رمز الخبر: ۱۲۵۴۸
تأريخ النشر: 19:04 - 02 May 2009
مصيب نعيمي
عصر ایران - وضعت الادارة الامريكية الجديدة المسمار الاخير في نعش التغيير الذي تحدثت عنه بعد نشر تقريرها المنحاز للصهيونية واطلاقها الاتهامات زورا وبهتانا للدول الحرة، كما جرى في عهد بوش السيّئ الصيت.

فالتقرير يعبر عن فضيحة امريكية في الديمقراطية وحقوق الانسان عندما لا يتحدث عن الاجرام الاسرائيلي المتمثل في قتل الابرياء في غزة ولبنان، دون ان يتطرق الى ممارسات قواتها في العراق وافغانستان وباكستان وغوانتانامو وابو غريب.

فماذا يعني الارهاب اذا لم يكن دعم الولايات المتحدة وحلفائها لجرائم الصهيونية ضد الانسانية ورعاية للإرهاب المنظم؟!

هذا الارهاب الذي بلغ ضحاياه قرابة مليون ونصف مليون انسان في ايران وسوريا وكوبا الذين لم يطلقوا حتى رصاصة واحدة خارج حدودهم ولم يدمروا بيتاً واحداً ولم يشردوا احداً من بلاده، بل تحملوا عناء المؤامرة الامريكية والعقوبات المفروضة عليهم خلافاً لابسط القوانين ومعايير الشرعية الدولية.

ان المشكلة التي تعاني منها امريكا هي العقلية الطاغية التي تنظر الى الشعوب الاخرى كأدوات لتحقيق مآرب الاستكبار، وهي عقلية مستمدة من افكار هتلر وموسوليني وغيرهما من الجلاوزة الذين زرعوا الارض فساداً وقتلاً وذهبوا ادراج الرياح تلاحقهم لعنة الشعوب.

ولا شك بان اراقة دماء الابرياء وارتكاب المجازر لن يذهب هدراً حتى وان امتلكت امريكا اسلحة الدمار الشامل. ان العالم الحر يختلف مع امريكا في تفسيره للارهاب، فحكام الابيت الابيض يصفون من يعارض سياساتهم الخرقاء او من يقاوم اعتداءات ربيبتهم اسرائيل بالارهابيين.

فمن كوبا وفنزويلا في امريكا الجنوبية الى ايران ولبنان وسوريا وباكستان والعراق ومعهم جميع الشعوب الاسلامية والعربية في الشرق الاوسط، وحتى الامم الافريقية التي عانت الاستعمار الغربي منذ قرون، كلهم ارهابيون لأنهم يرفضون الوصاية الامريكية.

وفي مقارنة سريعة يمكن للمرء ان يرى عدد الضحايا الابرياء الذين سقطوا بفعل الاجتياحات الامريكية المباشرة والمجازر الاسرائيلية المتواصلة دون ان يكون هناك رادع امام انتهاكاتهم المشينة للقانون.

وليس هناك استغراب ان توجه امريكا، حليفة الاحتلال الاسرائيلي، الاتهام الى دول الممانعة، بل الغريب ان نرى تقديم آيات التبريك والتهنئة من رئيس اكبر دولة عربية الى اعداء العرب والمسلمين وقتلة الاطفال، ومنحه لهم صك البراءة من جرائمهم والاعتراف بتسليم ارض عربية امتزج كل شبر منها بدماء ورفاة آلاف الشهداء.