رمز الخبر: ۱۲۰۷۴
تأريخ النشر: 09:38 - 15 April 2009
إيميلي لانجير

الأسلحة والسفن الكبيرة لا يمكن أن تحل مشكلة القرصنة

عصرایران - بعد أن حاول القراصنة الصوماليون السيطرة على سفينة - حاوية تشغلها الولايات المتحدة الأميركية في المحيط الهندي في الأسبوع الماضي وإلقاء القبض على ربانها الأميركي، أرسلت الولايات المتحدة مدمرة تابعة للبحرية الأميركية إلى مسرح الأحداث، بادئةً مواجهة بين سفينة حربية هائلة وقارب نجاة صغير كان القراصنة يحتجزون رهينتهم فيه.


والمدمرة التابعة للبحرية الأميركية هي واحدة من بين كثير من الحاويات الأجنبية العملاقة التي تطفو في المياه قبالة السواحل الصومالية، حيث تشيع القرصنة بمستوياتٍ لم تُر منذ عاث القراصنة البربريون فسادا في شمال أفريقيا. ولكن عندما يتعلق الأمر باستراتيجية طويلة المدى لمحاربة القراصنة، يصبح السؤال هو هل السفن الكبيرة تكون حقيقةً هي الحل؟ ليس كذلك إذا سألتم رجلا متخصصا مثل قائد البحرية الأميركية جيمس كراسكا، وهو رجل يفضل الحاويات الأصغر والأخف حركة في محاربة القرصنة.

ففي مقالة حديثة نُشرت في دورية السياسة العالمية (ورلد بوليسي جورنال) دعا كراسكا وكابتن البحرية الأميركية بريان ويلسون إلى وجود (شبكة من الدول المستخدمة للسفن في البحار، والشركاء الإقليميين، والقوى البحرية الكبرى التي يمكن أن تتعاون في كيفية الاستجابة والرد على هجمات القرصنة). إن دولا مثل الولايات المتحدة الأميركية وكوريا واليابان والصين تنشر سفنا كبيرة للاستجابة للطوارئ أو لإظهار واستعراض قوتها العسكرية - كما قال كراسكا في مقابلة صحفية معه - ولكن كما أوضحت أحداث الأسبوع الماضي، فإن القراصنة لا يؤثر فيهم الاستعراض الضخم للقوة. إن اتجاها أكثر ذكاء - كما قال - سيكون حشد الموارد، وإمداد الدول الأفريقية بقواربٍ أصغر وأرشق وأخف حركة، وتدريب الناس هناك على القيام بحراسة سواحلهم والقيام بأعمال الدورية بفعالية.

إن أعالي البحار ليست مثل الغابة، كما يقول كراسكا، والأشخاص المحليون لا يعرفون دائما كيفية الإبحار في مياههم بشكل أفضل مما يعرف ضباط البحرية الأجانب. ولكنهم يعرفون بالتأكيد قراصنتهم. وفي الأسبوع الماضي، وصفت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، وصفت المارقين الخارجين على القانون بأنهم (لا يعدوا أن يكونوا أكثر من مجرمين). ولكن على العكس من العصابات العادية الخارجة على القانون، تنمو وتخرج هذه الجماعات من بين العشائر والقبائل والعوائل، وهذا وفقا لكراسكا. إن الأشخاص المحليين الذين يفهمون تلك العلاقات يكونون أفضل استعدادا لضرب القراصنة وهزيمتهم.

وجلب الدول الشريكة إلى القتال سيخفف العبء المُلقى على عاتق القوى العسكرية الكبرى، بما فيها الولايات المتحدة الأميركية. ليس من السهل الإبقاء على وجود سفينة حربية كبرى قائمة بصفة دائمة في البحار، وخصوصا في مياه الدول المعادية. وتساءل كراسكا قائلا: (أين تحصل على الغاز؟ وأين تشتري فاكهة طازجة؟ يمكنك فقط أن تحافظ على وجود سفينة واحدة في البحر لوقت طويل جدا).

الوطن- عمان