رمز الخبر: ۱۲۸۳۳
تأريخ النشر: 13:49 - 11 May 2009

عصرایران - الجزیره - جددت واشنطن رفضها وقف الغارات الجوية في أفغانستان في الوقت الذي جدد فيه الرئيس الأفغاني حامد كرازاي انتقاداته مصحوبة بمظاهرات طلابية في الشارع الأفغاني، وذلك وسط أنباء عن استخدام قنابل الفوسفور الأبيض في الغارات الجوية، وتدمير منازل كوسيلة جديدة في محاربة حركة طالبان.

فقد أكد مستشار البيت الأبيض للأمن القومي جيمس جونز في مقابلة تلفزيونية أن بلاده لن توقف ضرباتها الجوية في أفغانستان تلبية لطلب من الرئيس الأفغاني، مشيرا إلى أن المسؤولين سيعملون على تصحيح ما يمكن تصحيحه ومضاعفة جهودهم لتجنب قتل المدنيين, لكنهم لن يقيدوا القادة العسكريين في تنفيذ ضربات جوية جديدة.

بيد أن جونز والفريق ديفد بتراوس قائد القوات الأميركية في المنطقة الوسطى -الذي وعد بإجراء تحقيق بشأن الغارات الأخيرة على ولاية فراه- حمّلا حركة طالبان المسؤولية لاستخدامها المدنيين دروعا بشرية.

وقال الفريق بتراوس في مقابلة تلفزيونية الأحد إنه تحدث مع الرئيس كرزاي بشأن الضربات الجوية، مشددا على أهمية ألا تقوض التحركات التكتيكية الأهداف الإستراتيجية ولفت إلى أنه اختار ضابطا أميركيا برتبة لواء للنظر في مسألة استخدام الضربات الجوية.

الرئيس كرزاي
من جانبه جدد الرئيس كرزاي الاثنين -في تصريحات إعلامية على هامش زيارته إلى ألمانيا- انتقاده لقصف قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) العاملة في إطار قوات إيساف لأهداف مدنية في بلاده.

وقال كرزاي إن هذه العمليات "أمر لا ينبغي أن يحدث"، مؤكدا أنه لا يمكن الفوز في "الحرب على الإرهاب" عبر قصف قرى في أفغانستان.

وفي شأن متصل أوضح نادر نادري وهو عضو بلجنة حقوق الإنسان المستقلة في أفغانستان أن الأطباء الذين عالجوا ضحايا الغارات في ولاية فراه أبلغوا عن حروق غريبة يرجح أنها ناجمة عن مادة كيمياوية مثل الفوسفور الأبيض.

بيد أن المتحدث باسم الجيش الأميركي في أفغانستان العميد غريغ جوليان نفى استخدام المادة الحارقة في ولاية فراه ملمحا إلى احتمال أن يكون المسلحون هم من استخدموا هذه المادة.

تدمير منازل
من جهة أخرى حصلت الجزيرة على صور تظهر عمليات تدمير لمنازل في ولاية هلمند تقوم بها قوة مشتركة بين الجيش الأفغاني والقوات الأجنبية الشهر الماضي في أسلوب جديد تتبعه هذه القوات في عملياتها العسكرية.

ونقل مراسل الجزيرة في كابل أن مئات من طلاب الجامعة تظاهروا الأحد ضد استمرار قتل المدنيين على أيدي القوات الأجنبية، وطالبوا بإجراء تحقيق محايد إزاء مقتل أكثر من مائة مدني في الغارات الأميركية على ولاية فراه الأسبوع الماضي.

نفي أفغاني
من جهة أخرى نفى النائب في البرلمان الأفغاني عارف نورزاي -عضو الفريق المكلف من الحكومة للتحاور مع المسلحين- عزم الحكومة الأفغانية عرض مناصب حكومية على أتباع زعيم الحزب الإسلامي قلب الدين حكمتيار في إطار محادثات تهدف إلى إنهاء القتال بالبلاد.

يذكر أن حكمتيار -زعيم سابق لمليشيات الحزب الإسلامي التي ساندتها الولايات المتحدة ضد الاحتلال السوفياتي السابق- يخوض حاليا قتالا ضد القوات الأميركية والحكومة الأفغانية منذ سقوط طالبان في عام 2001.

وبموجب الاتفاق -الذي أشارت إليه صحيفة صنداي تايمز البريطانية- سيوافق حكمتيار على الذهاب إلى المنفى في السعودية لثلاثة أعوام ترفع بعدها واشنطن اسمه من قائمتها بأسماء المطلوب القبض عليهم.

بيد أن المتحدثة باسم السفارة الأميركية في كابل نفت علمها بهذه المعلومات لكنها أكدت أن واشنطن تدعم أي جهد مبذول لتحقيق المصالحة بين الحكومة الأفغانية والجماعات المناهضة لها شرط نبذها العنف وقبولها الدستور.