رمز الخبر: ۱۲۴۴۹
تأريخ النشر: 11:25 - 28 April 2009
مصيب نعيمي
انفلونزا السياسة..!!

عصرایران - قام العالم ولم يقعد على خلفية عدوى انفولانزا الخنازير قبل أن تزول آثار انفلونزا الطيور. وبالرغم من أهمية الموضوع في اطاره الانساني فان الاهتمام لا يخلو من اغراض، فهناك اوبئة سياسية مستفحلة تترك خلفها آلاف الضحايا وتبيد مجتمعات بكاملها دون أن يحرك الحريصون على سلامة العالم ساكنا.

وفي نظرة سريعة الى الاخطار التي تحدق بالعالم فان نسبة الضحايا من الامراض المعدية كالوباء والانفلونزا لاتتعدى واحداً بالالف من ضحايا السياسة والحروب ولكن لا يتحدث احد عن الكوارث التي تصنعها البشرية كل يوم. ففي فلسطين والعراق وافغانستان تراق الدماء يوميا عبر اسلحة الاحتلال او على يد من يتذرع بوجوده، وفي بقية انحاء العالم يعيش الناس على وقع الازمات الاقتصادية والفقر وخطر الحروب المحتملة، دون ان يكون بامكان احد ان يتحدث بصراحة عن الاسباب الكامنة وراء الازمات لان صناعها يملكون القرار في الترويج لما يشاؤن ومنع انتشار ما لايشاؤن.

والملفت ان العالم بات فريسة للاعلام بحيث يخشى من انتقال عدوى انفلونزا الخنازير من المكسيك لكنه لا يفكر جديا بمخاطر الأزمات التي تحدث في جواره وتهدد وجوده ومستقبله.

وليس غريبا ان يكون تصعيد مخاطر مثل هذه الظاهرة متعمدا حتى تصرف الانظار عن جرائم كبرى لاظهار المجرمين والمحتلين كحماة للانسانية ودعاة لحقوق الانسان.

ان دخول الاعلام العربي والاسلامي في سياق ما يروجه المخطط الغربي ليس الا تغطية لإجرام النظام العالمي الذي يستغل الاعلام لتحقيق اهدافه الاستعمارية. وبالرغم من ضرورة الاهتمام بسلامة العالم ومنع انتشار انفلونزا الخنازير فإن انفلونزا السياسة ستبقى اخطر واكثر كارثية على البشر.