رمز الخبر: ۱۲۹۵۳
تأريخ النشر: 10:03 - 14 May 2009

عصرایران - القدس العربی - كشف وزير بريطاني بأن بلاده تتحرى امكانية إجراء اتصالات وصفها بـ (المحدودة والمدروسة) مع السياسيين من حزب الله، وأكد أن حكومته منفتحة أمام إجراء نقاش جدي مع نواب الحزب في المجلس النيابي اللبناني وفق الأسس نفسها التي تتبعها مع غيرهم من نواب الأحزاب الأخرى في لبنان.

وقال بيل راميل وزير الدولة للشؤون الخارجية المعني بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا في نقاش برلماني مساء الثلاثاء حول حزب الله وعملية السلام في الشرق الأوسط: إن الإتصال يقتصر فقط على أعضاء حزب الله المشاركين بشكل مشروع في السياسة اللبنانية وليس أولئك المنخرطين بأعمال العنف والإرهاب.

واعتبر الوزير البريطاني أن اقامة علاقات دبلوماسية بين لبنان وسوريا والمصالحة بين سوريا والسعودية والتقارير التي وردت مؤخرا بشأن التحركات في مزارع الغجر التي تحتلها إسرائيل ستعمل جميعها على توفير أجواء مساندة خلال الانتخابات النيابية المقبلة في لبنان، والتي أشار إلى أن بلاده ملتزمة بأن تكون عادلة وديموقراطية وتدعم هذه العملية من خلال مشاريع تكلفتها حوالى 200 ألف جنيه إسترليني.

لكن راميل اضاف على الرغم من هذه التطورات، ما تزال هناك مسائل عالقة مثيرة للقلق والاهتمام من بينها انتشار الأسلحة والجماعات المسلحة، والفشل في إحراز تقدم ملموس في مواضيع تشمل مزارع شبعا التي تحتلها إسرائيل، وبشكل خاص استمرار حزب الله بالاحتفاظ بقدرات عسكرية كبيرة ومستقلة عن الدولة.

وقال: إن الهدف من سياستنا هو أن نشهد تغييراً في حزب الله وأن ينبذ العنف ويضع أسلحته ويشارك بشكل بناء، ديموقراطياً وسياسياً، في السياسة اللبنانية وفق ما تنادي به قرارات مجلس الأمن.


وأوضح ان هناك محوران لتحقيق هذا التوجه في السياسة البريطانية، الأول توسيع الحظر على حزب الله من مجرد منظمته للأمن الخارجي ليشمل جناحه العسكري بمجمله، والثاني الاستمرار في المناشدة بنزع الأسلحة وتسليط الضوء على تأثير الميليشات المستقلة في زعزعة الاستقرار في المنطقة.

وأشار الوزير البريطاني إلى أن حكومة بلاده عبّرت خلال المشاورات في الأمم المتحدة حول قرار مجلس الأمن رقم 1559 عن قلقها العميق من هذا الجانب وشددت على ضرورة معالجة موضوع انتشار الأسلحة والجماعات المسلحة مع الإشارة بشكل خاص إلى حزب الله لضمان استقرار المنطقة على المدى الطويل، وناقشت هذا الموضوع مع الرئيس اللبناني ميشال سليمان خلال زيارته الأخيرة إلى المملكة المتحدة.

ورأى أن الاتصالات مع السياسيين من حزب الله تتيح الفرصة للتحدث بصراحة وبشكل مباشر عن الأعمال الأوسع نطاقا للحزب التي فيها بالفعل تهديد لاستقرار المنطقة والعملية السلمية والتعرف أكثر على أهدافه.

واضاف: لقد جرى حتى اليوم اجتماع واحد فقط في التاسع من يناير/كانون الثاني الماضي حين حضرت سفيرتنا في بيروت فرانسيس ماري غاي اجتماع بعض البرلمانيين البريطانيين مع لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب اللبناني شارك فيه ممثلون عن جميع أعضاء حكومة الوحدة الوطنية بمن فيهم النائب من الجناح السياسي لحزب الله علي عمار، وناشدت سفيرتنا خلال الاجتماع جميع الأطراف المشاركة احترام بنود قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.

ولفت راميل إلى أن الحكومة البريطانية ستنظر بكل عناية إلى أي اتصالات أخرى تجري مستقبلاً مع حزب الله وتتجنب أي اتصالات معه قد ينتج عنها دعاية يمكن أن تؤثر في الانتخابات اللبنانية المقبلة، كما ستنتهج أسلوباً براغماتياً في الاتصالات التي ستجريها مع شخصيات سياسية معروفة باعتدالها وليس لديها، على حد علمها، أي صلة بأعمال العنف.

وأفاد إن حكومة بلاده تعمل كذلك على تحسين الاستقرار في لبنان ومنع تهريب الأسلحة إلى المنطقة بالتعاون مع شركائها، وتطالب كلاً من حكومتي سوريا وإيران بوقف دعمهما لحزب الله، وقام بمناقشة هذا الموضوع خلال زيارته الأخيرة إلى دمشق مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، كما ناقش وزير الخارجية ديفيد ميليباند الموضوع نفسه مع الرئيس بشار الأسد خلال الزيارة التي قام بها إلى دمشق في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وقال: لدينا أيضاً مخاوف جدية بشأن الدعم الإيراني لحزب الله، وهذا الدعم غير مقبول على الإطلاق وفيه انتهاك لحظر الأسلحة المفروض بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1701 ويؤدي إلى تقويض أمن المنطقة، وهذه رسالة نوضحها بكل شدة للحكومة السورية وكذلك للحكومة الإيرانية على الرغم من أن درجة تأثيرها مازالت موضع تساؤل، على حد تعبيره.

وأشار إلى أن الحكومة البريطانية ملتزمة تماما بالسعي للتوصل إلى سلام شامل مبنى على وجود دولتين لاعتقادها أن التسوية الشاملة لعملية السلام في الشرق الأوسط ستؤدي إلى احلال الاستقرار في المنطقة على نطاق أوسع وفي العالم بأسره.

وقال راميل هذا يعني التوصل إلى حل على المسار السوري ـ الإسرائيلي، ومعالجة المخاوف بشأن نوايا إيران، وضمان الاستقرار داخل لبنان وأمام المجتمع الدولي دور كبير ليلعبه في ذلك.