رمز الخبر: ۱۲۰۰۲
تأريخ النشر: 13:51 - 13 April 2009
محمد صادق الحسيني

ما هي قصة الموالين لحزب الله في مصر؟
 
عصرایران - القدس العربی -لا ادري من كان صاحب 'النصيحة' البلهاء الذي ورط بسببها النظام المصري بتفجير فضيحة الفبركة غير الموفقة لقصة الجماعة الموالية لحزب الله المؤتمرة بامر السيد حسن نصر الله والتي قيل انها متعددة الجنسيات العربية وان من بين الاتهامات الموجهة لها انها كانت تمرر المال والعتاد والسلاح للمقاومة الفلسطينية في غزة ... واعتبار ذلك خطرا على الامن القومي المصري!

اقول هذا ابتداء وانا اعرف انها ليست جزءا من بين التلفيقات الواردة بصراحة في بيان النائب العام المصري، لكن هذا هو ما سيبقى عالقا في اذهان المصريين والعرب واللبنانيين من دون غيره، وهم الذين يعرفون سيرة هذا الحزب العظيم النظيفة وغير الملوثة بما تلوثت به جماعات الارهاب المنظم، تماما كما يعرفون ذلك الزعيم العربي الكبير الذي بز بشجاعته وشهامته وصدقه في الدفاع عن قضايا امته كل القيادات المزيفة خاصة بعد رده الصريح والشفاف على هذه التخرصات!
اذ ان من تداعيات ما ورد في ثنايا اتهامات النيابة المصرية العامة مما ذكر اعلاه ضد ما يسمى بخلية حزب الله انما يعتبر بحد ذاته شهادة خطيرة على ما يلي :

اولا: ان حسن نصرالله لم يعد بطلا لبنانيا فحسب انجز انتصاري ايار (مايو) وتموز (يوليو) في الاعوام 2000 و2006 الشهيرين، بل انه مساهم اساسي في انتصار وصمود غزة الاسطوري في كانون العام 2009!

ثانيا: ان حسن نصر الله لم يعد زعيما لبنانيا محليا فحسب، بل بات زعيما عربيا بامتياز يستطيع اي عضو فيه اومناصر له في اي بلد عربي ان يجمع بالوكالة من حوله ثلة من الانصار من جنسيات عربية مختلفة مستعدين للتضحية من اجل قضية الامة المركزية اي فلسطين!
ثالثا: ان حزب الله اللبناني بات خيارا للمقاومة يمكن لاي مجموعة من العرب لاي قطر عربي انتموا ان يتنادوا للقيام بمهام نضالية دفاعا عن قضية العرب الاولى دون الحاجة لاي تنظيم حزبي محلي من النخب التقليدية الحاكمة او المعارضة!

رابعا: ان مثل هذا الخيار بات يمثل خطرا داهما على 'الامن القومي' للسلطات المصرية الحاكمة لاسيما تلك التي يضج بها شعبها واهلوها والذين هم من خيار الامة اي اهل مصر الكنانة، مصرسعد زغلول وحسن البنا وعبد الناصر والازهر الشريف وصلاح الدين وعبد الوهاب المسيري و... بعد ان بات البون شاسعا والهوة غير قابلة للردم بين هذا الشعب الابي والعريق في التزامه بقضية الامة المركزية وبين هذه السلطات المتقوقعة تحت خيمة الانعزالية والتبعية والانقياد لشهوة الانا السطوية والتي لم يبق لديها ما تتقرب به الى الاسرائيليين زلفى سوى محاولة تشويه المقاومة ومنع كل مناصر لها، وهي بهذا تدين نفسها بنفسها، وبالتالي فانها هي التي ينبغي ان يوجه لها الاتهام وليس حزب الله وامينه العام!

ومن هنا يكون من اشار على الحاكم بهذه الفبركة التي لن يصدقها اي عاقل مصري او عربي قد وقع في الحفرة التي اراد ان يحفرها للسيد حسن نصر الله او المقاومتين اللبنانية والفلسطينية، عندما وقع من حيث لا يشعر للزعيم اللبناني القومي والاسلامي المناضل حسن نصر الله شهادات حسن سلوك في كل الملفات التي اراد الاساءة له من خلالها، وان كان من مثله ليس بحاجة الى شهادة من مثلهم!

