رمز الخبر: ۱۱۵۸۳
تأريخ النشر: 10:25 - 29 March 2009

عصرایران -  (رويترز) - قال مصدر طبي إن ثلاثة اشخاص قتلوا بينهم شرطي واصيب ثمانية اخرون جراء الاشتباكات التي اندلعت في احدى مناطق وسط بغداد بعد قيام قوات عراقية باعتقال قائد مجموعة من قوات الصحوة في تلك المنطقة.

وقال مصدر في الشرطة إن خمسة من افراد القوة المهاجمة اختطفوا على يد افراد الصحوة خلال الاشتباكات من بينهم ضابط.

وقال مصدر طبي من مدينة الطب طلب عدم ذكر اسمه إن "المستشفى استلم ثلاث جثث من بينها جثة لشرطي واثنتان لمدنيين وثمانية مصابين جراء الاشتباكات التي شهدتها منطقة الفضل."

وكان الناطق باسم خطة امن بغداد اعلن ان اشتباكات اندلعت بين القوات العراقية وافراد دورية تابعة لمجالس الصحوة التي تدعمها الولايات المتحدة بعد ان اعتقل الجنود العراقيون قائد الوحدة في بغداد عصر السبت.

وقال اللواء قاسم الموسوي إن الاشتباكات جاءت بعد اعتقال عادل المشهداني واحد معاونيه في حي الفضل ببغداد.

وقال الموسوي "ان قوات عراقية اعتقلت عادل المشهداني وهو قائد قوة الصحوة لمنطقة الفضل (وسط مدينة بغداد) مع احد مساعديه بتهمة الارهاب."

واشار الموسوي ان "الاشتباكات اسفرت حتى الان عن اصابة سبعة من رجال الجيش بجروح."

وسمع مراسل لرويترز دوي اطلاق نيران اسلحة رشاشة ثقيلة قرب المكان وشاهد قناصة الجيش العراقي فوق اسطح المباني المحيطة بالمنطقة.

وقال مصدر في الشرطة إن "خمسة من افراد القوة المهاجمة وهم من الفرقة 11 من الجيش العراقي اختطفوا من قبل افراد الصحوة في الهجوم... من بينهم ضابط."

واضاف " تجري الان مباحثات لاطلاق سراح العسكريين المختطفين."

وقال شاهد عيان من اهالي المنطقة إن "قوات امريكية اشتركت في عملية اعتقال المشهداني.. وإن الكثير من القناصين تمركزوا فوق اسطح البنايات العالية... وإن اشتباكات اندلعت بسبب عملية الاعتقال."

لكن مصدر الشرطة قال "الامريكان كانوا متواجدين ومستعدين لتقديم الدعم .. لكنهم لم يتدخلوا."

وقال الموسوي إن "اشتباكات مسلحة اندلعت في المنطقة جراء عملية الاعتقال بين القوات الامنية التي اعتلقلت المشهداني وبين جماعات مسلحة في المنطقة."

واشار الى ان "عملية الاعتقال تمت وفق مذكرة قضائية قانونية."

ووصف احد افراد وحدة الصحوة في المنطقة لرويترز عملية اعتقال المشهداني بانها "عملية تصفية حسابات."

وقال هذا الفرد الذي طلب عدم ذكر اسمه بسبب "انعدام الثقة وخاصة بعد اعتقال المشهداني" إن اعتقال قائد الصحوة "قد يتسبب بانتكاس الامن مرة اخرى في المنطقة وخاصة بعد التقدم الامني الذي شهدته المدينة والذي كان للمشهداني دور وفضل كبير فيه."

ونفى ان يكون الجيش الامريكي قد اشترك بعملية الاعتقال لكنه قال ان الجيش الامريكي "تدخل فيما بعد وهو الان يتواجد مع القوات العراقية."

واشار وهو يتكلم عبر الهاتف حيث كان بالامكان سماع دوي اطلاق النار"الان اصبحت الامور واضحة لدينا.. الحكومة غير جادة فيما تقول ولا تريد مصالحة حقيقية .. لا يمكن ان نثق بعد الان لا بالحكومة ولا بالجيش (العراقي) ولا حتى بالجيش الامريكي."

ولم يتمكن من اعطاء صورة عن ضحايا الاشتباكات وقال "لا استطيع ان اؤكد وجود خسائر.. انا الان محصور في مكان ولا استطيع الخروج منه.. القناصة .. على البنايات والوضع جدا متأزم."

ولم يعلن الجيش الامريكي عن اية تفاصيل حتى الان.

وتقع منطقة الفضل في قلب مدينة بغداد وكانت حتى وقت قريب احدى المناطق الساخنة التي يتعذر الدخول اليها.

وشهدت المنطقة العديد من العمليات المسلحة والاشتباكات بين مسلحين من ابناء المنطقة وبين قوات الامن العراقية والامريكية وخاصة في الفترة التي كانت فيها العديد من مناطق بغداد تشهد صراعا دمويا ومواجهات مسلحة بين الجماعات المسلحة السنية والميليشيات الشيعية.

وتعرضت المنطقة في تلك الفترات الى العديد من الهجمات المسلحة راح ضحيتها العديد من الاشخاص.

وساهم تشكيل وحدات مجالس الصحوة في المنطقة الى استتباب الامن فيها بشكل كبير. وقاتل افراد هذه الوحدات المجموعات المسلحة خاصة تلك التي كانت تنتمي الى تنظيم القاعدة او التي كانت تعمل معها.

وساهمت مجالس الصحوة بدرجة كبيرة في تطهير العديد من مناطق بغداد والمحافظات من بقايا هذه الجماعات.

وشكلت وحدات مجالس الصحوة من ابناء تلك المناطق وبالاتفاق مع القوات الامريكية.

ويقوم الجيش الامريكي حاليا بتسليم مسؤولية وحدات مجالس الصحوة الى الحكومة العراقية وهي عملية تضمنتها الاتفاقية الامنية الموقعة بين العراق والولايات المتحدة نهاية العام الماضي.

وكان اتفاق ابرم بين قادة هذه المجالس والجيش الامريكي والحكومة العراقية يقضي بضم العديد من افراد هذه الوحدات الى القوات الامنية العراقية في الجيش والشرطة. وأيد الاتفاق العديد من الاحزاب السياسية خاصة السنية التي تدعم ضم افراد هذه الوحدات الى القوات الامنية العراقية.

لكن هذه العملية صاحبتها مصاعب كثيرة. واعلنت الحكومة العراقية انها لن تتمكن من ضم جميع افراد هذه الوحدات الى القوات الامنية. وحددت الحكومة نسبة 20 في المئة من اجمالي افراد هذه الوحدات الذي يقدر بحوالي مئة الف مقاتل لضمها الى قوات الامن.

لكن الاحزاب المؤيدة لضم هذه الوحدات الى القوات الامنية رفضت هذه النسبة باعتبارها ضئيلة ولا تتناسب مع الجهد الذي قدمه افراد هذه الوحدات.