رمز الخبر: ۱۱۹۰۸
تأريخ النشر: 10:09 - 11 April 2009

عصرایران  ـ 'القدس العربي' ـ كشف الفريق ضاحي خلفان تميم قائد شرطة دبي الجمعة لـ'القدس العربي' في اتصال هاتفي معه، ان الشرطة تمتلك ادلة دامغة تشير الى أن آدم ديليمخانوف النائب في مجلس الدوما الروسي (البرلمان)، ونائب رئيس الوزراء الشيشاني السابق كان قد خطط من الشيشان لاغتيال القائد العسكري الشيشاني السابق سليم يامادايف.


وقال ضاحي خلفان 'إنه إذا لم يثق الرئيس الشيشاني رمضان قادروف بنتائج التحقيق الذي أجرته الشرطة الإماراتية فيما يتعلق بتورط آدم ديليمخانوف في اغتيال سليم يامادايف فنقترح ارسال فريق من الخبراء الدوليين إلى دبي لكي ينظروا في الأدلة التي جمعتها الشرطة الإماراتية بهذا الخصوص'.

واضاف ضاحي خلفان 'لا احد فوق القانون، ولا حصانة لمجرم والحصانة البرلمانية او السياسية لن تحميه'. في اشارة الى المتهم الاول في عملية اغتيال آدم ديليمخانوف الذي وصف تصريح رئيس شرطة دبي ضاحي خلفان تميم حول تورطه في اغتيال يامادايف بأنه ' تصريح فارغ من مسؤول فارغ '، مشيرا إلى أنه يعتزم رفع دعوى على شرطة دبي للدفاع عن شرفه وسمعته.

ونفى ضاحي خلفان لـ'القدس العربي' اقوال عيسى يامادايف أخ سليم يامادايف، والتي جاء فيها أن سليم يامادايف حي وهو حاليا في حالة خطيرة بأحد المستشفيات الإماراتية، وقال 'انا مسؤول عما اقول والقنصل الروسي بدبي جاء الى مكتبي وابلغته بخبر اغتيال سليم يامادايف، وفي اليوم التالي جاء لمقابلة نائبي اللواء خميس مطر المزينة وابلغه بانه جاء بالامس لمقابلتي وان سليم اغتيل وتوفي وان عيسى اخيه استلم الجثة وقام بدفنه'.

وعند سؤاله لماذا يأتي القنصل الروسي مرتين الى مكتب الشرطة في يومين متتاليين بعد ابلاغه بخبر وفاة سليم؟ قال ضاحي خلفان 'هذا النوع من الناس معتاد على الكذب ولذلك يعتقدون ان جميع الناس تكذب مثلهم'.

وحول طلب الامارات تسليم المتهمين الذين قالت شرطة دبي انهم غادروا الى روسيا قال ضاحي خلفان لـ'القدس العربي'، 'طلبنا من روسيا رسميا تسليمنا المتهمين ونتوقع ان يقوموا بتسليمهم'.
واضاف 'روسيا بالفعل القت القبض على اثنين من المتهمين واعلنوا انهم متورطون في اغتيال سليم واغتيال اخيه ايضا في عام 2004 في موسكو امام السفارة البريطانية'.

وعند سؤاله عما اذا كان يتهم روسيا كدولة بتسهيل عملية الاغتيال قال ضاحي خلفان 'نحن نتهم الشيشان، ونلوم روسيا لان المتهمين يحملون جوازات سفر روسية والمفروض انهم مسؤولون عن رعاياهم'. واضاف 'اعمال كهذه اعملوها على اراضيكم'.

ودعا السلطات الروسية إلى أن 'تتخذ موقفا صارما حيال هذه التصفيات الشيشانية وتكبح جماح هؤلاء القتلة' مؤكدا 'أن روسيا قادرة على ذلك'، وأشار إلى 'أنهم في النهاية مواطنون روس وغادروا إلى روسيا بعد تنفيذ جريمتهم وأن كانوا شيشانيين فهذه أيضا مسؤولية روسيا'.

