رمز الخبر: ۱۲۰۴۵
تأريخ النشر: 08:19 - 15 April 2009
ان المفاوضات مع ايران يجب ان تجري بصبر وتان وبالتلازم مع اعتماد اللياقة. يجب الانتباه الى انه خلال عملية دبلوماسية مطولة عندما تواجهون قضايا سياسية من جهة وتريدون التقيد بهذه القضايا طوال المفاوضات ، فانكم ستواجهون ظروفا صعبا للغاية.
عصر ايران – تطرقت شهرية "فورن بوليسي" الامريكية في تحليل بعنوان "كيف نتفاوض مع ايران؟" بقلم بيتر جونز الى العلاقات بين طهران وواشنطن بعد مضي 30 عاما من انتصار الثورة الاسلامية في ايران.

وبيتر جونز هو بروفيسور العلاقات الدولية بجامعة اوتاوا الكندية وكان شغل لسبع سنوات حتى عام 2005 منصب
مستشار الامن القومي لرئيس الوزراء الكندي في شؤون العلاقات الدولية والسياسة الخارجية.

وجاء في المقال : انه منذ تسلم باراك اوباما مقاليد السلطة في اميركا تبودلت رسائل مختلفة بين ايران واميركا وهي مؤشر على تحسن العلاقات بعد 30 عاما. لكن من غير الواضح لحد الان ما اذا كانت ايران واميركا ستجلسان وجها لوجه وتعقدان مفاوضات وليس واضحا لحد الان ما اذا كان اوباما سيلتقي احمدي نجاد وجها لوجه ام لا؟.

ويقول بيتر جونز انه سافر عدة مرات الى ايران خلال الاعوام ال14 الماضية وينوي وضع خبراته في هذا الخصوص بتصرف القادة الغربيين فيما يخص اجراء محادثات مع ايران.

1- مع من نتحدث؟

ان الساحة السياسية في ايران معقدة للغاية. فهناك العديد من مراكز السلطة تتابع كلها اهدافها الخاصة.

فالمحللون الغربيون يطلقون عليها عادة اسم "الاصلاحيون" و "المحافظون التقليديون" و "التكنوقراط التقليديون" و "المتطرفون" ، لكني وطوال زياراتي الى ايران لم اشاهد ابدا بان الايرانيين يتحدثون عن هذه المجموعات.

ان فهم الايرانيين عن ظروف الساحة السياسية لديهم يختلف عن فهم الغربيين لهذه الظروف.
فاذا لم تكن الدول الغربية تملك خبرة صحيحة عن الظروف والاوضاع الداخلية في ايران فان التقرب من هذا البلد سيكون عملا صعبا للغاية. وبعد 30 عاما من المحاولات لعزل ايران ، فان الدول الغربية تامل الان بان تتمكن من اقامة علاقات متينة مع هذا البلد.

2- كيف نتفاوض؟

ووفقا لخبرتي الشخصية فان الايرانيين وفي مستهل اي محادثات يؤكدون بصورة تقليدية بان تعامل الدول الغربية معهم افتقد الى "العدالة" و "الاحترام".

ان المفاوضات مع ايران يجب ان تجري بصبر وتان وبالتلازم مع اعتماد اللياقة. يجب الانتباه الى انه خلال عملية دبلوماسية مطولة عندما تواجهون قضايا سياسية من جهة وتريدون التقيد بهذه القضايا طوال المفاوضات ، فانكم ستواجهون ظروفا صعبا للغاية.

ويجب على المفاوضين الغربيين ان يعلموا بان اسلوب الامريكيين – الصراحة – سيؤدي الى غضب وانزعاج الايرانيين. ان الايرانيين يشعرون بانهم في حال اجراء المحادثات بصورة سريعة لا يستطيعون التفاوض حول تبديد جميع مخاوفهم وهم يحتاجون بالتالي الى مزيد من الوقت للحديث عن جميع هذه القضايا.

ان الايرانيين يولون اهمية بالغة لتاريخهم وثقافتهم. ان نظرتهم العالمية تتمثل في الانطباع الذي يقول انهم يجب ان يكونوا في مركز جميع الاشياء وهذا الانطباع موجود لدى العديد من الامريكيين.

ان تاريخ ايران يظهر لنا بان العالم الخارجي يمكن ان يحمل اخطارا عديدة لهم. لذلك فان الدبلوماسيين الايرانيين
ومن ناحية السياسة الداخلية يعتبرون ان عدم ابرام صفقة قد تنطوي على ضرر لهم هو افضل من ابرامها.
3- حول اي شئ نتفاوض؟

على الغربيين ان يعلموا بانهم يجب ان يدعموا امتلاك الايرانيين حق التخصيب ودورة الوقود النووي. لكن ثمة اراء مختلفة بهذا الخصوص بما فيها تحجيم برامج التخصيب في ايران.

ويجب على المفاوضين الامريكيين ان ياخذاوا بنظر الاعتبار بانه في النظام السياسي الحالي في ايران فان امتلاك دورة الوقود النووي يعد الزاما. ومن اجل تفهم هذه القضية يجب الانتباه الى ان لديهم قلق وهواجس حول امنهم الايديولوجي.

ان العراق وافغانستان وتهريب المخدرات تعد قضايا يمكن ان تشكل ارضية مشتركة للحوار. كما ان ثمة خلافات سياسيه بشان دعم ايران لحماس وحزب الله. ان جميع هذه القضايا يجب ان تطرح على طاولة المفاوضات. ان هذه العملية يمكن ان تستغرق وقتا طويلا جدا.

والقضية الملفتة الاخرى هي الانتخابات الرئاسية الايرانية المقبلة المقررة في حزيران/يونيو المقبل وعلى الغرب ان يعلم بان اي تطور كبير لن يطرأ قبل اجراء هذه الانتخابات كما عليه الامتناع عن اي تدخل في هذه الانتخابات.

والقضية الاخرى هي ان اقامة العلاقات وتحسينها محط اهتمام النخبة في ايران. لكن ثمة رؤية في ايران ترى انه من اجل حماية قيم الثورة فانه يجب معارضة الاجراءت الغربية لاسيما الامريكية منها.