رمز الخبر: ۱۲۵۲۹
تأريخ النشر: 12:00 - 02 May 2009
عصرایران - يحتل باراك اوباما المكتب البيضاوي في البيت الأبيض منذ ۱۰۰ يوم. بالتأكيد ليس لهذا التاريخ سوى قيمة رمزية عامة ولكنه يكتسي أهمية خاصة بالنسبة للرئيس اوباما من حيث مرجعيته في الولايات المتحدة إلى ال۱۰۰ يوم الأولى للرئيس الأميركي الأسبق فرانكلين روزفلت عام ۱۹۳۳ والتي اتخذ فيها قرارات هامة لمواجهة آثار (الكساد الكبير) عقب الأزمة المالية والاقتصادية التي انطلقت عام .۱۹۲۹ ما أشبه اليوم بالبارحة.

لا شك سوف يتحدث كُثر في مناسبة المائة يوم الأولى لأوباما في البيت الأبيض عمّا أنجز، وعمّا لم ينجز. يمكن التأكيد أوّلا بأول أن اوباما الرئيس لم يقم ب۷۹۰ مليار دولار من المال العام. المبلغ قليل جدا من وجهة نظر اللبراليين وكثير جدا حسب رأي المحافظين.

لكن يبقى المنعطف الحقيقي الذي شاهدته المائة يوم الأولى لرئاسة اوباما هو على صعيد توجهات السياسة الخارجية الأميركية. ويكفي تصفّح (العناوين العريضة) للتوجهات الجديدة من أجل إدراك مدى عمق هذا المنعطف.

ومن بين العناوين الأهم التوجّه نحو سحب القوات الأميركية من العراق خلال فترة لا تتعدّى العامين القادمين، وتوجّه نحو إعادة انتشار القوات الأميركية في أفغانستان، مع التركيز على مساهمة أوروبية أكبر، وتوجّه معلن نحو دعوة إيران إلى الحوار المباشر حول ملفها النووي وفيما هو أبعد منه حول دورها الإقليمي ،وتوجّه نحو إقامة شراكة متجددة بين أميركا (الجديدة) وبين حلفائها ،وتوجّه نحو ممارسة دبلوماسية (اليد الممدودة) حيال كوبا في نيّة إعادة العلاقات المقطوعة منذ حوالي نصف قرن من الزمن حيث كانت جميع الإدارات السابقة إلى كوبا.كاسترو على أنها رأس حربة معادية في خصر أميركا، وتوجّه أميركي جديد حيال العلاقة مع روسيا.

ويضاف إلى القائمة الشروع باتخاذ قرار إغلاق معتقل غوانتانامو، سيئ الصيت والذكر. ويذهب في نفس الاتجاه منع اوباما، منذ استلامه مهام منصبه الرئاسي، اللجوء إلى التعذيب أثناء التحقيقات مع المتهمين، والسماح بنشر مذكرات سريّة عن ممارسات وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية لسحب اعترافات من أولئك الذين كانت تحقق معهم. بل وصدر قبل أيام قليلة عن البنتاغون ما يشير إلى أنه سيتم قبل تاريخ ۲۸ مايو القادم نشر عشرات الصور الجديدة لممارسات أميركيين في السجون العراقية والأفغانية.

ولا بدّ في معرض الحديث عن التوجهات الأميركية الجديدة ذكر الحدث الهام من حيث دلالته والمتمثّل في تكريس الرئيس اوباما أوّل مقابلة تلفزيونية دولية لقناة عربية. وهي المقابلة التي أطلق فيها رسالة واضحة باتجاه العرب والمسلمين مفادها: (الأميركيون ليسوا أعداءكم). هذا إلى جانب الدعوة إلى مدّ الجسور بعيدا عن مقولة (صدام الحضارات). لكن بنفس الوقت، كان اوباما هو أوّل رئيس أميركي يقيم العشاء التقليدي الخاص بعيد الفصح اليهودي في البيت الأبيض.

لقد اتخذ اوباما قراراته (في منظور المستقبل) كما يقول ويكرر. لكنه نادرا ما تحدّث عن آثارها على مستقبله الشخصي. هذا ربما باستثناء مرّة واحدة بعد أسابيع قليلة من وصوله إلى البيت الأبيض عندما قال: (سيكون علي تقديم كشف بالحساب)، ثمّ أضاف: (أمامي أربع سنوات كما تعلمون.

(...). وإذا لم أنجز كل ما بدأته من الآن وحتى ثلاث سنوات فهذا قد يعني أنني هنا لفترة رئاسية واحدة). هناك إذن جدول زمني وبالتالي لا بد من الانتقال سريعا إلى الأفعال، كما قال مؤخرا بصدد السلام في الشرق الأوسط.
 
البيان - الامارات