رمز الخبر: ۱۱۹۵۱
تأريخ النشر: 15:22 - 12 April 2009
عصرایران - أكد الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمينِ ، أن جميع اتفاقيات السلام التي أبرمت مع الجانب الإسرائيلي "لا طائل منها حتى الآن ؛ لأنها تؤجل قضية القدس ، و هو ما يجعل السلام مجرد سراب" مؤكدا أن "المقاومة واجب شرعي لاستعادة القدس" .
 
و افادت وكالة انباء فارس بأن القرضاوي اعلن ذلك خلال ندوة عقدها اتحاد الأطباء العرب حول القدس و مخاطر التهويد ،و قال : "عندما نقول القدس .. فإننا نعني فلسطين لأنها رأس القضية ، و لذلك فإن عمليات السلام حتى الآن بلا جدوى" .

و انتقد الشيخ القرضاوي في هذه الندوة التي اقيمت بالتعاون مع مؤسسة القدس الدولية - تعويل البعض على "اتفاقية أوسلو في حل القضية الفلسطينية" ، معللا ذلك بأن "الاتفاقية أجلت القضايا الأساسية (القدس، وعودة اللاجئين، والحدود) ، و هو ما يعنى فشل الاتفاقية" .

و في السياق ذاته ، رأى الشيخ القرضاوي أن معاهدة السلام بين مصر و إسرائيل أبعدت القاهرة عن القضية الفلسطينية و قال : "لقد كانت الاتفاقيات الفردية أخطر شيء على القضية الفلسطينية ، و خطورة معاهدة السلام أنها أخرجت مصر من كونها شريكا في مقاومة إسرائيل إلى دور الوسيط ، و لذلك فإن مصر الآن لا تستطيع أن تشارك في القضية الفلسطينية و تكتفي بعملية التوسط" .

و تتضمن المحاور الرئيسية لاتفاقية السلام بين مصر و إسرائيل التي أبرمت عام 1978 إنهاء حالة الحرب و إقامة علاقات ودية بين مصر و إسرائيل ، و انسحاب الاخيرة من سيناء التي احتلتها عام 1967 بعد حرب الأيام الستة ، و ضمان عبور السفن الإسرائيلية قناة السويس ، و اعتبار مضيق تيران و خليج العقبة ممرات مائية دولية .

و وضعت الاتفاقية شروطا على سيادة مصر على سيناء بعد عودتها إليها ، حيث وقع انور السادات على اتفاقية تضع شروطا قاسية على مدى تحرك الجيش المصري في سيناء ، فقصرت مثلا استخدام المطارات الجوية التي يخليها الإسرائيليون قرب العريش وشرم الشيخ على الأغراض المدنية فقط .

و طالب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ، العالمين العربي و الإسلامي بتثبيت المقدسيين في بيوتهم حتى لا تضيع القدس ،

و قال : "لابد أن يثبت المقدسيون في بيوتهم حتى لا تضيع القدس ، خاصة و أن القدس مهددة ، فالإسرائيليون يهددونها من الظاهر ببناء المستوطنات و من الباطن بالأنفاق" .

و أردف قائلا : "اليهود ماضون في خططهم و العرب في غفلة ساهون ولا يدرون ما يصنعون ، فما نحن عليه لا يسر أحدا .. نحن في غاية التشرذم، مع أن قضايا الجهاد لا يصلح فيها إلا اتحاد قوى الأمة".
على صعيد متصل ، شدد الشيخ القرضاوي على أن المقاومة واجبة شرعا لاستعادة القدس ، قائلا : "فقهاء الأمة أجمعوا على أنه إذا انتزع من الأمة أرض فعلى من فيها المقاومة ؛ فإن فشلوا وجب على من يليهم حتى يعم الجهاد الأمة كلها ، و فلسطين لا تستطيع مقاومة إسرائيل ومن ورائها أمريكا؛ فوجب على العرب خاصة المقاومة لاستعادة القدس" .

كما شدد على أن القدس و فلسطين هي "العالم الإسلامي والعرب مسلمين ومسيحيين" مؤكدا أن : "الذين يعيشون في دار الإسلام هم مسلمون بحكم الثقافة والحضارة يدافعون عن قضايا الأمة، فالمسيحيون مسلمون وطنا".

و حذر الشيخ القرضاوي من أن تصاب المقاومة باليأس قائلا : "حينما يدخل اليأس وروح الهزيمة من يتبنون النضال والكفاح تضيع القضية".

و عرض الشيخ القرضاوي التطور التاريخي للاحتلال الصهيوني لفلسطين ، و قال : "لم يسكن القدس يوما يهودي قبل احتلال فلسطين، لكن اليهود تسللوا إليها في عهد الدولة العثمانية حتى جاء التفكير في إقامة دولتهم في فلسطين لاستخدام المعالم الدينية هناك كي يجذبوا اليهود من جميع أنحاء العالم لأرض الميعاد" .

و أضاف القرضاوي أن "الأمة العربية كانت في غفلة عما يحدث في بداية قضية فلسطين عام 1936 و كان حسن البنا هو الرجل الوحيد الذي أدرك القضية و أخذ ينبّه إليها من خلال مجلة الإخوان المسلمين (النذير)" .

و في الوقت ذاته أكد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمينِ أنه "عند بداية القضية الفلسطينية كانت فلسفة العرب إزالة إسرائيل من الوجود لكن بعد هزيمة 1967 تغيرت وأصبحت إزالة آثار العدوان" ، مشيرا إلى أن "الدوافع الصليبية راسخة لدي الغرب منذ القدم حتى الآن وهى التي ساعدت على إقامة الكيان الإسرائيلي في فلسطين" .

و أضاف قائلا : "هناك دائما دوافع صليبية وراء المؤامرات التي تحاك ضد العالم الإسلامي و لقد عبر بوش عن الروح الصليبية الكامنة في الغرب ضد المسلمين عندما ذكر الحملة الصليبية في حربه المزعومة على الإرهاب" .

من جانبه ، أكد الدكتور حمدي السيد رئيس اتحاد الأطباء العرب الشرفي، ومقرر مكتب القاهرة لمؤسسة القدس الدولية، خلال كلمته بالندوة أن اختيار القدس هذا العام عاصمة للثقافة الإسلامية تعد "خطوة جريئة وضربة للمخطط الصهيوني الهادف لاعتبار القدس عاصمة أبدية لإسرائيل" .

كما ألقى المطران عطا الله حنا ، كلمة عبر الهاتف من القدس ، شكر فيها الشيخ القرضاوى على "جهوده لدعم قضية القدس"، وطالب بأن تكون "القدس عاصمة دائمة للثقافة العربية"، ومشددا في الوقت ذاته على "أهمية إنهاء فتح وحماس للخلافات فيما بينهم لمواجهة عمليات التهويد".