رمز الخبر: ۱۲۸۹۵
تأريخ النشر: 11:13 - 13 May 2009

عصرایران  ـ القدس العربي ـ تظاهر الآلاف من المعلمين اليمنيين الثلاثاء أمام مقر الحكومة بصنعاء للمطالبة بمعالجة الإختلالات في هيكل الأجور والمرتبات والمطالبة بزيادة رواتبهم، في تظاهرة تعد الأكبر من نوعها للمعلمين اليمنيين من العديد من المحافظات اليمنية.

وأكد بعض المتظاهرين لـ "القدس العربي" أنهم يعتزمون تدشين "حراكا تربويا" ضد الحكومة على غرار "الحراك الجنوبي"، بسبب مماطلة الحكومة في الوفاء بوعودها العديدة للمعلمين ولنقابتهم حيال زيادة المرتبات والأجور وفقا للاستراتيجية الوظيفية الجديدة.

وذكروا أن "الحكومة اليمنية تتساهل دائما في معالجة القضايا المطلبية وتتجاهلها ولكن عندما يتخذ أصحاب المطالب وسائل مؤثرة وقوية ضد الحكومة، تضطر إلى الاستجابة قسرا لمطالبهم بل وتزيد على ذلك، كما حصل في قضية الحقوق المطلبية في الجنوب وفي الشمال بصعده، وبالتالي قد نضطر إلى تصعيد قضيتنا عبر وسائل أقوى مما تتوقعه الحكومة وستضطر حينها إلى الاستجابة الكاملة لمطالبنا".

وأشاروا إلى أنهم منذ العام الماضي وهم يكررون نداءاتهم للحكومة ويدعونها إلى الاستجابة لمطالبهم عبر العديد من الفعاليات والوسائل، أحيانا عبر البيانات وأحيانا عبر الاعتصامات، وتلقوا حينها العديد من الوعود الحكومية بلتبية كافة مطالبهم ولكن ومنذ ذلك الوقت لم يتم يلمسوا أي استجابة لتلك الوعود التي تبخرت لمجرد إطلاقها.

وشارك في المظاهرة التربوية اليمنية العديد من قيادات الأحزاب والنقابات المهنية تأييدا لمطالبهم الحقوقية ومساندة لهم في انتزاع حقوقهم عبر الوسائل السلمية وفي مقدمتها المظاهرات التي أصبحت السبيل الوحيد المتاح أمام الهيئات النقابية.

وطالب رئيس تكتل أحزاب اللقاء المشترك المعارض سلطان العتواني، الذي كان في مقدمة المشاركين في المظاهرة الحكومة بأن تنظر إلى المعلم كمربي للأجيال وليس بالنظرة الدونية التي تنظر إليه اليوم.

وقال "نناشد كل الخيرين بأن يقفوا صفاً واحدا أمام المتنكرين لدور المعلم... وإلى أن النضال السلمي هو الطريق للمطالبة بالحقوق والحريات".

وأوضح العتواني أن المعلم لا يمكن أن يؤدي دوره بدون تحسين وضعه المعيشي.
وكان المعلمون المتظاهرون ملأوا الساحة الرئيسية أمام مجلس الوزراء، حيث تعقد الحكومة اجتماعها الأسبوعي، وأغلقوا المدخل الرئيس لمقر مجلس الوزراء، وأجبر بسبب ذلك العديد من الوزراء على الخروج من بوابات خلفية، تفاديا لأي تصادمات مع المتظاهرين، كما أجبر وزير الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومي حسن اللوزي إلى إلغاء مؤتمره الصحافي الأسبوعي في مقر الحكومة، المقرر إجراؤه عقب انتهاء الاجتماع الحكومي.

ونصب المتظاهرون من المعلمين العديد من الخيام الرمزية أمام مقر الحكومة في إشارة إلى أنهم سيواصلون تظاهراتهم حتى الاستجابة لمطالبهم.

وقال رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي اليمني عيدروس النقيب للمتظاهرين "للأسف إن السلطة لا تتعامل إلا مع قطاع الطرق وحاملي السلاح وتقدّم لهم الملايين، بينما تتعامل مع من ينتهجون النهج السلمي بطريقة اللامبالاة".

وأضاف "أنتم اليوم تعلّمون الآخرين دروسا في النضال السلمي من خلال التزامكم السلوك الحضاري المحتكم للقانون، ونشد على أيديكم بالتمسك بالحقوق وألا تيأسوا لأن الحقوق تنتزع ولا توهب".

وشعرت الحكومة أمس بقلق بالغ من مظاهرة المعلمين الحاشدة خشية أن تسجّع قطاعات مهنية أخرى على القيام بذات النهج للمطالبة بقضاياها المطلبية، في هذا الوقت الحساس التي تمر به اليمن، والتي هي في أمس الحاجة إلى الهدوء والابتعاد عن "وجع الرأس" الذي يحدثه أصحاب المطالب الحقوقية التي تبدأ بسيطة وسرعان ما تتصاعد كما تصاعدت من قبل القضية الجنوبية وقبلها قضية صعده، حيث تشجّع كل منها الأخرى ويستفيد كل طرف من نظيره الآخر لممارسة الضغط على الحكومة، كل بطريقته الخاصة.