رمز الخبر: ۱۲۵۸۴
تأريخ النشر: 11:14 - 04 May 2009
المسرحية التالية.. أنفلونزا الخنازير
 
 
عصرایران - تحولت الأزمة الاقتصادية في العالم برمته من موضوع أولي إلى أمر ثانوي بعد أن شغلت الأفراد صغاراً وكبارا والمؤسسات والدول بل حتى سكان الكواكب الأخرى. وكان أساس هذه الأزمة الإنسان في سوء تعامله مع نفسه وغيره من البشر وجريه خلف الربح بأي ثمن كان حتى ولو لم يكن في حاجة إلى ملايين إضافية أخرى.

وما كاد ينسى غصة الأزمة الاقتصادية حتى صحا العالم في اليوم التالي أمام أزمة جديدة يبدو أنها في هذه المرة أكثر خطورة بكثير وتهدد حياته بطريقة مباشرة (تأكيدا على مقولة أن المصائب لا تأتي فرادى).

والأزمة الحالية سببها هذه المرة الحيوان. وفي حين أن الأزمة الاقتصادية يمكن التعافي منها ولو بعد مئة سنة (وفق دراسات الاقتصاديين)، إلا أن الأزمة الحالية يبدو أن علاجها خارج إطار حيلة العلماء والأطباء والبياطرة، وانتشارها يشبه انتشار النار في الحطيم.

لقد طلب رئيس المكسيك.من حيث خرج هذا الوباء.من شعبه البقاء في منازلهم لمدة خمسة أيام. ولا نعلم إن كان قراره هذا صدر بأمر من وزارة الداخلية (أم العيال)؟

بالطبع، هو طلب طبيعي للحد من انتشاره وليس لإلغائه (القرار متأخر بعض الشيء). حيث أنه ينتقل هذه المرة مباشرة من الإنسان للإنسان. ويكفي منك يا اخي (عطسة) غير مقصودة في وجه أخيك قبل (السلام عليكم) أن تقتله بعد يومين (كيف تحول العطس إلى أداة قتل؟).

وإذا كان السبيل الوحيد لعلاج أنفلونزا الخنازير (بعد جنون البقر وانفلونزا الطيور وأيدز القرود) هو البقاء في البيوت، وأن جميع الدول سوف تتخذ قرارا بإخلاء شوارع المدن وإعلان حالة الطوارئ فإن المسألة سوف ينتج عنها تعاظم الأزمة الاقتصادية من جديد. فأول نتائج البقاء في المنازل هو توقف العمل في كافة المجالات وتوقف المصانع والمصارف والشركات والمؤسسات. ونحن (مش ناقصين أزمة اقتصادية أكتر من كده).

ثم أن خمسة أيام ليست كافية لإلغاء المرض وإنما فقط وقف انتشاره. وبالتالي، يجب أن يكون هناك من هو مستعد للذهاب خارج إطار بيته لإعدام كافة الخنازير الموبوءة وغير الموبوءة حتى لا يعود المرض مرة أخرى (وهي خسارة كبيرة لتجار أسهم الخنازير). ثم أن البقاء في المنازل يعني أن الخنازير سوف تتناقل المرض بدون رقابة.
البيان- الامارات