رمز الخبر: ۱۲۴۳۵
تأريخ النشر: 08:57 - 28 April 2009

عصرایران - (رويترز) - طالب أقارب عراقيين قتلا على أيدي جنود أمريكيين في مداهمة بتقديم المسؤولين عن الحادث الى ساحة العدالة وقالوا يوم الاثنين انهم سيقدمون اتهامات.

وندد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بالغارة يوم الاحد واصفا اياها بأنها انتهاك للاتفاق الامني بين العراق والولايات المتحدة في أول أزمة تطرأ على التنفيذ السلس للاتفاق الذي ينص على الانسحاب الامريكي الكامل من العراق بحلول نهاية عام 2011 .

وقال ضابط الشرطة العراقية النقيب معمر عبد المنعم الذي اعتقل خلال العملية الامريكية مع ستة أشخاص اخرين وأفرج عنه بعد احتجاجات حكومية انه ينتمي الى أسرة مسالمة ولا يزال يعاني من الذهول بسبب الاغارة المفاجئة على المنزل وتخريب كل شيء وقتل شقيقه وزوجته.

واضاف أنهم بدأوا العمل من أجل توجيه اتهامات ضد القوات الامريكية وانهم يريدون تقديم مرتكبي الحادث الى العدالة.

وقال الجيش الامريكي ان الغارة في مدينة الكوت بمحافظة واسط على بعد 150 كيلومترا جنوب شرقي بغداد نفذت بعد موافقة القوات العراقية بموجب الاتفاق الامني.

ويسمح الاتفاق بمحاكمة الجنود الامريكيين امام المحاكم العراقية في حالة ارتكابهم جرائم خطيرة عمدا خارج قواعدهم وهم بغير الزي الرسمي. ويخضع الجنود الامريكيون في غير هذه الحالات للقضاء العسكري الامريكي.

ونفى محمد العسكري المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية أن الجيش العراقي وافق على شن الغارة.

وقال انه لم يعلم بها أحد ولم يوافق عليها اي مسؤول بالجيش أو الشرطة.

وقالت مجموعة احصاء القتلى في العراق وهي جماعة مستقلة تراقب اعداد القتلى في العراق منذ الحرب ان نحو 100 ألف شخص لاقوا حتفهم هناك منذ الغزو الامريكي في عام 2003 من بينهم عدد من المدنيين قتلتهم القوات الامريكية في مداهمات وحوادث اطلاق للنار عند نقاط تفتيش وحوادث أخرى.

وقال مرصد الحقوق والحريات الدستورية وهو منظمة عراقية غير حكومية ان القوات الامريكية قتلت ما لا يقل عن 45 شخصا أغلبهم مدنيون منذ بدء سريان الاتفاقية الامنية هذا العام.

لكن غارة الكوت صاحبها أول احتجاج شديد من قبل الحكومة العراقية منذ دخول الاتفاقية الامنية حيز التنفيذ في الاول من يناير كانون الثاني.

ويقول محللون ان المالكي ربما يكون مضطرا للرد بقوة لتعزيز صورته كمدافع عن سيادة العراق.

وتقع المنطقة التي شهدت الغارة في الجنوب الشيعي الذي حقق فيه حلفاء المالكي نتائج قوية في انتخابات المحافظات في يناير كانون الثاني الامر الذي منح المالكي مكاسب سياسية في مواجهة منافسيه من الشيعة.

وقال أحمد المسعودي وهو متحدث باسم الكتلة الصدرية في البرلمان ان "الحادثة تعبر عن همجية ووحشية واجرام القوات الامريكية."

وأضاف "هذا خرق واضح وسافر للاتفاقية الامنية المبرمة بين العراق وأمريكا.. وهذا يحتم تطبيق بنود الاتفاقية باحالة مرتكبي هذه الجريمة الى القانون العراقي لمحاكمتهم.. نحن الان امام اختبار لمدى مصداقية الجانب الامريكي وحقيقة ما يسمى السيادة العراقية التي نصت عليها الاتفاقية."

وقال الجيش الامريكي ان الغارة كانت تستهدف ميليشيات شيعية مدعومة من ايران. وقتلت القوات الامريكية رجلا كانت تشتبه في أنه يزود المقاتلين بالسلاح. وقتلت امراة رميا بالرصاص نتيجة وقوعها في مرمى النيران.

وقال عبد المنعم انه وخمسة اخرين اعتقلوا معه نقلوا في طائرة هليكوبتر ورؤوسهم مغطاة الى مكان غير معلوم حيث استجوبتهم ضابطة أمريكية بشأن صلتهم بايران وميليشيا مدعومة من ايران.

واضاف أنه قال انه لم يذهب قط الى ايران من قبل. ونقل عن الضابطة تعبيرها عن الاسف عندما عاد الامريكيون بعد فترة قصيرة قائلة انهم تصرفوا بناء على معلومات خاطئة.

ونفى عبد المنعم الاراء التي ترى أن الاتفاقية الامنية تحمي الجنود الامريكيين من المحاكمة على ما يبدو اذا تمت العملية بموافقة مسؤولين عراقيين. وقالت الوزارة انه جرى اعتقال قائدين عسكريين عراقيين لاجازتهما تنفيذ المداهمة.

وقال عبد المنعم انه ينبغي أن يدفع الجنود "القتلة" ثمن أفعالهم.

وشهدت واسط قتالا عنيفا خلال انتفاضة لاتباع رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في العام الماضي لكن الهدوء يسودها الى حد بعيد منذ ذلك الحين كغيرها من أجزاء الجنوب مع التزام اتباع الصدر بهدنة.

وقال الكولونيل ريتشارد فرانسي وهو ضابط امريكي كبير في واسط ان وحدته تشعر بالاسى بسبب النتيجة التي تمخضت عنها العملية مقدما تعازيه الحارة.