رمز الخبر: ۱۲۳۶۱
تأريخ النشر: 09:53 - 26 April 2009
القدس العربي

مصر تحارب نصر الله وتحتضن ليبرمان

عصرایران - تواصل الحكومة المصرية تحديها لمشاعر شعبها اولا، والامتين العربية والاسلامية باتباع سياسات ذات طابع استجدائي للدولة العبرية، وحكومتها الحالية المتطرفة، تنعكس سلبا على مكانتها، وتؤكد تراجع دورها، اي مصر، كقوة اقليمية ذات شأن.

ففي الوقت الذي يحقق فيه الرئيس الايراني احمدي نجاد احتراما واسعا في العالم الاسلامي، ويستقبل استقبال الابطال في بلاده بعد فضحه للعنصرية الاسرائيلية في مؤتمر (دوربان ۲) المنعقد في جنيف، يذهب اللواء عمر سليمان رئيس الاستخبارات المصرية الى القدس المحتلة، ويلتقي بقادة حكومتها العنصرية المتطرفة، بمن في ذلك افيغدور ليبرمان وزير الخارجية الذي أهان مصر وزعيمها، وهدد بتدمير سدها العالي واغراق شعبها، وتوجيه دعوات رسمية له ولرئيس وزرائه لزيارة مصر رسميا.

لا نفهم لماذا هذا الارتماء الرسمي المصري تحت اقدام حكومة اسرائيلية ترفض الاعتراف بحل الدولتين، وعملية انابوليس للسلام، وتطالب العرب والفلسطينيين بالاعتراف باسرائيل كدولة يهودية خالصة كشرط لاي تفاوض معهم.

فلو كانت هذه الحكومة الاسرائيلية معتدلة، ووصلت الى السلطة عبر برنامج انتخابي يلتزم بالقرارات الدولية وحل الدولتين، والاعتراف بمبادرة السلام العربية، فإن الخطوة المصرية هذه تبدو مفهومة، من حيث تشجيع هذه الحكومة على السير قدما في تطبيق برنامجها المذكور، ولكنها حكومة اسرائيلية تضم عتاة العنصريين اليمينيين، وتحتقر العرب، وكل ما تعرضه هو (سلام اقتصادي) اي ادخال تحسينات طفيفة على احوال الفلسطينيين تحت الاحتلال، ولا شيء غير ذلك الا المزيد من المستوطنات.

المنطق يقول بان اكبر دولة عربية، ووكيل عملية السلام في المنطقة، يجب ان تقاطع هذه الحكومة كليا، وتشترط تغيير برامجها وسياساتها قبل اي اتصال بها، ولكن متى كان المنطق يحكم سياسة النظام المصري الحالي، الداخلية منها او الخارجية؟

ان اجتماع اللواء سليمان بليبرمان ودعوته لزيارة القاهرة كضيف معزز مكرم هما صفعة لمصر، مثلما هما صفعة لليهود الذين يعارضون سياساته العنصرية ووجوده داخل الحكومة الاسرائيلية بسبب مواقفه المتطرفة، ونخص بالذكر اليهود الأميركيين.

امر مؤسف ان تهادن الحكومة المصرية ليبرمان، وتتودد اليه وهي تعرف من هو، وكيف تطاول عليها وعلى رئيسها، بينما تعلن حربا ضروسا ضد السيد حسن نصر الله زعيم حزب الله لانه يطالبها بكسر الحصار على قطاع غزة، ويحاول مساعدة رجال المقاومة الفلسطينية بالمال والسلاح للدفاع عن انفسهم وشعبهم في مواجهة المجازر الاسرائيلية المتواصلة.

لقاء اللواء سليمان بليبرمان أعطاه صك براءة من العنصرية والتطرف، ووفر على الاوروبيين حرج مقاطعته وعدم استقباله، وهذه خطيئة كبرى من الرجل وحكومته التي تؤكد كم هي قصيرة النظر، بل ومتواطئة مع سياسات الحصار والمجازر والاستيطان الاسرائيلية.

فمن المؤسف ان السيد سليمان ورئيسه لا يقرآن الصحف الاسرائيلية نفسها ناهيك عن العربية، ولو فعلا لرأيا كيف ان هذه الصحافة كانت متعاطفة مع مصر، ومؤيدة لموقفها المقاطع لحكومة نتنياهو ولليبرمان شخصيا بعد تهجماته عليها وعلى رئيسها، ودون ان يعتذر رسميا عن ذلك.

ان هذه السياسة المهينة المستجدية الراكعة لا يمكن ان تحقق لمصر العظيمة غير الضرر، وتقليص الدور، وتعزيز التطرف في اوساط المصريين والمسلمين وتعريض استقرار البلاد للخطر.

هذه ليست مصر التي نعرفها حتما، والشعب المصري العزيز الكريم الذي قدم سلسلة طويلة جدا من التضحيات والشهداء دفاعا عن كرامته وسمعة بلاده وامنها القومي يستحق افضل من هذه السياسات، وافضل من هذه الحكومة.