رمز الخبر: ۱۲۸۹۷
تأريخ النشر: 11:14 - 13 May 2009

عصرایران  ـ القدس العربي  ـ قرر رئيس البرلمان الجزائري عبد العزيز زياري مقاضاة لويزة حنون الأمينة العامة لحزب العمال (يساري معارض) بعد التصريحات النارية التي أطلقتها ضده الاثنين.

وذهبت فيها إلى حد القول انه يدافع عن مصالحه لما رفض اقتراح حل البرلمان، وأنه يسير برلمانا اخترقه أصحاب النفوذ ومافيا المال.

وينتظر أن يرفع زياري رسميا شكوى أمام القضاء خلال الأيام القليلة القادمة، يوجه من خلالها تهمة القذف والإساءة للأمينة العامة لحزب العمال، بسبب تصريحاتها التي تعرضت فيها له، بعد تصريحات سابقة قال فيها زياري ان مطلب حل البرلمان الذي تدعو له حنون "غير مطروح بالمرة".

ونقل مقربون من زياري لـ"القدس العربي" أن هذا الأخير صدم من الهجوم الشرس الذي تعرض له من الأمينة العامة لحزب العمال ومرشحة انتخابات الرئاسة الأخيرة، التي لم تدخر مصطلحا أو كلمة إلا وهاجمته بها. وقالوا انه قرر اللجوء إلى العدالة لوضع حد لما اعتبره تجاوزا وتطاولا في حقه.

وكانت لويزة حنون قد وجهت يوم الاثنين سيلا من الاتهامات لزياري، مشددة على أنه حشر نفسه في الأمور الداخلية لحزبها، واصفة مواقفه بالاستفزازية والشمولية.
واعتبرت أن كلام زياري كان يحمل "حقدا" و"عدائية" ضدها، متسائلة عن الأسباب التي جعلت رئيس البرلمان يقحم نفسه في موضوع يناضل حزب العمال من أجله، رافضة أن يمنح (رئيس البرلمان) لنفسه حق إطلاق أحكام على الأحزاب السياسية.

وأضافت أن زياري يسير البرلمان مثل "قسمة" لجبهة التحرير في السبعينات (تنظيم حزبي محلي في وقت الحزب الواحد) وأن البرلمان تحول إلى كاتدرائية في الصحراء، منددة بما أسمته باختراق مافيا المال للبرلمان والمؤسسات المنتخبة.

كما سخرت حنون من رئيس البرلمان بسبب قوله ان موضوع حل البرلمان غير مطروح للنقاش على مستوى مؤسسات الدولة، مؤكدة أنه لا ذنب لها إذا كان زياري لم يشرك في النقاش الدائر على مستوى السلطة بشأن حل البرلمان. وأشارت إلى أن هذا الأخير لم يكن حتى على علم بأن الرئيس بوتفليقة جدد الثقة في الحكومة السابقة منذ أسبوعين تقريبا.

وتدعو حنون منذ أشهر لحل البرلمان، وهذا المطلب يتجدد من حزب العمال مع كل ولاية برلمانية، لأن الأمينة العامة للحزب تشترط على منتسبي حزبها الراغبين في أن يكونوا نوابا بالبرلمان أن يقتسموا مع الحزب رواتبهم الشهرية، وتقبل الأغلبية منهم على مضض، ولكن بمجرد أن ينتخبوا ينتفضون عليها وينسحبون من المجموعة البرلمانية للحزب ويلتحقون بأحزاب أخرى، الأمر الذي جعل مجموعتها البرلمانية تتقلص بشكل كبير.

جدير بالذكر أن حنون نائب أيضا في البرلمان، وتتمتع بالحصانة البرلمانية، وقد انتخبت في قائمة حزب العمال في العاصمة.

وتعتبر هذه ثاني دعوة قضائية بين مسؤولين في ظرف يومين، وذلك بعد الشكوى التي قرر حزب جبهة التحرير الوطني (عضو بالتحالف الرئاسي) رفعها ضد لخضر بن سعيد الرئيس سابق لجمعية أبناء الشهداء ومستشار الرئيس الأسبق محمد بوضياف الذي اغتيل في حزيران/يونيو 1992.

وقد اتهم بن سعيد في تصريحات نشرتها جريدة "الخبر الأسبوعي" (أسبوعية خاصة) منذ أيام حزب جبهة التحرير بأنه حامٍ لمصالح فرنسا في الجزائر، وقال ان أمينه العام عبد العزيز بلخادم كان يتلقى أوامر من السفير الفرنسي السابق في الجزائر برنارد باجولي.