رمز الخبر: ۱۲۸۳۲
تأريخ النشر: 13:48 - 11 May 2009

عصرایران - الجزیره - عقد الرئيس الصومالي الانتقالي شريف شيخ أحمد ليلة أمس وصباح اليوم لقاءات مع علماء ووجهاء القبائل الصومالية بحث معهم خلالها المواجهات المسلحة التي شهدتها العاصمة مقديشو في الأيام الأخيرة وسبل وقفها، حسب ما أفادت مصادر صومالية لمراسل الجزيرة في مقديشو جبريل يوسف علي.

وتأتي هذه اللقاءات في وقت أعلنت فيه حركة الشباب المجاهدين والحزب الإسلامي سيطرتهما على أجزاء كبيرة من مقديشو، في حين أعلنت إدارة كيسمايو –وهي تحالف من ثلاثة تنظيمات مسلحة- مشاركتها في المواجهات التي تمت ضد الجناح الموالي للحكومة الصومالية من المحاكم الإسلامية، وأثارت لدى الصوماليين مخاوف من عودة البلاد إلى الحرب الأهلية.

ورفضت إدارة كيسمايو وصف هذه الاشتباكات بأنها وقعت بين إسلاميين، بل قالت إنها كانت بين من سمتهم "المجاهدين" وبين من وصفتهم بأنهم "عناصر موالية للغرب"، في إشارة إلى الموالين للحكومة الانتقالية.
 
هدوء نسبي
وقال مراسل الجزيرة نت إن هدوءا نسبيا عاد اليوم إلى مقديشو، ونقل عن مصادر طبية هناك أن الاشتباكات التي استمرت ثلاثة أيام أسفرت عن مقتل 65 شخصا وجرح 235 آخرين.

وقد تحدث سكان محليون لوكالة رويترز عن مشاركة "مقاتلين أجانب" في الاشتباكات، وقال أحد السكان "نشاهد عربا بلحى طويلة في كل مكان".

من جهتها اتهمت الحكومة الصومالية على لسان وزير الإعلام فرحان علي حامد من سماهم "خوارج" و"أجانب" بالوقوف وراء الهجمات التي تعرضت لها مواقع تابعة للحكومة الصومالية.

كما أكد الوزير تمسك الحكومة بموقفها الداعي إلى الحوار, مشيرا إلى ضرورة فتح قناة للتوصل إلى حل سلمي لجميع المشاكل القائمة. وطالب العلماء ووجهاء القبائل بمواصلة جهودهم تجاه الحوار وعدم التنازل عن موقفهم الداعي إلى التوسط بين الحكومة والمعارضة.

رفض الحوار
في المقابل أبدت حركة الشباب المجاهدين والحزب الإسلامي رفضهما الحوار, وأطلق والي الحركة على إقليم بنادر والعاصمة مقديشو شيخ علي حسين الملقب علي طيري تحذيرا أشار فيه إلى أن من وصفهم "بأعداء الله" لن يبقوا في مواقعهم بالعاصمة.

ولم ينف مسؤول الحركة في مؤتمر صحفي عقده الليلة الماضية مشاركة عناصر أجنبية في المواجهات, قائلا إن الحركة لا تميز بين المسلمين باللون أو الجنس. وأضاف "أي مسلم مؤمن أقرب إلينا من الموالين لأميركا والمناصرين للقوات الأجنبية", في إشارة إلى الحكومة الصومالية.

كما رفض علي طيري وصف المعارك الأخيرة بمعارك فتنة وأنها بين إسلاميين, قائلا إن حركته "تقاتل ضد قوات أمراء الحرب وقوات انضمت إلى المعسكر الموالي للأميركيين والصليبيين".

ومن جانبه قال المتحدث باسم الحزب الإسلامي شيخ موسى عبدي عرالي إن نحو 200 من عناصر المحاكم الإسلامية الموالية للرئيس شريف استسلموا وبصحبتهم 14 عربة قتالية وعشرات الأسلحة الخفيفة والأوتوماتيكية.

ونفى عرالي في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت مشاركة عناصر أجنبية في المواجهات, وعبر عن دهشته لتصريح المسؤولين الحكوميين وقال إن "مجموعة جيبوتي تطلق الاتهامات".

ولم يستبعد إمكانية توسيع نطاق المواجهات في الأيام القادمة، مشيرا إلى أن مسؤولي الحزب وحركة الشباب يدرسون قرار مواصلة القتال للسيطرة على العاصمة بأكملها.

وردا على سؤال عما إذا كانت هناك أهداف مشتركة تجمع الحزب الإسلامي وحركة الشباب المجاهدين, قال "إن الهدف مواصلة القتال حتى تطبيق الشريعة الإسلامية دون تجزئة، وإخراج القوات الأجنبية من البلاد".

كما قال إنه لن تجرى مفاوضات حتى تتحقق مطالبهم المتعلقة بإخراج القوات الأجنبية من البلاد وتطبيق الشريعة الإسلامية بشكل كامل.