رمز الخبر: ۱۲۱۶۸
تأريخ النشر: 09:40 - 20 April 2009

عصرایران - (رويترز) - بدأ الاطباء العراقيون الذين كانوا يوما هدفا للمسلحين يعودون من الخارج بعد انحسار العنف لكن الظروف ما زالت صعبة.

ويسعى العراق جاهدا الى استعادة الاطباء وغيرهم من المهنيين الذين فروا من البلاد في موجات متتالية تحت وطأة استهداف المسلحين الذين كانوا يحاولون تقويض الديموقراطية الناشئة في العراق.

وفي العام الماضي رخصت الحكومة للاطباء بحمل مسدس بغرض الدفاع عن أنفسهم وهو خيار غير متاح لغيرهم من المدنيين.

وقال أخصائي الاعصاب علي مرزوق الذي لم يمض على توليه وظيفته الجديدة في مستشفى ببغداد بعد عودته من سوريا سوى أسبوعين "أنا لست خائفا... لم يعد هناك استهداف للافراد... العراق أفضل كثيرا مما تركته عليه."

وكان مرزوق غادر العراق عام 2006 عندما أدى تفجير مزار شيعي الى زيادة حادة في أعمال العنف الطائفي.

وما زالت الهجمات من الامور المألوفة فقد هزت عدة انفجارات بغداد في الاسابيع الاخيرة الا ان حوادث الاغتيال التي كانت تستهدف المهنيين كالاطباء والمحامين وأساتذة الجامعات تراجعت وعاد الى العراق زهاء 600 طبيب منذ يونيو حزيران.

وقال نجم الدين محمد رئيس لجنة شكلت في يونيو حزيران لتشجيع الاطباء على العودة "بالطبع الاحوال امنة بدرجة كافية والا فلماذا يعودون.. انهم يعودون بسبب تحسن الوضع الامني."

لكن رحلة أخصائي النخاع عبد المجيد حمادي من منزله الى عمله تسلط الضوء على مخاوف أمنية ما زالت باقية. فالحي الذي يسكن فيه يعج بقضبان الحديد الملتوية والمباني المهدمة المليئة بالثقوب من أثر الرصاص والسيارات المحترقة وما زال يبدو كميدان حرب.

ويقول وهو يقف أمام منزله في بغداد محذرا زائرا من صف سيارته بعيدا عن ناظريه "هذه المنطقة مازالت خطيرة.. مازالت ساخنة للغاية." فالمسلحون لا يحتاجون أكثر من بضع دقائق لتثبيت "قنبلة لاصقة" في سيارة متوقفة.

بقي حمادي في العراق طوال سنوات العنف الذي فجره الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003. وتتمتع البلاد بقدر أكبر من الامن حاليا لكنه ما زال يتخذ احتياطه. فهو يترك سيارته المرسيدس بالمنزل ويركب بالمشاركة سيارة فولكس فاجن متداعية حتى يتفادى لفت الانظار.

وفي طريقه في مجمع المستشفى الى مكتبه بالداخل يمر حمادي بسيارة اسعاف محترقة ثم لوحة اعلانات بالمستشفى تعرض صورا لعاملين بالمستشفى قتلوا منذ 2003.

ويقول حمادي مفسرا قراره البقاء في العراق "كنت أرغب في البقاء بالعراق واستخدام مهاراتي كأخصائي لا أن أسافر الى الخارج لابدأ من الصفر في عمل طبي بسيط."

ومعظم أنحاء المستشفى تعاني من القذارة والاهمال. وتتناثر أعقاب السجائر على أرضية الممرات ويتساقط الطلاء عن الحوائط. ويتزاحم حشد من المرضى على عكازات ومحفات وكراسي متحركة عند باب مكتب حمادي يستجدون طبيبا يفحصهم.

وما زال الطبيب النفسي علي عبد الرزاق يفكر في مدى صحة قراره العودة من بريطانيا عام 2004.

وقال "أنا نادم على العودة ولست نادما عليها. لم يحدث أي من عمليات التنمية المطلوبة. وثمة فساد في البلاد وليس هناك نظام."