رمز الخبر: ۱۱۶۷۴
تأريخ النشر: 12:51 - 31 March 2009

عصرایران -  (رويترز) - يجلس ايزاك ديكا بجوار بقراته الثلاث المنهكات تحت شجرة سنط شائكة تقيه بالكاد حرارة شمس الظهيرة.

هذا كل ما تبقى من قطيعه الذي كان يفاخر به والذي كان يضم 55 رأسا من الماشية. كانت تلك هي كل ثروة ومصدر رزق ديكا الذي ينتمي لقبائل ماساى وزوجتيه واطفاله الخمسة.

ويقول ديكا "تجثم احداها على الارض بالفعل ولن تستطيع الوقوف مرة اخرى. لا أعرف ان كانت أي منها ستظل على قيد الحياة بحلول غد او بعد غد."

والماشية عصب الحياة الاقتصادية لنحو 150 ألف من افراد قبائل الماساي تتناثر بيوتهم في الوادي المتصدع بجنوب كينيا ولكنها بدات تتساقط في مكانها وتتعفن أجسامها الظمأى في التراب الاحمر.

وفي مظهر اخر لحالة الجفاف تنقب افيال بائسة عن المياه في قاع الانهار الجافة مع تعرض البلاد الواقعة في شرق افريقيا لاسوأ موجة جفاف فيما يزيد عن عقد.

واضيرت الماشية بشدة وهبط سعرها من ما يصل الى 30 ألف شلن للرأس (374 دولارا) الى الف شلن ويضطر الرعاة لبيعها لشراء علف لبقية القطيع الذي يتضور جوعا.

ويباع الكثير منها لمجرد الحصول على جلودها الذي يبلغ سعر الكيلوجرام الواحد منه عشرة شلنات فقط لان المجازر تحجم عن شراء الماشية الهزيلة.

ومع فقد الماشية عجز أفراد الماساي عن سداد الرسوم الدراسية او شراء غذاء.

تقول ماري تينجيسيا (20 عاما) وهي من الماساي وأم لطفلين انها لا تعلم ماذا سيحل بها بعد أن نفقت 20 رأسا من الماشية كانت هي كل ما تبقى لديها.

وتضيف "سنضطر للاستدانة لانه لم يتبق لدينا مال."

واعلنت حكومة اكبر اقتصاد في المنطقة حالة الطواريء وذكرت أن عشرة ملايين نسمة ربما يعانون من نقص الغذاء ويتضورون جوعا نتيجة ضعف المحاصيل وقلة الامطار وارتفاع اسعار المواد الغذائية.

ولم تجد مناشداتها من اجل الحصول على تمويل اجنبي صدى لدى المانحين بسبب الشكوك بشأن الفساد في البلاد. وتقدر وكالات الاغاثة عدد من يحتاجون مساعدة بنحو ثلاثة ملايين نسمة.

وتقول ادارة الارصاد الجوية في كينيا ان الجفاف الذي شهدته البلاد العام الحالي هو الاسوأ منذ عام 1996. وتبدو التوقعات قاتمة نتيجة استمرار التوقعات بضعف الامطار في معظم انحاء البلاد.

وقال ايوب شاكا مساعد مدير قسم الخدمات العامة بادارة الارصاد "توزيعات الامطار قليلة جدا خلال الاشهر الثلاثة المقبلة."

وارجع معلقون محليون الجفاف الشديد لعدة عوامل من بينها ارتفاع درجة حرارة الارض والافراط في استخدام مياه الري وتدمير غابات ماو. ويقول شاكا ان السبب الحقيقي هو درجات حرارة المحيط.

ويضيف "عندما تكون درجات الحرارة مرتفعة جدا بجنوب المحيط الهادي لا يكون هناك الضغط اللازم لدفع حزام الامطار في الجنوب الى منطقتنا."

ولا يتوقع ان تغيث الامطار الموسمية- التي كان التوقعات تشير لهطولها في الاسبوع الثاني من مارس اذار- الرعاة في منطقة كاجيادو التي يقطنها الماساي قبل منتصف شهر ابريل نيسان تقريبا.

وحين تسقط الامطار يعتقد الخبراء ان المنطقة التي اضيرت من الجفاف ستتعرض لسيول وتعرية شديدة بعد تناقص النباتات التي تساعد على تماسك التربة.

وحتى حين تهطل الامطار فان الوقت ربما يكون قد فات بالنسبة لكثير من أفراد الماساي مثل ديكا واسرته.

يقول "لا نعلم ماذا نفعل ما لم تأت الحكومة لنجدتنا .. لا يوجد مكان نذهب اليه."