رمز الخبر: ۱۲۵۲۶
تأريخ النشر: 11:16 - 02 May 2009

عصرایران - ارنا - أکد الامين العام لحزب الله السيد نصرالله أن النظام المصري لم ولن يجدي نفعاً من الحملة الإعلامية الدعائية الواسعة التي يشنها على حزب الله بمساعدة آخرين في العالم العربي, مشيراً إلى أن النظام المصري قدم من خلال هذه الحملة خدمة کبيرة لحزب الله ستظهر نتائجها فيما بعد.   

ولفت السيد نصر الله في کلمة ألقاها الليلة الماضية عبر شاشة تلفزيون "المنار" إلى أن الحملة المصرية على حزب الله والتي يشنها النظام المصري من راسه إلى الوزارات والاجهزة المعنية وصولاً إلى وسائل الاعلام
"هي حرب إعلامية من طرف واحد". موضحاً أن حزب الله لم يدخل في مواجهة اعلامية وسياسية مع النظام المصري ولم يکن طرفا في هذه المواجهة.

وشدد على أن استخدام الشتائم والتعابير الهابطة والنابية والمسيئة التي لجأ إليها مسؤولون کبار في النظام المصري ورؤساء تحرير وصحفيون کبار في اکثر من مکان دليل على عدم صحة الإدعاءات التي يتحدث عنها هذا النظام.

وتساءل: "هل بعد اعتقال سامي شهاب أصبح هنالک إطمئنان لدى النظام المصري بأن عملية قلب النظام انتهت؟ هل استطاع تشويه صورة الحزب؟ أقول لکم لا! هل استطاع التأثير على الإنتخابات النيابية؟ أقول لکم لا! إذاً أي هدف متوقع للحملة المصرية على حزب الله حتى هذه اللحظة لم تحقق أي هدف أو نتيجة، إذا أرادوا الإستمرار بهذه الحملة فهذا شأنهم".

وقال: "انا استمعت قبل ايام للرئيس المصري يتحدث في بعض الخطب وحذر من غضب مصر وکنا نتمنى ان نرى بعض من غضب مصر عندما کان المئات من نساء واطفال غزة يقتلون والالاف المساکن تدمر وغزة تقف وحيدة لمواجهة العدوان الاسرائيلي الاميرکي عليها. لکن في کل الاحوال نحن لسنا في صدد الدخول في مواجهة وان اعيد واکرر ما قلته سابقا وهذا ليس جديدا نحن لم ننشىء تنظيما في مصر ولسنا في صدد ولا ننوي انشاء تنظيم في مصر , ونحن لم نستهدف لا مصر ولا امنها ولا نظمها ولا استقرارها ولسنا معنيين في شؤونها الداخلية , نحن نعمل لقضية واضحة جدا وهي دعم اخواننا الفلسطينيين وهذه هي تهمتنا وجريمتنا وذنبنا الذي نعاقب عليه.

وأضاف: "العديد من القيادات اللبنانية والعربية دعت الى معالجة هذه الازمة بهدوء وتعقل وهذا امر صحيح وهذا ما التزمنا به منذ اليوم الاول ونحن نتابع هذه المسالة بالوسائل القانونية والقضائية وسنرى الى اين تصل , وبالتاکيد هناک جهات نثق بها ونحترمها وهي تعمل من اجل معالجة هذا الموضوع بشکل عاقل وبشکل هادىء ونامل ان تصل هذه المساعي الى النتائج المطلوبة" , موجهاً شکره وتقديره لکل من دافع عن حزب الله على امتداد العالمين العربي والاسلامي والعالم.
وانتقد السيد نصر الله دخول الامين العام للامم المتحدة بان کي مون على خط الأزمة بين حزب الله ومصر, وقوله إنه "لمرعب لي ان حزب الله اعترف علنا بانه يقوم بتامين الدعم للميليشيات في غزة من الاراضي المصرية" مشيراً إلى أن بان کي مون لم يستخدم هذه الادبيات عندما کانت غزة تتعرض الى مذبحة والى محرقة وامام العالم کله, راح ضحيتها أکثر من 1300 شهيد غالبيتهم من النساء والأطفال, وقتل بعضهم في مراکز منظمات تابعة للامم المتحدة. لافتاً إلى أن بان کي مون عندما يتعلق الأمر بحزب الله فإنه يتحدث بلغة الإدانة والتنديد, لکنه عندما يتعلق الأمر بشبکات التجسس الصهيونية في لبنان فهو يقول أنه "أخذ علما في تقريره بالتهمة التي وجهتها الحکومة اللبنانية إلى ضابط لبناني متقاعد وثلاثة معه بتهمة التجسس لمصلحة اسرائيل".