لكن هذه الواقعة تذكرنا في الحقيقة وهو الاهم برأيي بالايام الاخيرة لحكومة نظام الشاه الايراني البائد، حيث يعلم المتابعون لهذا الملف كيف ان ذلك الامبراطور وسلطاته الامنية كانت تعزو كل ما كان يجري ضدها من احتجاجات ورفض لسياساتها على انه مخطط خارجي او ممول من الخارج، ولم تصدق او تذعن لارادة شعبها الا عندما وصلت اصوات المتظاهرين والرافضين والمحتجين اروقة القصر الامبراطوري والتحق بالناس من التحق ... الى آخر القصة المعروفة والتي اضطر فيها الامبراطور ان يغادر البلاد بعينين دامعتين حيث لم يصحبه في تلك الرحلة حتى اقرب المقربين له، بالاضافة الى امتناع اقرب الحلفاء له عن منحه اللجوء السياسي!

ليس المقصود هنا اجراء اي مقارنة بالوضع العام بين النظامين ناهيك عن الزعم بمعرفة احوال مصر مع الاعتقاد الجازم لدينا بان اهل مصر ادرى بحالها من اي مدع، لكن ما قصدناه وهو الذي بات معروفا للملأ، بان مصر الناس التي لك مشكلة معها واية مشكلة ايها الحاكم المعظم، ليست بحاجة الى من يحرضها عليك من الخارج ايا كان هذا المحرض، والمصريون يعرفون ذلك تماما وانت تعرف ايضا وان كنت تريد هنا حرف الانظار عن الكارثة والمأساة المصرية الواقعية التي انت بطلها ولا حاجة لا لحسن نصر الله ولا لغيره حتى تريد من خلال هذا الملف المفبرك الهروب منها الى الامام!
واما اذا كنت تعتقد جازما بان ثلة من العرب بينهم مواطنون مصريون شرفاء فقط هم من بات ولاؤهم الى حسن نصر الله اكثر من ولائهم لك، فانت هنا مخطئ ايضا فالولاء لنصر الله ولاسماعيل هنية ولخيار المقاومة بات يعم الشعب المصري كله بمسلميه ومسيحييه وكذلك عموم العرب والمسلمين، وليس من قبل هذه الثلة المستضعفة التي قبضت عليها تحت جنح الظلام، وان السبب فيما يحدث هو عشق هذه الجماهير العريضة لاوطانها ومبادئها وثوابت امتها وفي مقدمتهم شعب مصر العظيم الذي بات يعلن صراحة بانك انت من يخونه ويقلل من قدره وموقع وطنه ودور مصر العظيم بين الامم ويهدد امنه القومي وليس حسن نصر الله!

واخيرا وليس آخرا نقول لك ايها الحاكم المصري والعربي المعظم كلاما مجازيا بالسياسة والفلسفة والادب وليس بالدين، وهو كلام ليس من باب التحريض ضدك ولا ضد غيرك فنحن المواطنين العرب من مسلمين ومسيحيين على امتداد هذه الامة قد نكون اضعف خلق الله على هذه الارض، ونعرف ان ليس من حقنا التدخل بالشأن المصري الداخلي، ولا هو كلام من باب التقديس لرجل هو من جنس الناس، لكن شفافية الصورة وضرورات المرحلة وظروفها تتطلب منا ان نقول لك مثل هذا القول، بان: اخلع نعليك وانت تحاول الدخول في حضرة افئدة البعض من اخواننا المصريين والعرب لتحاكمهم في اطار تمثيلية باتت مكشوفة تشبه تماما تمثيليات الامبراطور الايراني البائد، لان قلوبهم كما هي قلوب كل العرب مسكونة اليوم اكثر من اي وقت مضى بحب نصر الله وحب المجاهد الكبير اسماعيل هنية وسائر المجاهدين الكبار من اهل المقاومة وانصار الله ولا داعي لتعذيب اناس ابرياء من التهم التي وجهتها لهم من اجل انتزاع مثل تلك الاعترافات التي تريدها.
 
محمد صادق الحسيني