحافيين الاسبان أن ما ينشرونه يكون في الكثير من المناسبات نقلا عن الصحافة المغربية نفسها.

وكانت وزارة الاتصال قد هددت السنة الماضية بطرد صحافيتين، الأولى من إذاعة "كوبي" والثانية من صحيفة "لفنغورديا" بعدما تبين حضورهما نشاطا وُصف بأنه مؤيد لجبهة البوليزاريو كان قد أقيم في مدينة مايوركا.
وتراجعت الرباط عن قرارها بعد وساطة من الحكومة الاسبانية. ولم تتدخل الدبلوماسية الاسبانية هذه المرة، وينتقد الصحافيون الاسبان موقف سفيرهم "المتفرج" لويس بلاناس.