رمز الخبر: ۱۲۷۹۵
تأريخ النشر: 16:42 - 10 May 2009
إن الجمهورية الإسلامية في إيران تعرضت منذ نجاح الثورة لجملة من الحملات والاستهدافات، تارة تحت عنوان تصدير الثورة، وأخرى تحت عنوان القومية الفارسية، وثالثة تحت عنوان المذهبية الشيعية.
عصر ایران - دعا العلامة السيد محمد حسين فضل الله إلى إطلاق مبادرات تقود إلى حوار عربي-إيراني وحوار إسلامي-إسلامي يسبق الحوار الأميركي-الإيراني، مؤكداً أن هناك فرصة حقيقية لمثل هذا الحوار، لافتاً إلى أن قيمة إيران تتمثل في أنها أعدت لأعداء الأمة ما استطاعت من قوة علمية وصناعية وتسليحية.

و نشرت وکالة الانباء الایرانیة ان ذلك جاء خلال استقباله وفداً من مؤسسة الإمام الخميني (رض) برئاسة مستشار وزير الخارجية الإيراني، الدكتور محمدي، يرافقه المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت، السيد محمد حسين رئيس زاده، وبحث معه في القواعد السياسية والإسلامية، والعلاقات الخارجية والسياسة العامة وتطرق إلى حوار واسع في المباني الفقهية والاجتهادية التي يعتمدها السيد فضل الله.

ونوه السيد فضل الله أمام الوفد ب (الجهد الكبير الذي بذله الإمام الخميني ليجعل من الجمهورية الإسلامية في إيران قوة كبيرة تدعم قضايا العرب والمسلمين، وتؤسس لنظرية القوة العادلة المستقلة غير الخاضعة للضغوط الدولية، والتي تأخذ حقوق الشعوب المقهورة والمضطهدة في الاعتبار، وعلى رأس هذه الشعوب الشعب الفلسطيني الذي تعرض لأبشع عملية ظلم في التاريخ المعاصر).

وقال: إن الجمهورية الإسلامية في إيران تعرضت منذ نجاح الثورة لجملة من الحملات والاستهدافات، تارة تحت عنوان تصدير الثورة، وأخرى تحت عنوان القومية الفارسية، وثالثة تحت عنوان المذهبية الشيعية، وهي في هذه الأيام تتعرض لحملة مدروسة تشترك فيها أقطاب دولية وأخرى إقليمية مدعومة بترسانة إعلامية ضخمة وبوسائل توفرها الصهيونية العالمية بشكل مباشر أو غير مباشر للإيحاء بأن إيران تتحضّر لاستعادة أمجاد الامبراطورية الفارسية لإثارة الحساسيات العربية ضدها، بدلاً من الاستفادة من هذه القوة لحساب القضايا العربية بعدما كانت مطيّة لأمريكا وإسرائيل.

أضاف: إن قيمة إيران تكمن في أنها أعدت لأعداء الأمة ما استطاعت من قوة، سواء على المستوى العلمي أو الصناعي أو في الجانب التسليحي، وصولاً إلى التقنية النووية السلمية التي تمثل حقاً من حقوقها الطبيعية التي ينبغي ألا تتنازل عنها، وألا تخضع للمساومات حيالها.
 
ونحن من موقعنا الإسلامي والعروبي ننظر إلى الجمهورية الإسلامية في إيران كحاجة ماسة للعرب والمسلمين، وكقوة رائدة ينبغي استثمار حركتها العلمية والسياسية في خدمة قضايانا كأمة، كما ينبغي استثمار طاقاتها الإبداعية والعلمية لخدمة المشروع العلمي العربي والإسلامي، واستثمار طاقاتها السياسية لخدمة المشروع السياسي للأمة، مؤكداً أن أي تفريط في ذلك لن يكون لمصلحة العرب، معتبراً أن الوحدة الإسلامية تمثل خياراً لا مجال للمسلمين للتنازل أو الابتعاد عنه، لأنه يشكل الحماية الذاتية للواقع الإسلامي، كما يمثل رسالة لكل من يتطلع إلى تقسيم الأمة تحت العناوين القومية أو المذهبية أو ما إلى ذلك.

ورأى أن المفروض ألا يطلب بعض العرب تطمينات من الولايات المتحدة الأميركية حيال حوارها المرتقب مع إيران بل أن يبادروا هم وإيران على حد سواء إلى الدخول في حوار إسلامي إسلامي، يسبق الحوار الإيراني الأميركي، ويجعل من أي تقارب دولي إقليمي يصب في المصلحة العربية والإسلامية قبل غيرها.

وختم قائلاً: نحن نعتقد أن الفرصة لحوار عربي إيراني يسبق الحوار الأميركي إيراني يسبق الحوار الأميركي الإيراني هي فرصة حقيقية ومطروحة وينبغي التطلع إلى مبادرات أصيلة في هذا النطاق بعيداً عن التراشق بالخطاب التخويني حول توسعة النفوذ واستهداف الاستقرار في المنطقة وما إلى ذلك من الكلمات التي تضر العرب ولا تخدم قضايا المسلمين.