رمز الخبر: ۱۲۳۱۶
تأريخ النشر: 12:27 - 23 April 2009
زهير ماجد

العنصرية بطبعتها الجديدة

عصرایران - مشهد الانسحابات بالجملة من مؤتمر (دوربان ۲) كان فريدا من نوعه في عصر الادعاء بالانفتاح وحقوق الشعوب وما إلى ذلك من مصطلحات بانت جميعها كيدية وتعرية أمام عدم احترام الرأي الآخر في قول ما يشاء مقابل حق الرد عليه.


دخلت مناهضة العنصرية لونا جديدا هو عنصرية عدم الاعتراف بأي كلام خارج النص المتفق عليه. وبينت تلك الساعات المزدحمة بالمواقف، ان العنصريين لا يحترمون فقط الرأي الآخر بل لديهم الشجاعة في المنع وإذا جازت الأمور إلى حد القتل، والمسألة هنا لا تخص احدا بعينه، وانما هي تعبير عام من المؤسف ان دولا تتحدث عن حقوق الانسان مثل فرنسا وبريطانيا وهولندا وحتى الولايات المتحدة قدمت عرضا سخيا للعنصريين بوقوفها إلى جانبهم مهما كان السبب.

صار للعنصرية طبعتها الجديدة ايضا وهو التأثير على مشروعية التعبير، اذ لا يحق في التصنيفات الجديدة مجرد الكلام عن هذا الموضوع نظرا لحساسيته اتجاه اسرائيل المعنية دائما به وكل الإشارات تذهب باتجاهها. فهي اولا دولة ينادي جميع قادتها بيهوديتها أي بازدراء ما عداها من شعوب وأمم هذا العالم إذا لم يجر لاحقا ترجمة الفكرة والموقف إلى حل يقوم على تهجير كل ما هو غير يهودي إلى خارج اسرائيل. ثم هي ثانيا دولة قامت على اغتصاب ارض وطرد شعب بكامله وتستعد لطرد الباقي بأساليب مختلفة كي تحافظ على نقاء العرق. وهي ثالثا ترفض جميع المبادرات التي من شأنها حل النزاع القائم في المنطقة تحت ذرائع جمة، لكن الحقيقة تقول انها لا تريد حلا يكون مقدمة لتفكير عربي بأموره الذاتية قد يؤدي إلى لحمة عربية، ولهذا تلعب الصهيونية لعبتها التاريخية بدعم أي انقسام عربي. وهي رابعا تريد من إعلانها دولة يهودية فسح المجال لتقسيم العرب إلى اثنيات وأعراق وقوميات وطوائف ومذاهب مما يبقيها سيدة الساحة والقوة المشتركة للجميع والحاضنة لهم في شتى المجالات والمواقع.

ان مجرد ترداد جملة (شعب الله المختار) هو تقديم للشعب اليهودي على ما عداه ، وهو تحد للمسيحية ولبقية الأديان قبل الإسلام. وعلى هذا الأساس يتصرف قادة اسرائيل من باب الادعاء على قدرتهم بحكم العالم بطريقة مباشرة وغير مباشرة لأسباب تمايزهم ذاك حسب ادعائهم.
 
ويقدم قادة اسرائيل في مناسبات عديدة عرض التصلب في تحديد قدرات اسرائيل كأن يرفضوا ما تتقدم به حتى الولايات المتحدة من حلول كما حصل مع جورج ميتشل مؤخرا والذي تم صده قبل ايام اثناء اجتماعه مع وزير الخارجية الاسرائيلي افيجدور ليبرمان حول مسألة اقامة دولتين فلسطينية واسرائيلية تعيشان جنبا إلى جنب، فما كان من ليبرمان سوى ان تحدث بخفة عن هذا الموضوع ثم ادار ظهره إلى ميتشل ومشى تاركا إياه على المنصة وحيدا ..
من المؤسف أن يصل الأمر في هذا العصر إلى تطوير مفهوم العنصرية بحيث يصبح لها اصدقاء يدافعون عنها بطرق واشكال مختلفة.
الوطن- عمان