وتوجه السيد نصر الله بالتهنئة الى الضباط اللبنانيين الأربعة الذين أطلق سراحهم بقرار من المحکمة الدولية الخاصة بقضية رفيق الحريري, معتبراً أن احتجازهم لنحو 4 سنوات بلا دليل أو تهمة, دليل قاطع على أن لجنة التحقيق خلال عملها في کل المرحلة السابقة کانت مسيسة وغير عادلة ولا تخضع للمعايير الدولية وأن احتجاز هؤلاء الضباط کان احتجازاً سياسياً. لافتا الى انه کان على رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي ميليس أو من أتى بعده أن يطلق سراح الضباط وليس الإحتفاظ بهم دون أي تحقيق ومع سقوط الشهود الکاذبين.

ورأى أن عدم إطلاق سراحهم في المراحل السابقة کان خوفاً من "تداعيات کبيرة، ولأسباب سياسية بحتة" مشيراً إلى أنه کان هنالک من يحمي هذا الإعتقال السياسي. ومؤکداً أنه لو کانت لجنة التحقيق تعمل بشکل قانوني وبعيدا عن التسييس وعن الدول الداعمة لفريق 14 آذار لکان يجب أن يخرج الضباط الأربعة عندما تبين أن الشاهد زهير الصديق کذاب وليس بعد 4 سنوات.
ورأى أنه بعد طول مدة الإعتقال، وسقوط الشهادات المزيفة أصبح الأمر يفوق الفضيحة القضائية والسياسية فلم يکن هنالک إمکانية لإستمرار اعتقال الضباط، فما جرى هو إنتهاء الفضيحة. معتبرا أن تشکيل المحکمة يفرض عليها البت بمصير الموقوفين وإلا تصبح امام موقع إدانة منذ اليوم الأول.
واعتبر أن هناک ثلاث شخصيات لمدعي عام المحکمة الدولية دانيال بلمار: "الأول رئيس لجنة التحقيق وهو الشريک في الظلم الذي لحق بالضباط، والثاني بلمار الذي لم يمانع إطلاق سراح الضباط، أما الثالث لا نعرف عنه أي شيء، هل سيکون بلمار الأول أو بلمار الثاني؟".

وتساءل السيد نصرالله: کيف سيتصرف المحققون الدوليون في المرحلة المقبلة وأي مسارات سيسلکون وکيف سيتصرفون؟ أبشکل علمي؟ أو سترتکب الأخطاء عينها؟ هل ستوجه إتهامات لأشخاص جدد إستنادا لشهادات کاذبة أو سيتم التدقيق بالدليل والحجة بشکل علمي؟. مؤکدا "أن لا حکم على المرحلة المقبلة مسبقا ولکن يجب أن يثبت المسؤولون الدوليون أنهم نزيهون وهم قادرون على إثبات ذلک أو عکس ذلک". معتبراً أن من ضلل التحقيق 4 سنوات يمکنه أن يضلل التحقيق لـ 100 سنة، وأن المعلومات تؤکد أن الآذان والأبواب مفتوحة أمام شهداء الزور وهذه الأسئلة ليست للإدانة بل طبيعية ومشروعة.

ونصح السيد نصر الله بکل محبة عائلة الرئيس رفيق الحريري وکل الشعب اللبناني، للقيام بمراجعة وکيفية التعاون للوصول الى الحقيقة وکشفها، وعدم تضييع الوقت والعودة إلى الإجماع الوطني الذي تکون بعد اغتيال الحريري، وذلک انطلاقا من مبدأ محاسبة الشهود الکذبة، "فإذا کانت المحکمة تعتبر انها غير معنية بالموضوع، فنحن اللبنانيين يجب ان نطالب القضاء اللبناني بمعاقبة هؤلاء، لکي لا نفتح الباب امام شهود زور جدد، ويجب محاسبتهم وکل من مولهم وغطاهم". داعيا لوضع الاتهام السياسي جانبا لأن هذا الاتهام کاد ان يحرق لبنان والمنطقة، مطالبا الجميع بتحقيق حرفي مهني موضوعي للوصول الى الحقيقة.

ولفت السيد نصر الله إلى أن العدو الصهيوني يملک القدرة على التخطيط لعملية اغتيال الرئيس الحريري وتنفيذها، ويملک الدافع والمصلحة، "لأن إسرائيل کانت تريد حربا أهلية أو حتى إقليمية لکي تدخل الجيوش الأميرکية إلى لبنان وسوريا واغتيال الحريري کان بوابة لذلک". لافتا الى أن أحدا من 14 آذار "لم يتهم يوماً إسرائيل، فهي دائماً خارج الإتهام، وهذا الأمر غير علمي".