رمز الخبر: ۱۲۷۲۹
تأريخ النشر: 12:24 - 09 May 2009
رأى العلامة السيد محمد حسين فضل الله، أن العدو الصهيوني يسعى لدفع واشنطن للتعامل مع إيران کخطر استراتيجي، وتقصير فترة الحوار الأميرکي المرتقب مع إيران، مستغرباً الحملة العربية المتصاعدة على إيران، والمتناسقة مع شروط العدو وأهدافه.

عصرایران - ارناـ  رأى العلامة السيد محمد حسين فضل الله، أن العدو الصهيوني يسعى لدفع واشنطن للتعامل مع إيران کخطر استراتيجي، وتقصير فترة الحوار الأميرکي المرتقب مع إيران، مستغرباً الحملة العربية المتصاعدة على إيران، والمتناسقة مع شروط العدو وأهدافه.  

وانتقد في الخطبة السياسية لصلاة الجمعة التي أمّها في مسجد الإمامين الحسنين(ع) في الضاحية الجنوبية لبيروت, استجابة بعض العرب للتحرک الإستکباري الأميرکي الهادف "لإحداث مشکلة بين سوريا وإيران، الدولتين الممانعتين اللتين استطاعتا إحداث الفارق الذي أثّر بشکل وبآخر في الخريطة السياسية والأمنية لمصلحة قوى المقاومة في المنطقة کلها... أو للدخول على خط العلاقة الإستراتيجية بينهما بهدف تخريبها، أو إيجاد مسار معين من شأنها أن يخفف اندفاعة البلدين لتعزيز العلاقة وتطويرها".

وقال: "إننا ننظر بارتياح کبير إلى النتائج الإيجابية والمهمة التي ترتبت على زيارة الرئيس الإيراني الأخيرة لسوريا، ونشعر بأن کل المحاولات الرامية إلى إحداث وقيعة بين الدولتين والشعبين في إيران وسوريا، هي محاولات مکشوفة ولن يُکتب لها النجاح، سواء انطلقت من الإدارة الأميرکية، أو من کيان العدو، أو بفعل تنسيق مع أطراف عربية لا تزال تُصرّ على التعامي عن خطر العدو، وتفتح له أعينها وأجواءها وآفاقها، لتعمل ـ في المقابل ـ على استعداء إيران التي لم تکن يوماً مشکلة للعالم العربي، ولم تعمل يوماً على التعرّض لأمنه السياسي والعسکري منذ انتصار الثورة الإسلامية".

وأکد أن إيران "کانت ولا تزال رکناً من أرکان مواجهة العدوّ، وحصناً للمقاومين وطلاّب الحرية من العرب والمسلمين، وموقعاً أساسياً يدعم تحرير فلسطين کقضية عربية وإسلامية، وإنْ کلّفها ذلک أثماناً باهظة وحملات متواصلةً، بعکس ما يحاول بعض العرب أن يوحي بأن تبنّي هذه القضية من جانب إيران إنما يهدف إلى السيطرة على مکامن القوة في المنطقة، لأن المخاطر التي انعکست وتنعکس على الجمهورية الإسلامية جرّاء تبنّيها للقضية الفلسطينية لا عدّ لها ولا حصر".

ولفت إلى أن العدو الصهيوني، يعمل لإحداث تحوّل ميداني داخل فلسطين المحتلة ينعکس على المنطقة برمتها، عبر توسيع دائرة الاستيطان في الضفة الغربية، وتغيير معالم القدس وتطويق المسجد الأقصى، بحزام استيطاني تهويدي، لتفريغه من المصلّين، ومن ثم لتحويله إلى کنيس يهودي. في حين "ينشط العرب، وخصوصاً أولئک الذين صادروا شعوبهم بقوانين الطوارئ وحملات المخابرات المتتالية، لإرسال برقيات التهنئة إلى کيان العدو بمناسبة ما أسموه الاستقلال الواحد والستين للدولة... في صورة من صور الخيانة والخضوع والسقوط الذي لم نرَ ما يشابهه في واقعنا المعاصر أو في تاريخنا البعيد کشعوب عربية وإسلامية، ولکنه الذل الذي يواصل محاولاته الفاشلة ".

ودعا العرب إلى "قراءة واقعية وهادئة لأهداف إسرائيل الساعية لمنع قيام أية قوة عربية وإسلامية يمکن أن تواجه التفوّق العسکري الصهيوني، والمتحرکة للقضاء على المقاومة بکل أشکالها الجهادية والثقافية, ونريد لهم الانفتاح على القوة الأکبر التي تمثل الداعم الاستراتيجي لقضاياهم، والمتمثلة بالجمهورية الإسلامية في إيران، لأننا نعتقد أن الفرصة لا تزال سانحة لهم لتصحيح هذا الخلل".