رمز الخبر: ۱۱۹۶۸
تأريخ النشر: 09:18 - 13 April 2009

عصرایران ـ أعلن علي صدر الدين البيانوني المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين في سورية الاحد أن الجماعة المعارضة المحظورة لا تنظر إلى الحوار مع نظام بلادها على أنه تهمة وفاوضته مرات عديدة، وتعتبر تجربتها مع جبهة الخلاص التي انسحبت منها قبل أيام إيجابية.

وقال البيانوني في مقابلة مع "يونايتد برس انترناشونال"، "نحن لا ننظر إلى الحوار مع النظام والمفاوضات معه على أنها تهمة ندفعها أو أمر معيب نخفيه، بل كنا نعلن دائماً أننا مستعدون لأي حوار وطني جاد يخرج البلاد من أزمتها وقد فاوضنا النظام مرات عديدة وأعلنا عن تلك المفاوضات في حينها، وكنا مشاركين في التحالف الوطني لتحرير سورية ولم يهتز ذلك التحالف، وكان شركاؤنا في التحالف سياسين مخضرمين يدركون أهمية الحركة السياسية ومقتضياتها، فلم يستنكر أحد علينا موقفنا أو يزعم أننا خرقنا ميثاق التحالف".

ونفى أن تكون أسباب الإنسحاب من الجبهة تعود إلى مفاوضات تجري حالياً بين الجماعة والنظام في سورية بعد المبادرة التي اطلقتها الجماعة باعلان تعليق أنشطتها المعارضة، وقال "ليس هناك حالياً أي مفاوضات.. لكننا في الوقت نفسه نعتبر الحوار الوطني الجاد بين النظام والقوى المعارضة مطلباً أساسياً لا يمكن أن نرفضه أو نتخلف عنه".

وأكد أن اخوان سورية لم يستبقوا اجتماعات الأمانة العامة والمجلس الوطني لجبهة الخلاص التي ساهم في تأسيسها مع نائب الرئيس السوري السابق المنشق عبد الحليم خدام وحركات وشخصيات سورية معارضة من مختلف التوجهات السياسية باعلان انسحابهم في الرابع من نيسان (ابريل) الجاري تحسباً من قيامها بتعليق عضويتهم.
وقال "نحن لم نفكر بهذه الطريقة، إنما رجعنا إلى مؤسساتنا المعنية باتخاذ مثل هذا القرار، فكان قرارها بأغلبية كبيرة بعد عملية شورية حقيقية بأن نستنفد الفرص قبل إعلان انسحابنا من الجبهة، وأردنا أن نعطي الآخرين فرصةً لمراجعة موقفهم وإعادة تقويمه في ضوء المستجدات المتتابعة، وعندما استنفدنا هذه الفرص، كان لا بد أن نبادر إلى إعلان موقفنا ولو في اللحظة الأخيرة ونعتقد أن انتظارنا للحظة الأخيرة بحد ذاته هو رسالة سياسية ذات دلالة بالغة".

واضاف البيانوني أن تجربة جماعته مع جبهة الخلاص "كانت ايجابية وإحدى تجارب العمل الوطني وتم من خلالها تثبيت بعض الحقائق الوطنية وفي مقدمتها أننا في جماعة الإخوان المسلمين ليس لنا مواقف شخصية ضد أحد لا على الصعيد العرقي ولا على الصعيد المذهبي ولا على المستوى الحزبي ولا على المستوى الشخصي.. وهذا بعض ما أردنا أن نقوله عبر التحالف مع السيد خدام (عبد الحليم) لأن الكثير كانوا يذكروننا بماضي الرجل وبدوره وعلاقاته مع النظام، لكننا كسياسيين نتعامل مع الواقع والحالة الراهنة".

ورأى أن جبهة الخلاص "حققت، رغم الظروف الصعبة والإمكانات المحدودة، من الإنجازات ما يجعلنا ننظر إليها بإيجابية، وأعتقد أنه كان بإمكانها أن تحقق أكثر، ولكن عندما شعرنا أن استمرارنا في الجبهة سينعكس سلباً على موقفنا الوطني انسحبنا منها".

وحول الخطوة المقبلة للجماعة وما إذا كانت ستسعى للدخول في تحالفات جديدة، قال البيانوني "لدينا مشروعنا وخطة عملنا وكوادرنا، ونحن ماضون في تنفيذها وسنواصل الدفاع عن حقوق أبناء شعبنا والعمل لبناء وطننا سورية دولة مدنية حديثةً لجميع أبنائها بالتنسيق والتعاون مع كل القوى الوطنية".

واضاف "أن التحالفات السياسية على الساحة الوطنية هي إحدى قواعد العمل السياسي لدينا، ونحن ما زلنا أعضاء مؤسسين في إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي، ونرحب بأي جهد يسعى إلى توسيع دائرة العمل الوطني المشترك في إطار التوافقية الوطنية العامة دون أن يكون ذلك على حساب خصوصيتنا ومبادئنا وثوابتنا".
واستبعد البيانوني احتمال أن تؤثر أجواء المصالحة بين سورية والسعودية ودول عربية أخرى على نشاطات الجماعة، وقال "نحن كفصيل وطني في سورية تبقى مواقفنا وقراراتنا محكومةً بالمعادلة الوطنية في أطرها العربية والإسلامية، ونقوّم إيجابياً جميع المصالحات العربية لأننا نراها مدخلاً ضرورياً إلى التضامن العربي، ووجودنا في الدول العربية الشقيقة إنما هو وجود ذو طابع إنساني محض، فنحن لا نباشر أي تحرك سياسي أو إعلامي من أي قطر عربي، لذلك لا نتوقع أن تؤثر المصالحات العربية على أنشطتنا وسياساتنا".

وحول اجتماع مجلس شورى الجماعة وما إذا كان سينتخب مراقباً عاماً جديداً للاخوان المسلمين في سورية، قال البيانوني "ليست هناك دعوة لعقد اجتماع لمجلس شورى الجماعة في الوقت الحاضر، وليس مطروحاً على جدول أعمال الدورة الاعتيادية المقبلة انتخاب مراقب عام جديد نظراً لعدم انتهاء مدة المراقب العام الحالي".

يشار إلى أن مجلس الشورى لجماعة الإخوان المسلمين في سورية أعاد انتخاب البيانوني مراقباً عاماً لدورة ثالثة مدتها أربعة أعوام في آب (أغسطس) 2006.