رمز الخبر: ۱۲۰۶۵
تأريخ النشر: 09:01 - 15 April 2009

عصرایران -  علمت "القدس العربي" أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة سيحلف اليمين الدستورية الاثنين القادم، بعد فوزه الكاسح بولاية ثالثة في الانتخابات الرئاسية التي جرت الخميس الماضي.

وذكرت المصادر ذاتها أن الرئيس سيحلف اليمين الدستورية في قصر الأمم بنادي الصنوبر بالعاصمة، بحضور كبار المسؤولين في الدولة، وشخصيات سياسية وحزبية، إضافة إلى شخصيات تاريخية من المحسوبين على الرئيس بوتفليقة، ومن الذين جاهروا بدعمهم له.

من جهة أخرى أعلن المجلس الدستوري الاثنين النتائج النهائية والرسمية الخاصة بالانتخابات الرئاسية، والتي لم تحمل مفاجئات كثيرة، عدا بعض التغييرات في نسبة المشاركة وكذا في عدد الأصوات التي حصل عليها بوتفليقة ومنافسوه في تلك الانتخاب، كما أن المجلس رفض الـ 57 طعنا التي رفعها إليه المرشحون.

وحسب المجلس الدستوري فإن نسبة المشاركة ارتفعت من 74.54 بالمائة إلى 74.56، وأن عدد الأصوات التي حصل عليها بوتفليقة ارتفع من 12.9 مليون صوت إلى 13.1 مليون صوت، كما ارتفع عدد الأصوات التي حصلت عليها لويزة حنون التي جاءت في المركز الثاني من 604 ألف صوت إلى 649 ألف صوت، وارتفعت أيضا أصوات محمد جهيد يونسي من 196 ألف صوت إلى 204 ألف صوت.

وكذلك الأمر بالنسبة للمرشح محند أوسعيد بلعيد، فقد ارتفعت الأصوات التي حصل عليها من 132 ألف صوت إلى 133 ألف صوت، بينما انخفضت أصوات المرشح موسى تواتي من 330 ألف صوت إلى 294 ألف صوت، وكذلك الأمر بالنسبة للمرشح علي فوزي رباعين الذي انخفضت أصواته من 133 ألف إلى 124 ألف صوت، ليجد نفسه يتقهقر إلى المركز الأخير، بعد أن كان في المرتبة ما قبل الأخيرة.

على جانب آخر عادة موجة الاحتجاجات لتعصف بعدة ولايات بعد 4 أيام فقط من إسدال الستار عن الانتخابات الرئاسية، التي أظهرت نتائجها الرسمية التفافا شعبيا حول الرئيس بوتفليقة، واقتناعا بالانجازات التي يقول بأنه حققها، إلا أن عودة أعمال الشغب والاحتجاجات تثير أكثر من تساؤل.

وشهدت منطقة "تلاغ" بولاية سيدي بلعباس (440 كيلومتر غرب العاصمة) الاثنين أعمال شغب واحتجاجات قام بها شباب احتجاجا على عدم تقاضيهم رواتبهم بعد أن عملوا في مشاريع حصلت عليها البلدية في إطار برنامج "الجزائر البيضاء"، وأقدم الشباب الغاضب على غلق الطريق، ثم طوقوا مقر الدائرة وحاولوا حرقها، لولا تدخل قوات الأمن التي قامت باعتقال 5 شباب.

كما اندلعت أعمال شغب وتخريب قام بها مئات الشباب البطال ببلدية "العلمة" بولاية عنابة (590 كيلومتر شرق العاصمة) مع العلم أن هذه البلدية عرفت نسبة مشاركة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة بلغت 95.61 بالمائة، وقد أقدم المتظاهرون الاحد على محاصرة مقر البلدية وغلق مداخلها منذ الساعات الأولى للصباح.

وأعرب المتظاهرون عن غضبهم ورفضهم لسياسات التشغيل التي تعتمدها البلدية، ونددوا بتفاقم البطالة والعوز، ورغم أن رئيس البلدية حاول إقناعهم بإفساح الطريق، إلا أن الشباب الغاضب أصر على وضع حاجز لغلق الطريق، بعد إضرام النار في عجلات سيارات، وطالب المتظاهرون بحضور الوالي ليستمع إلى مشاكلهم.
ويرى أستاذ علم الاجتماع والمحلل السياسي ناصر جابي أن الاضطرابات والاحتجاجات الاجتماعية ليست جديدة، وأن الإضرابات كانت موجودة حتى خلال الحملة الانتخابية الأخيرة.

وأضاف في تصريح لـ "القدس العربي" أن الشارع الجزائري لم يتوقف عن المطالبة بحقوقه الاجتماعية منذ سنوات، ووصلنا إلى حد القطيعة بين الواقع الاجتماعي والاقتصادي وبين الحياة السياسية، مشيرا إلى أن النخبة السياسية تعيس في عالم آخر مختلف تماما عن الواقع الحقيقي.

واعتبر جابي أن وقوع مثل هذه الاحتجاجات بعد 4 أيام فقط من إجراء انتخابات رئاسية أمر عادي، ولا يمكن أن ننتظر شيئا غير الاحتجاجات من انتخابات مثل التي عشناها، ومن خطاب سياسي كالذي نسمعه، ومن نخبة سياسية كتلك التي تعرفها الجزائر.

وأوضح أن الاحتجاجات التي تعرفها بعض الولايات بين فترة وأخرى عفوية وتفتقر إلى التأطير، لذلك فإن أثرها قد يكون منعدما، لأنه لا وجود لنخبة سياسية وتنظيمات نقابية وجمعيات قادرة على التحكم في هذه الحركات والوصول بها إلى شاطئ التغيير المطلوب، مشددا على أن شارعا متيقظا ويعرف هذا الحراك لا يستحق نخبة سياسية مثل تلك الموجودة في الجزائر.

واعترف ناصر جابي أن تواصل الحركات الاحتجاجية بهذه الطريقة العفوية وغير المتحكم فيها، سيؤدي إلى ابتذال العنف، ويصبح الأمر عاديا، مشيرا إلى أن هذا الأمر لا يخدم أي طرف من الأطراف.