رمز الخبر: ۱۲۳۶۷
تأريخ النشر: 10:45 - 26 April 2009
احمد عمرابي

إسرائيل والوشيجة الغربية


عصرایران - نظلم الحقيقة إذا وصفنا إسرائيل بأنها (حليف) للغرب. ونظلم الحقيقة إذا قلنا إنها (شريك) للغرب. فإسرائيل في نظر الغرب أكثر من مجرد حليف ومجرد شريك. إنها عضو كامل في الأسرة الغربية. هذه هي الحقيقة الثابتة التي تجدد انكشافها في المؤتمر العالمي لمناهضة العنصرية المنعقد بجنيف، من خلال المظاهرة التي قامت بها مجموعة الدول الغربية بهدف إسكات أي صوت يرتفع داخل قاعة المؤتمر لدمغ الدولة اليهودية بالعنصرية.

والسؤال الذي يجب أن يطرح في هذا الصدد هو: ماذا يتوقع العرب والمسلمون في سياق الصراع العربي الإسلامي مع إسرائيل؟ وهو سؤال ليس طارئا أو عابرا. إنه سؤال يبلغ من العمر ۶۱ عاماً، عمر الدولة الإسرائيلية الصهيونية القائمة على أرض عربية تقوم عليها مقدسات إسلامية.

واستطراداً: متى يحرر العرب والمسلمون أنفسهم من أسطورة (الحياد الغربي) في الصراع؟ في مخاطبته المؤتمر أعاد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى الأذهان حقيقة تاريخية، قائلا إنه بعد نهاية الحرب العالمية الثانية لجأ الحلفاء الغربيون إلى القوة العسكرية لانتزاع أراض من أمة بأسرها تحت ذريعة معاناة اليهود.

وقال: لقد أرسلوا مهاجرين من أوروبا والولايات المتحدة ومن بلد (المحرقة) لإقامة دولة عنصرية في فلسطين المحتلة.

وبعد خطاب أحمدي نجاد قامت قيامة، وكأن الرئيس الإيراني أتى منكرا لا يغتفر. على الفور أصدر رئيس فرنسا نيكولا ساركوزي بيانا دعا فيه دول الاتحاد الأوروبي إلى (رد فعل شديد الحزم)، ووصف خطاب الزعيم الإيراني بأنه دعوة إلى الحقد العنصري (لا ينبغي السكوت عنها). ولم تكتف الولايات المتحدة بمقاطعة المؤتمر سلفا حتى قبل أن ينعقد.. فانبرت الإدارة الأميركية للخطاب الإيراني واصفة إياه بأنه (معيب ومشين وحاقد).

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية إنه إذا كانت إيران ترغب في علاقات مختلفة مع المجتمع الدولي، فإن عليها أن توقف (تصريحاتها الفظيعة). وانضم إلى الزفة الغربية الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، فأصدر (تحذيرا) من أي خلط بين الصهيونية والعنصرية.

وإذ أعاد الأمين العام إلى الأذهان أن الجمعية العامة للأمم المتحدة سبق أن تبنت قراراً برفض أي خلط من هذا القبيل، لكنه عند هذا الحد ابتلع ذمته فلم يشأ أن يعيد إلى أذهان العالم أيضا كم من قرارات اتخذتها الأمم المتحدة بشأن القضية الفلسطينية ورفضت إسرائيل الانصياع لها.

فالأمين العام للأمم المتحدة هو في حقيقة الأمر محامي الدفاع عن الأسرة الغربية بكامل أعضائها، بما في ذلك إسرائيل. وصفوة القول كما يلي: إذا كانت الأسرة الغربية تعارض بشراسة واستماتة مجرد وصف الدولة اليهودية بالعنصرية وبعبارات لفظية فقط، فكيف يكون موقفها في مؤتمر دولي يعقد للبحث في تسوية نهائية للقضية الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي لأرض الشعب الفلسطيني؟