رمز الخبر: ۱۲۲۳۲
تأريخ النشر: 12:19 - 21 April 2009
وكان الولايات المتحدة في مقدمة هذه الدول التي قاطعت مؤتمر "دوربن-2" من اجل عيون اسرائيل. وقد اظهرت ادارة باراك اوباما من خلال هذا التصرف بان التغيير الذي تتحدث عنه لن يكون بالشكل الذي تتخلى فيه عن تاييدها السافر ومن دون قيد او شرط لاسرائيل.
عصر ايران – انعقد مؤتمر "دوربن-2" في جنيف بسويسرا في حين تغيب عنه العديد من الدول الاوروبية واميركا.

وقد تلقى رؤساء جميع الدول الاعضاء في الامم المتحدة دعوة من الامين العام للمنظمة الدولية بان كي مون للمشاركة في المؤتمر الا ان بعض الدول الغربية فضلت عدم المشاركة فيه بشكل كامل.

ولم تتحاش هذه الدول ذكر سبب عدم مشاركتها في المؤتمر وهو انه قد تلقى فيه كلمات او يتم الادلاء بتصريحات مناهضة لاسرائيل او ان تضاف الى الوثيقة الختامية للمؤتمر اشياء لا تستسيغها اسرائيل.

وكان الولايات المتحدة في مقدمة هذه الدول التي قاطعت مؤتمر "دوربن-2" من اجل عيون اسرائيل. وقد اظهرت ادارة باراك اوباما من خلال هذا التصرف بان التغيير الذي تتحدث عنه لن يكون بالشكل الذي تتخلى فيه عن تاييدها السافر ومن دون قيد او شرط لاسرائيل.

وكان اوباما قد اعلن قبل اسبوعين في كلمة القاها امام الطلبة الاتراك في اسطنبول بان ليس بمقدور السفينة الكبيرة للسياسة الخارجية الاميركية ان تغير مسارها بسرعة كما يفعل زورق صغير بل ان تغيير مسار السفينة الاميركيه يحتاج الى وقت. وربما كان كلام الرئيس الاميركي بهذا الخصوص صحيحا لكن على اي حال ان التغيير الذي حصل في التوجهات الاميركية لحد الان اي خلال 90 يوما من رئاسة اوباما كان رمزيا وشعاريا ليس الا ولم يكن محسوسا على صعيد السياسات العملية.

والغائب الاكبر الاخر في مؤتمر جنيف هو كندا. فكندا تعتبر ذيلا لشقيقها الاكبر اميركا على صعيد السياسة الخارجية. ولم تتخذ لحد الان موقفا منفصلا ومغايرا للموقف الاميركي في الاوساط الدولية ويمكن اعتبار ان السياسة الخارجية الكندية هي كاريكاتير عن السياسة الخارجية للولايات المتحدة الاميركية.

وبعض الدول الاوروبية مثل المانيا وايطاليا وهولندا قاطعت هذا المؤتمر. ويمكن اعتبار ان عدم مشاركة المانيا يعود الى تعاطفها مع اسرائيل بسبب جرائم النازية ضد اليهود ابان عهد هتلر ، لكن من غير الواضح لماذا تتناغم دول مثل ايطاليا وهولندا مع اسرائيل الى هذه الدرجة؟

وربما يكمن سبب عدم مشاركة ايطاليا وهولندا في المؤتمر في الاعتبارات المتعلقة بالعلاقات مع اميركا في حين ان اميركا لم تشارك في المؤتمر بسبب علاقاتها او بالاحرى خوفها من اسرائيل.

وفيما يخص استراليا يمكن الاشارة الى السياسة الخارجية لدول المحيط الهادي ومن بين دول منطقة اسيا والمحيط الهادي فانه ليس هناك دولة اكثر تبعية من استراليا لاميركا.

فاستراليا واثناء التصويت في الاوساط الدولية تنظر بعين الى اميركا وبعينها الاخرى الى بريطانيا وتسعى لتوحيد مواقفها مع مجموعة الدول الغربية لتقرب مسافتها الجغرافية البعيدة عن الغرب.

واما بعض الدول الاخرى بما فيها بريطانيا والتشيك فقد حاولت الضرب مرة على الحدوة واخرى على المسمار. وهذا التقليد الذي اتبعته السياسة الخارجية البريطانية على مدى القرون الماضية وحاولت فيها التصرف لا كدولة اوروبية بالكامل ولا اميركية بالكامل امر بين الامرين.

فقد شاركت بريطانيا في المؤتمر لكن ليس من خلال وفد مستقل بل مثلها سفيرها في جنيف والذي رافقه فيها عدد من موظفي سفارته.

والفائدة الثانية من مشاركة بريطانيا في مؤتمر جنيف هو تعديل مواقف المؤتمر. اي انه اذا شعرت لندن بان المؤتمر المناهض للعنصرية قد غير من مساره تقوم قدر الامكان باعادته الى مساره المرجو لتكسب بذلك اعتبارا لنفسها.

على اي حال فان عدم مشاركة عدد من الدول الغربية ومشاركة بعضها في ظل بعض الاعتبارات في مؤتمر دوربن-2 المناهض للعنصرية يظهر ان الاخطبوط اللصهوني يمكن ان يتمدد الى اي حد بحيث يضع يدا على منطقة اسيا والمحيط الهادي واخرى على اميركا الشمالية واخرى على القارة الخضراء (اوروبا).