رمز الخبر: ۱۲۰۰۳
تأريخ النشر: 13:37 - 13 April 2009
ويتحدثون عن التنازلات!

عصرایران -لا يمكن قراءة التهديدات الإسرائيلية المستمرة بشن عدوان جديد على قطاع غزة، إلا في سياق محاولات إسرائيل المحمومة، تضليل الإدارة الأميركية، وحرف انتباهها عن محاولات الانخراط بقضايا المنطقة، ومن ثم إفهام هذه الإدارة أن مصالحها في هذه المنطقة تمر عبر إسرائيل أولاً، وعبر متطلبات إسرائيل ثانياً، وأن هذا ما درجت عليه كل الإدارات الأميركية السابقة.

فالعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني بأشكاله المختلفة لم يتوقف يوماً، ولا جديد في تهديدات أشكينازي وغيره من قادة التطرف الصهاينة، والوقائع على الأرض حافلة كل يوم بمزيد من الاعتداءات وهدم البيوت ومصادرة الأراضي والاعتقالات والاقتحامات وما ينتج عنها من شهداء وجرحى بينهم أطفال ونساء، والفلسطيني أي فلسطيني سواء في الضفة الغربية أو في غزة، أو في فلسطين ،۴۸ هو ارهابي بالنسبة لإسرائيل، ولا يحق له الاعتراض على كل ما تمارسه إسرائيل من مصادرات لممتلكاته وقتل لأقرانه أو اعتقالهم، أو تهويد القدس.. الخ.

لأنه وفق المفهوم العنصري الصهيوني، يحق لإسرائيل أن تفعل ما تشاء حتى لو كان تدنيساً للمقدسات الاسلامية والمسيحية، وأنه لا يمكن الاعتراض على ممارساتها مهما بلغت من القسوة والعنجهية واحتقار أبسط قوانين حقوق الإنسان.. أي إن إسرائيل تعتبر الشعب الفلسطيني كله عوائق بشرية أمام مخططاتها التوسعية الاستعمارية ليس في فلسطين فحسب، بل فلسطينيو الشتات أيضاً.
وما صدر عن الإدارة الأميركية الحالية، لا يعدو كونه مؤشرات طمأنة، وكلاما في العموميات حول طبيعة تحركها تجاه مختلف قضايا المنطقة والسلام، وحل الدولتين وما إلى ذلك من عبارات أطلقها مختلف المسؤولين الأميركيين.. وعلى سبيل المثال لا الحصر قال الرئيس أوباما في جولته الأخيرة التي اختتمها في تركيا ثم العراق: (السلام ممكن إذا قدمت أطرافه تنازلات)!، ويبقى الكلام مبهماً، إذ، ما المقصود بالتنازلات ومن المطلوب منه تقديمها؟..

السؤال موجه إلى الإدارة الأميركية لتحدد جوابه، كي لا يُفهم من كلام أوباما، أن الفلسطينيين هم المعنيون، وأن إسرائيل لن تسأل عمّا قامت وتقوم به من عدوان موصوف وتحد لقرارات الأمم المتحدة وقوانين حقوق الانسان، ولكي لا يُفهم من التصريحات الأميركية أن الأوضاع في المنطقة ستبقى على حالها خلال السنوات المقبلة.
 
تشرين - سوريا