رمز الخبر: ۱۱۵۸۷
تأريخ النشر: 10:51 - 29 March 2009

عصرایران -  (رويترز) - وعد رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون بصفقة كبرى لكن آماله بالتوصل الى اتفاق شامل لانتشال العالم من الركود تبدو محكوما عليها بالفشل حتى قبل أن يبدأ اجتماع قمة مجموعة العشرين.

ولا يمكن أن تعلو المخاطر أكثر من ذلك عندما يجتمع زعماء أكبر دول العالم في لندن الأسبوع القادم. فقد تبخرت بالفعل ملايين الوظائف وقد تضيع ملايين أخرى في وقت يواجه الاقتصاد العالمي أكبر تباطوء له منذ الكساد العظيم.

ولايزال من المتوقع التوصل الى اتفاقات في اجتماع الثاني من ابريل نيسان على زيادة موارد صندوق النقد الدولي وتوفير الائتمان من أجل تيسير حركة التجارة - وكلاهما على قدر كبير من الاهمية حسبما يقول الخبراء - فضلا عن التزامات خطابية بحرية التجارة.

لكن الاجتماعات التحضيرية للقمة كشفت عن انقسامات عميقة بشأن الخطوات اللازمة لوقف الانحدار واصلاح نظام مالي معطل منذ أغسطس اب 2007 تحت وطأة الاصول الفاسدة للبنوك.

اختفى الان الحديث الطموح عن بريتون وودز جديدة على غرار المؤتمر الشهير الذي أعاد تشكيل النظام المالي العالمي عام 1944. وبدلا من ذلك يتحدث المسؤولون عن احراز تقدم تدريجي في نظام اشراف جديد لتفادي الازمات مستقبلا.

وفي غضون ذلك ترفض دول أوروبا عموما دعوة براون والرئيس الامريكي باراك أوباما الى مزيد من الانفاق الحكومي. وقال وزير مالية ألمانيا بير شتاينبروك يوم الجمعة ان عدم الانضباط المالي قد يلحق الضرر باليورو.

في المقابل يبدي الامريكيون تحمسا أقل من أوروبا تجاه استحداث قواعد رقابة مالية جديدة أكثر صرامة.

ويقول جيمس نايتلي كبير الاقتصاديين لدى اي.ان.جي "يبدو بصورة متزايدة أن اجتماعات مجموعة العشرين ستقدم على الارجح الشيء القليل لتعزيز الثقة بل والتوقعات الاقتصادية في الاجل المتوسط نظرا للتعارض بين موقف الولايات المتحدة/ بريطانيا وجل سائر الاقتصادات الرئيسية."

ومن المنتظر التوصل الى اتفاق لزيادة موارد صندوق النقد الدولي البالغة 250 مليار دولار الى أكثر من مثليها لمساعدة الدول التي تعصف بها الازمة ولاسيما في ضوء تحمس بكين للخطة.

وينتظر أيضا أن يوافق الزعماء على حزمة بمليارات الدولارات لتمويل التجارة وتقديم تعهدات جديدة بتجنب الحماية التجارية وتشديد السيطرة على الملاذات الضريبية.

لكن كل هذا قد لا يكون كافيا لانعاش الثقة الهشة للمستهلكين والشركات وبخاصة مع استمرار التساؤلات حول الوقت الذي ستستغرقه البنوك لتنظيف ميزانياتها العمومية من استثمارات تكاد لا تساوي شيئا.

وحتى بعض الوزراء في حكومة براون رغم تأكيدهم أن قمة الاسبوع القادم ليست سوى خطوة واحدة على درب طويل صوب التعافي العالمي يحذرون من مخاطر تغليب التصريحات الطنانة على المضمون.

وقال مارك مالوك براون وزير الدولة للشؤون الخارجية في نقاش على الانترنت يوم الجمعة ان الهدف المحوري لقمة الخميس القادم ينبغي أن يكون اعادة الثقة للمستثمرين والمستهلكين.

وقال "ما لم يفعلوا (الزعماء) ذلك فانهم سيزيدون بوضوح مشاعر الانجراف والازمة" مؤكدا في نفس الوقت أن القمة لن تقدم علاجا فوريا.

وقال مالوك براون "لن نرى الاقتصاد العالمي يتغير الى الاحسن في الثالث من ابريل (نيسان) .. لذا قد تعتبر (القمة) بداية انتهاء الازمة واللحظة التي استطاع فيها الزعماء التحرك في اتجاه جديد وبنفوذ جديد."

ويبذل براون جهدا كبيرا بلا ريب. فقد سافر وزير المالية السابق البالغ من العمر 58 عاما في أنحاء العالم محاولا حشد الدعم. لقد زار ستراسبورج يوم الثلاثاء ونيويورك يوم الاربعاء وبرازيليا الخميس وسانتياجو الجمعة.

تسأله ان كان يعتقد أن بوسعه الحصول على اتفاق كاسح فيجيبك قائلا انه ما كان ليبذل كل هذه الجهود لو لم يعتقد ذلك.

انه ذات العزم الذي حقق له مبتغاه في 2005 عندما استطاع التوصل الى اتفاق لمجموعة الثماني على اسقاط ديون دول العالم الاشد فقرا بعد شهور من معارضة أطراف كثيرة من بينها الولايات المتحدة واليابان.

لكن الخبراء يقولون ان المواقف متصلبة جدا ولا حل سريعا لانهاء الازمة. فمن المستبعد أن تغير ألمانيا وفرنسا موقفيهما فجأة وتتعهدان بانفاق مليارات الدولارات الاضافية لانعاش اقتصاديهما.

بل ان براون نفسه لا يستطيع تطبيق ما يدعو اليه سوى بدرجة محدودة. وقد حذره محافظ بنك انجلترا (المركزي) هذا الاسبوع من أن عجز ميزانية بريطانيا مرتفع جدا بالفعل وسيحد من قدرته على اتخاذ خطوات تحفيز مالي جديدة.

كانت شعبية براون تلقت دفعة كبيرة في أكتوبر تشرين الاول عندما محا تقريبا 20 نقطة كان زعيم حزب المحافظين المعارض يتقدم بها عليه في استطلاعات الرأي وذلك اثر محاكاة خطته لاعادة تمويل رؤوس أموال البنوك في أنحاء العالم.

لكن مع تفاقم الركود البريطاني وسع المحافظون الفارق مجددا ويتطلع مساعدو براون الى قفزة جديدة مماثلة قبل الانتخابات التي يجب اجراؤها بحلول يونيو حزيران 2010.