رمز الخبر: ۱۲۱۳۲
تأريخ النشر: 10:19 - 19 April 2009

عصرایران -  (رويترز) - حظي الرئيس الامريكي باراك اوباما باشادة لعرضه صداقة اوثق على زعماء دول أمريكا اللاتينية والكاريبي خلال قمة اقليمية يوم السبت لكنهم طالبوه بانهاء الحظر الامريكي القائم منذ فترة طويلة على كوبا.

ووعد اوباما خلال اول حضور له لقمة للامريكتين بعهد من التعاون الافضل مع دول المنطقة وعرض بداية جديدة للعلاقات مع كوبا التي يحكمها الشيوعيون.

ونال اوباما استحسانا في وقت سابق خلال مقابلة حارة مع الرئيس الفنزويلي اليساري هوجو تشافيز وهو دائما منتقد شرس للولايات المتحدة وسياساتها.

وانضمت البرازيل الى فنزويلا ودول الكاريبي في الاشادة باوباما لكن الاجواء الدافئة هذه خفف منها نداءات متكررة لواشنطن بان تفعل المزيد لانهاء صراعها الايديولوجي مع كوبا الذي شاب نصف الكرة الارضية منذ نصف قرن.

وقال الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا في اجتماع القمة في بورت اوف سبين "العلاقات مع كوبا ستكون دلالة مهمة على عزم الولايات المتحدة على التواصل مع المنطقة".

واضاف لولا "لا يوجد مكان في قارتنا لسياسات العزلة" مشيرا الى الحظر التجاري الامريكي القائم منذ 47 عاما على كوبا.

واقترح الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز ان تستضيف كوبا وهي الدولة الوحيدة التي استبعدت من القمة الاقليمية القمة المقبلة.

وأبلغ اوباما 33 زعيما اخر من كل انحاء الامريكتين يوم الجمعة بانه يريد بداية جديدة مع كوبا وانه على استعداد لمناقشة هافانا في قضايا تتراوح بين حقوق الانسان والاقتصاد.

لكنه يريد من هافانا في المقابل ان تجري اصلاحات سياسية وهو شرط عرقل اي تقارب في الماضي.

وخلال اجتماع مغلق مع زعماء أمريكا الجنوبية حث اوباما دول المنطقة على التركيز على الديمقراطية في كوبا.

وقال مسؤول أمريكي كبير للصحفيين "رد الرئيس بأنه يدرك أهمية كوبا لامريكا اللاتينية."

"قال ان كل شيء نفعله فيما يتعلق بكوبا نابع من قلق حقيقي من اجل الديمقراطية."

وتبحث قمة الامريكتين وهي الاولى التي تعقد في دولة تتحدث الانجليزية في الكاريبي عن سبل لمواجهة الازمة الاقتصادية العالمية وتنمية موارد الطاقة ومعالجة مخاطر تغير المناخ وتهريب الاسلحة والمخدرات.

وركزت المناقشات على اثار الازمة العالمية التي اوقفت النمو وهددت باعادة ملايين الناس الى حالة الفقر في الدول المتخلفة في المنطقة.

وأعلن اوباما عن انشاء صندوق تنمية للتمويلات الصغيرة بقيمة 100 مليون دولار لمساعدة المقرضين الصغار في نصف الكرة الارضية الغربي على الاستمرار في تقديم القروض رغم الركود العالمي.

لكن الاجتماع هيمن عليه مناقشات حول العلاقات الامريكية الكوبية بعدما أشار كل من اوباما والرئيس الكوبي راؤول كاسترو الى استعدادهما للدخول في محادثات لمحاولة انهاء العداء المستمر منذ فترة طويلة بين بلديهما.

وقال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت جيبز ان الحكومة الامريكية تقيم تصريحات راؤول كاسترو هذا الاسبوع.

وقال جيبز "نعتقد ان هناك تغيرا في لغتهم لم نشهدها في وقت ما تماما وهو تغير يستحق بالتأكيد بحثا أكبر".

وخفف اوباما في وقت سابق من هذا الاسبوع أجزاء من الحظر الامريكي على كوبا لكن الكثير من زعماء امريكا اللاتينية والكاريبي الذين اجتمعوا هنا يرغبون في الغائها تماما.

ورحب الرئيس البرازيلي لولا بخطوات اوباما لتخفيف العقوبات لكنه وصفها بأنها "غير كافية". وقال "من المهم زيادتها لكن دون شروط".

ويختلف الاستقبال الحار الذي حظي به اوباما عن اخر قمة للامريكتين والتي عقدت قبل اربعة اعوام في الارجنتين حيث هاجم يساريون مثل تشافيز السياسات "الامبريالية" للرئيس الامريكي السابق جورج دبليو بوش.

وقال اوباما للصحفيين "اعتقد اننا نحرز تقدما في القمة."

واثناء التقاط صورة رسمية للزعماء المشاركين شوهد اوباما وهو يتحدث ويبتسم الى تشافيز ورئيس الاكوادور رافائيل كوريا وهو يساري اخر ندد بسياسات السوق الحرة التي تدعمها الولايات المتحدة.

وصافح تشافيز الذي يتزعم المشاعر المناهضة للولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية اوباما في وقت متأخر من يوم الجمعة في دلالة على تحسن العلاقات بين فنزويلا العضو بمنظمة البلدان المصدرة للبترول (اوبك) والولايات المتحدة اكبر مستورد للنفط من فنزويلا.

وطرد تشافيز السفير الامريكي لدى كراكاس العام الماضي في اطار نزاع يتعلق ببوليفيا الحليف لفنزويلا لكنه قال انه "لا يشك" في ان العلاقات مع واشنطن ستتحسن مع وجود اوباما في البيت الابيض.

وقال لاوباما مباشرة خلال الجلسة الموسعة وباللغة الانجليزية "اريد ان اكون صديقك". ولاقت هذه التحية ثناء من الزعماء الاخرين.

وفي وقت سابق أهدى تشافيز الرئيس الامريكي كتابا بعنوان "شرايين أمريكا اللاتينية المفتوحة" للمؤلف اليساري ادواردو جالينو من اوروجواي. وقبل أوباما الهدية مبتسما.

وقال الرئيس الامريكي مازحا في وقت لاحق "ظننت انه أحد كتب تشافيز.. كنت سأعطيه واحدا من كتبي."