رمز الخبر: ۱۲۳۶۲
تأريخ النشر: 09:54 - 26 April 2009
د. فايز رشيد

إسرائيل والعنصرية.. في دوربان!

عصرایران - نفاق أميركي وغربي لإسرائيل، ما بعده نفاق! فلقد قاطعت كل من الولايات المتحدة وألمانيا وكندا وهولندا وإيطاليا ونيوزلندا وغيرها مؤتمر دوربان لمناهضة العنصرية في جنيف، على الرغم من أن مشروع البيان الختامي للمؤتمر لم يحتوِ لا من قريب أو بعيد على أية إشارة إلى إسرائيل، كما تم الإبقاء نزولاً عند رغبة هذه الدول وغيرها على فقرة حول ذكرى محرقة اليهود خلافاً لما طلبته بعض الدول ومنها إيران، وبالرغم من أن مشروع البيان يتجاهل تماماً القضية الفلسطينية.


كان من الطبيعي أن تقاطع إسرائيل هذا المؤتمر فالدولة العنصرية لا يمكنها مناهضة العنصرية، فإسرائيل كانت من بين دول قليلة امتلكت أفضل العلاقات مع جنوب إفريقيا في اوج عنصريتها، وكانت العلاقات التجارية والتعاون العسكري بين الجانبين على أفضل وجه، وإسرائيل تخوض حرب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين وآخر حلقة فيها: محرقة غزة ۲۰۰۸/ ،۲۰۰۹ وضد العرب وآخرها: العدوان على لبنان في عام.۲۰۰۶

إسرائيل وباعتراف منظمات إسرائيلية حقوقية عديدة تمارس تمييزاً عنصرياً بغيضاً ضد من تعتبرهم مواطنيها من الفلسطينيين، والتعاليم الصهيونية هي تعاليم عنصرية تمجد الأنا وتحتقر الآخر، فالتوراة جرى تحريفها لتصبح ملائمة للقيادات الصهيونية الإسرائيلية العنصرية وإسرائيل تطرح يهودية دولتها، لذا ومن الطبيعي (مثلما أوردنا) أن تقاطع إسرائيل مثل هذا المؤتمر، غير أن من غير الطبيعي أن تقاطع الولايات المتحدة ودول غربية أخرى أعمال المؤتمر وهي التي تنادي بالديموقراطية وباحترام الرأي الآخر، وكان بإمكان ممثلي هذه الدول طرح آرائهم ووجهات نظرهم بمنتهى الحرية من على منابر المؤتمر وفي لجانه المتعددة، كما كان بإمكانهم أيضاً الرد على كل وجهات النظر التي تختلف مع آرائهم، والدليل على حرية التعبير في المؤتمر أن وفود دولٍ غربية أخرى حضرت المؤتمر انسحبت من جلسة الافتتاح احتجاجاً على ما جاء في خطاب الرئيس الإيراني أحمدي نجاد!.
 
مقاطعة المؤتمر وإلى حد ما الانسحاب من جلسة الافتتاح وبالرغم من كونهما غير طبيعيين للدول التي تدّعي الحرص على الديموقراطية، لكنهما ليسا مستغربين من دول سنّت قانوناً يمنع الحديث في المحرقة، وبموجبه يتعرض للسجن كل من يشكك فيها أو في أرقام الضحايا التي اعتمدتها الحركة الصهيونية، ولقد سبق أن حوكم ولوحق وطرد من العمل كثيرون من الباحثين الأوروبيين ومن بينهم: روجيه جارودي وفوريسون وغيرهما لمجرد أنهم بحثوا في المحرقة، في الوقت الذي يعتدي فيه أوروبيون كثيرون على الأديان، كما حدث في الرسومات البذيئة للنبي محمد صلوات الله وسلامه عليه، دون أن يتعرض هؤلاء حتى للمساءلة، أليس غريباً هذا المنطق الأوروبي؟!.

أما بالنسبة لخطاب الرئيس الإيراني، فهو لم يقل غير الحقيقة، وبالفعل، ومثلما قال الرئيس الإيراني (فبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، لجأ الحلفاء إلى القوة العسكرية لانتزاع أراضٍ من أمة برمتها تحت ذريعة معاناة اليهود.. الذين أرسلوا مهاجرين من أوروبا والولايات المتحدة لإقامة حكومة عنصرية في فلسطين). ونود أن نسأل كل الذين اعترضوا على كلام الرئيس الإيراني، بمن فيهم الأمين العام للأمم المتحدة: بان كي مون: أين تجاوز الحقيقة فيما قاله الرئيس الإيراني؟.

الأمين العام للأمم المتحدة لم يزر سوى مقر وكالة الغوث الذي دمرته إسرائيل، وتجاهل تدمير البيوت السكنية في غزة أثناء زيارته لها!، ولم يصرّح بأية كلمة تدين الهمجية الإسرائيلية في العدوان على غزة، ولم يصمم على إرسال لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة للبحث في آثار العدوان الصهيوني على القطاع.

ونعيد إلى أذهان كل من لا يعترفون بعنصرية إسرائيل، قرار الأمم المتحدة(۳۳۷۹) الذي أصدرته في ۱۰/نوفمبر/۱۹۷۵ والذي ينص على (اعتبار الصهيونية شكلاً من أشكال العنصرية والتمييز العنصري)، ومعروفة هي الظروف الدولية التي أدت بالأمم المتحدة إلى إلغاء القرار المذكور بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ودول المنظومة الاشتراكية، والضغوطات الكبيرة التي مورست على دول عديدة للتصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل إلغاء هذا القرار.

وبالرغم من إلغاء القرار المذكور، فقد جرى التعبير عن عنصرية الصهيونية في مواقع عديدة سواء في قرارات للأمم المتحدة بشكل غير مباشر أو في قرارات منظمات دولية عديدة.. ومنها على سبيل المثال لا الحصر:

قرار الجمعية العامة رقم۳۱۵(د-۲۸) الصادر في۱۴ديسمبر/،۱۹۷۳ بشأن التحالف الآثم بين العنصرية بشأن التحالف الآثم بين الصهيونية والعنصرية.

إعلان المكسيك لعام ۱۹۷۵ بشأن مساواة المرأة وإسهامها في الإنماء والسلم (الإعلان الصادر عن المؤتمر العام الدولي للمرأة) والذي تضمن (إن التعاون والسلم الدوليين يتطلبان تحقيق التحرر والاستقلال القوميين، وإزالة الاستعمار والاستعمار الجديد، والاحتلال الأجنبي، والصهيونية، والفصل العنصري، والتمييز العنصري، بجميع أشكاله وكذلك الاعتراف بكرامة الشعوب وحقها في تقرير المصير).

الإعلان السياسي والاستراتيجية الرامية إلى تعزيز السلم والأمن الدوليين وتوطيد التضامن والمساعدة المتبادلة بين البلدان غير المنحازة، اللذان تم اعتمادهما في مؤتمر وزراء خارجية البلدان غير المنحازة المنعقد بليما (بيرو) في الفترة بين ۲۵ ۳۰/أغسطس/،۱۹۷۵ وهذا المؤتمر أدان الصهيونية بأقصى شدة بوصفها تهديداً للسلم والأمن العالميين، وطالب جميع البلدان مقاومة هذه الأيديولوجية العنصرية والإمبريالية.

مؤتمر دوربان ۱ في جنوب إفريقيا في سبتمبر/ ۲۰۰۱ وقد اعتبر الصهيونية واللا سامية شكلين من أشكال العنصرية.

الوطن - عمان