وأشار إلى ان ادم دليميخانوف 'استغل زيارته للإمارات وحسن ضيافته واستقباله وتمكن من إدخال السلاح الذي ارتكبت به الجريمة وهو مسدس روسي الصنع'، لافتا إلى أن المقبوض عليهما في دبي هما 'مخسود جان طاجيكستاني ومهدي لورنيا (إيراني)'.

ولفت قائد عام شرطة دبي إلى أن 'استخدام أراضي الغير ونقل صراعات العصابات المتحاربة في الشيشان إلينا أمر مرفوض وموقفنا الرسمي والأمني سيكون صارما وحازماً وسنضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه انتهاك أمن الإمارات'.

وحول المتهم الايراني في عملية الاغتيال والمقبوض عليه في دبي قال ضاحي خلفان 'ايران لا دخل لها على الاطلاق بالعملية وهذا تصرف شخصي، وحتى لا يصطاد احد في الماء العكر، اعلن ان ايران كدولة بريئة وليس لها ادنى مسؤولية'.

واضاف 'مع الاسف انه في البداية تم تسريب اخبار من قبل الروس ان المتورطين في عملية الاغتيال من المقاتلين العرب في الشيشان، وهذا عار عن الصحة تماما، وكيف يتورط شيعي ايراني مع المقاتلين السلفيين في الشيشان'.

وأعلن أندريه نيستيرينكو الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية الجمعة أن وزارته تنتظر المعطيات الرسمية من دبي حول مصير سليم يامادايف القائد العسكري الشيشاني السابق، مشيرا إلى أن السفارة الروسية لدى الإمارات العربية المتحدة تبذل حاليا جهودا ترمي إلى الحصول على الوثائق الرسمية الاماراتية بشأن قضية يامادايف.

وقال نيستيرينكو 'إننا ننتظر حتى الآن المعلومات الرسمية من دبي حول ما حدث فعلا مع سليم يامادايف هناك'، معربا عن أمله بأن لا ينعكس هذا الحادث سلبيا على العلاقات الثنائية بين روسيا الإتحادية ودولة الإمارات العربية المتحدة.

وبالرغم من ان الفريق ضاحي خلفان نفى ان تؤثر هذه الحادثة على العلاقات الروسية ـ الاماراتية، الا ان مراقبين يرون ان العلاقات ستتأثر كثيرا وربما سيتم ترحيل العديد من الروس من الامارة التي تعج بهم اضافة الى العديد من الجنسيات خاصة وان الوضع الاقتصادي آخذ في التدهور سواء عالميا او في الامارات حسبما يرى المراقبون.

ويرى اخرون ان الامور ربما تذهب ابعد من ذلك خاصة ان الامن هو من جلب الاستثمارات وان عمليات الاغتيال هذه ستجعل العديد من اصحاب رؤوس الاموال يغادرون دبي.

من جهته عزا الصحافي الروسي ماكسيم شيفتشينكو اغتيال سليم يامادايف إلى محاولات الأطراف المعادية لروسيا لحرمانها من الإستفادة من الاستثمارات الخليجية لديها.

وقال شيفتشينكو 'أنني متأكد (ويعتمد يقيني على التحليل والوقائع الكثيرة) أن هناك قوىً سياسية واقتصادية ذات نفوذ داخل روسيا وخارجها تحاول منع بناء شراكة اقتصادية وظهور تحالف اقتصادي بين العالم العربي وروسيا الاتحادية. ولا نزال نستجدي عند أبواب هؤلاء الذين يكسبون أموالهم من عمليات وهمية في بورصات لندن ونيويورك. أما شريكنا الطبيعي الذي يعتمد في كسب أمواله على النفط والغاز فيصعب علينا لأسباب ما بناء علاقات معه'.

يذكر أن القائد العسكري الشيشاني السابق سليم يامادايف البالغ من العمر 36 سنة قتل في 28 آذار (مارس) الماضي إثر تعرضه لهجوم بالرصاص في موقف السيارات الواقع بالقرب من منزله في دبي، وذلك حسب رواية الشرطة الإماراتية.