رمز الخبر: ۱۲۴۳۷
تأريخ النشر: 08:59 - 28 April 2009
زهير ماجد

وفي اليوم المائة

عصرایران - فيما كان الاميركيون يقيّمون مرور مائة يوم على تسلم اوباما ادارة البيت الابيض، كان الرئيس الاميركي قد أدخل على عجل الى الملجأ بعد تحذير من وجود طائرة اخترقت مجاله الجوي. لعل مشاعر الخوف لم تنتابه لكنه أيقن ان مساحة القلق من أعمال مفاجئة ستظل قائمة، وان بلاده مسؤولة الى حد بعيد عن اية استفزازات من هذا النوع طالما انها مازالت على اصرارها في ارسال جيوشها الى ماوراء البحار وتحديدا الى الشرق الاوسط وأكثر تحديدا الى العراق وافغانستان حيث لهيب الصراع مازال في أوجه. والى ان ينتهي الوجود الاميركي في تلك المنطقة ويبان الخيط الابيض من الاسود، فان من تصارعه اميركا ليس بالهين لي ذراعه او انهاء وجوده.. فمن بيشاور الى جنوب لبنان ومن ثم الى غزة مرورا بكل النقاط الساخنة التي تأبى بقاء الاحتلال الاميركي، مازالت على تأهبها، بعضها مازال يحارب ويتمدد بقوة كما هو حركة (طالبان) والقوى المقاومة في العراق، وبعضها ضابط لانفاسه لكنه عازم على ابقاء روحيته في منطقته مثل حزب الله وحماس. ومع ان الاميركي يعترف باخطائه في العراق، الا انه غير متوازن في افغانستان وباكستان، وهو أيضا لايريد الاعتراف بقوتين كبريين تمثلان حالة عسكرية وسياسية هما حزب الله وحماس.. فاذا كان الحوار مع الحزب اللبناني مازال من خلال قوى غير اميركية وتحديدا بريطانية، فان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون مستمرة على ادعائها بانها لن تعترف بحماس اذا لم تعترف هذه الاخيرة باسرائيل وتنهي ماسمته العنف معها.


كلينتون التي وصلت الى بيروت بشكل مفاجئ كما هي حال زيارتها الى بغداد، أعادت تكرار موقفها من الانتخابات اللبنانية معتبرة وجود اشكالية اذا مانجح حزب الله في الانتخابات النيابية المقبلة، الأمر الذي يعيدها الى الساحة اللبنانية على التزامها السابق بالموالاة التي يشكلها ۱۴ مارس، اي بالانحياز الى فئة لبنانية بشكل واضح، مع ان المطلوب منها الحياد التام في معركة داخلية لبنانية.

في اليوم المائة اذن من تجربة اوباما في الحكم يطل القلق الاميركي مجددا، فلا الولايات المتحدة تمكنت بكل جبروتها وقوتها من وضع حد لما سمته بالارهاب بل ادى تجاوزها الى تعاظمه، ولا القوى المقررة ابقاء الصراع معها تراجعت عن اهدافها، بل هي الآن في حالة هجوم منظم وضع في حساباته شتى المعطيات التي بنى عليها حسابات ذلك الهجوم والتمدد الى خارج حدود مواقعه الاولى في افغانستان. اما في لبنان فاستبقت كلينتون نتائج الانتخابات بالخوف من نتائجها واعتبارها من تحديات المرحلة الاوبامية ان فازت فيها المعارضة، وكيفما كان ذلك الفوز.

لم تعمل كلينتون على فتح طرقات مختلفة عما هي الامور السائدة في المناطق الساخنة، بقدر ما أعادت فلسفة الادارة الاميركية السابقة التي التزمت منذ بداية عهدها بجعل مناخات الشرق الاوسط على قدر من الصراع الذي عرفت بداياته لكنه لم تعرف نهايته ولا كيفيتها. فالمنطقة لاتحتاج الى مثل تلك الزيارات الخالية من حلول، لان الحل الحقيقي قد يأتي من وراء البحار مثلما جاءت الحروب من ورائه ايضا.

الوطن- عمان